اشتباكات أمام السفارة السورية في القاهرة

بعد خطابه القوي ضد نظام الرئيس السوري في قمة عدم الانحياز، أكد الرئيس المصري أنه لا مجال لبقاء الأسد في الحكم، فيما أثارت أعمال العنف التي وقعت في محيط السفارة السورية في القاهرة، موجة من الغضب في أوساط المصريين.


أثارت أعمال العنف التي وقعت في محيط السفارة السورية في القاهرة، موجة من الغضب في أوساط المصريين، وكان الغضب بالأساس قادماً من السكان في المباني القريبة والمواجهة للسفارة السورية القريبة من السفارة الأميركية في منطقة quot;غاردن سيتيquot; في وسط القاهرة.

ونظم العشرات من السوريين تظاهرة أمام مقر الجامعة العربية أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب والرئيس المصري محمد مرسي، وهتفوا بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، كما هتفوا quot;مصر وسوريا إيد واحدةquot;، وquot;يا مرسي قناة السويس بتقتلناquot;، في إشارة إلى عبور سفن حربية إيرانية تحمل أسلحة إلى النظام السوري.

أعمال عنف

وشهدت الليلة الماضية أعمال عنف واشتباكات بين ناشطين سوريين ومصريين مع قوات الشرطة أثناء تنظيم تظاهرة أمام السفارة السورية إحتجاجاً على المجازر اليومية التي يرتكبها النظام، وحاول بعض الشباب اقتحام مقر السفارة، وعندما تصدت لهم قوات الشرطة رشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة، ما أسفر عن إصابة 85 شخصاً، بعضهم من ضباط وجنود قوات الأمن المركزي، وألقى القبض على العشرات من المشاركين في أعمال العنف.

غضب مصري

واختلفت الروايات حول الأحداث، وقال شهود عيان لـ quot;إيلافquot; إن الأحداث بدأت عندما حاول شباب من المتظاهرين تجاوز الحواجز الأمنية واقتحام مقر السفارة، وأضاف شاهد عيان ويدعى حسن عرفة ويعمل في محال حلويات في المنطقة، أن التظاهرة شارك فيها المئات، وكانوا يهتفون ضد نظام حكم بشار الأسد، واقتربوا من السفارة لمسافة تصل إلى خمسين متراً، وحاولوا تخطي الحواجز الأمنية، إلا أن الشرطة منعتهم فردوا بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف عليها، ولم يكن أمام القوات إلا الرد بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، وتطور الأمر إلى إشتباكات.

وأشار عرفة إلى أن هناك حالة من الغضب في أوساط المقيمين وأصحاب المحال التجارية والعاملين في منطقة quot;جاردن سيتيquot; الراقية والهادئة بسبب أعمال العنف التي جرت في محيط السفارة ليلة أمس، منوهاً بأن قوات الشرطة أخضعت جميع المارين في الشوارع القريبة من محيط السفارة، اليوم الأربعاء، لإجراءات أمنية مشددة منها التفتيش، والإطلاع على الهويات.

الرئيس المصر أمام مقر الجامعة العربية

ولفت إلى أن المحال التجارية ما زالت مغلقة منذ أمس، وحتى ظهر اليوم، خشية تجدد الإشتباكات، وهجر بعض السكان منازلهم هرباً من رائحة الغاز المسيل للدموع، والزجاجات الحارقة التي تساقط بعضها في شرفات بعض المنازل.

المندسون وراء العنف

فيما قدم المعارض السوري في القاهرة خليل الكردي رواية مختلفة للأحداث، وقال لـ quot;إيلافquot; بينما كان يقف أمام مقر الجامعة العربية مع عشرات السوريين لمتابعة اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب وخطاب مرسي حول الأزمة في بلاده، انطلقت التظاهرة من مقر خيمة الثورة في ميدان التحرير في اتجاه مقر السفارة السورية القريبة من الميدان، وشارك فيها المئات من النشطاء المصريين إلى جانب السوريين، للمطالبة بطرد السفير السوري، ورحيل نظام بشار الأسد ووقف المجازر بحق الشعب.

وأضاف الكردي أن التظاهرة كانت سلمية ولم يكن أي من الشباب المصريين أو السوريين يحملون آلات حادة أو حجارة أو زجاجات حارقة. وأوضح أن المتظاهرين فوجئوا ببعض المندسين يرشقون قوات الشرطة بالحجارة وزجاجات المولوتوف، وردت قوات الأمن بإلقاء القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين ووقعت بينهم إصابات ليست خطيرة.

لا اقتحام للسفارة

وحول ما نشر بشأن محاولة السوريين إقتحام السفارة، قال الكردي إن هذه الأنباء عارية من الصحة، مشيراً إلى أن الإشتباكات كانت تبعد عن مقر السفارة بنحو 150 متراً، ونبه إلى أن السوريين ملتزمون بالقانون المصري، ولا يحاولون خرق أصول الضيافة، ولا يثيرون القلق لمصر، ونفي إلقاء القبض على أي من السوريين في الأحداث.

خيبة أمل

وفي ما يخص إجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية، قال الكردي إننا كنا نتوقع أن يسفر الإجتماع عن نتائج قوية تحقن دماء السوريين، لكن لم تكن على قدر المسؤولية، مشيراً إلى أن السوريين يعتبرون أن الجامعة العربية قد ماتت، ولم يعد لها جدوى إلا في منح النظام السوري المزيد من الفرص والوقت لقتل السوريين وقمع الثورة.

وقال إن كلمة مرسي في قمة عدم الإنحياز في طهران كانت قوية، وكذلك كلمته اليوم في مقر الجامعة العربية، مشيراً إلى أن كان يتوقع إتخاذ قرارات بتكوين جيش عربي موحد، وإجراءات فورية من أجل حقن الدم السوري وإجبار الأسد على الرحيل، ولكن خاب ظنه.

مرسي للأسد: لا مجال للبقاء

وفي السياق ذاته، وجه الرئيس المصري محمد مرسي رسالة قوية للنظام السوري، وقال خلال كلمته أمام الجامعة العربية: quot;إن الشعب السوري قال كلمته، فلا مجال للتأخر لاتخاذ قرار ناجز يحقن هذا الدم، وينقل سوريا إلى التغييرquot;.

وتابع: quot;لا تزال هناك فرصة لحقن الدماء، ولا تتخذوا القرار الصحيح في الوقت الخطأ، ولا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم للبقاء، فلا مجال للتأخر باتخاذ قرار يوقف حقن الدماء، الآن ما زال هناك بعض الوقت لحقن الدماءquot;.

وأضاف: quot;إن لم تفعلوا شيئا، فإن إرادة الشعوب غلابة، وإرادة الله فوق الجميع، ونحن مع الشعب السوري حتى يحصل على حقوقهquot;. وردد مرسي أبيات الشاعر أبي القاسم الشابي، quot;إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر .. ولا بد لليل أن ينجلي .. ولا بد للقيد أن ينكسرquot;.