يرى سياسيون مصريون معارضون للإخوان، أنّ الرئيس محمد مرسي يعمل على quot;أخونة البلادquot; بتعيين قيادات التنظيم الذي ينتمي اليه والسلفيين في مفاصل الدولة، دون اعتماد معيار الكفاءة كما وعد سابقا. ويستندون في مواقفهم تلك إلى اختيار الشخصيات التي ستتبوّأ مناصب صلب المجلس القومي لحقوق الانسان والمحافظين والمجلس الأعلى للصحافة ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية.


القاهرة: تسود حالة من الرفض داخل الشارع المصري وبين السياسيين على اختيارات الرئيس محمد مرسي ومجلس الشورى لتشكيل المجلس القومي لحقوق الانسان والمحافظين والمجلس الأعلى للصحافة ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية.

إذ أكد الخبراء أن الاختيار يؤكد أن الرئيس يسير نحو quot;أخونة الدولةquot; وأن حديث رئيس الحكومة اليومي عن أن الاختيار يكون وفقا لمعيار الكفاءة أصبح نغمة لا يصدقها الشعب بدليل أن الاختيار يتم بناء على سداد فواتير انتخابات الرئاسة.

فاختيار صفوت حجازي ضمن تشكيل المجلس القومي لحقوق الانسان يدلّ على ضرورة وجود شخصيات من حزب النور ضمن جميع التشكيلات السابقة، كما أن مرسي يحرص على أن تكون جميع المناصب التنفيذية للإخوان كما حدث في التشكيل الحكومي والمحافظين.

فى هذا الإطار، يقول الدكتور طارق سباق سكرتير عام حزب الوفد لـquot;إيلافquot; إن اختيارات الرئيس تؤكد أخونة مؤسسات الدولة وهو اتجاه الجماعة منذ ثورة 25 يناير، واختياراته تؤكد أيضا أن مكتب الإرشاد هو الذي يدير البلاد بدليل أن جميع أعضاء مكتب الارشاد تم اختيارهم في المناصب بدءا من تشكيل الحكومة مرورا بالمحافظين حتى محامي مكتب الارشاد تمّ البحث لهم عن مناصب في الدولة فتم تعيينهم في المجلس القومي لحقوق الانسان.

الرئيس المصري محمد مرسي في مكتبه في القصر الجمهوري

ويضيف: quot;أما بخصوص باقي أعضاء الارشاد وحزب الحرية والعدالة فهناك مناصب أخرى سوف يتم شغلها حيث يوجد 23 مركزا بحثيا، وهناك الجهاز المركزي للمحاسبات والتنظيم والادارة، ومركز دعم القرارات في مجلس الوزراء والمجالس القومية المتخصصة، كما سيتم تثبيت الاخوان بتعيينهم في المجلس القومي للمرأة.

وتوقع طارق سباق ألا يجد الرئيس محمد مرسي قيادات إخوانية لتعيينهم في مناصب الدولة، فالرئيس المخلوع مبارك لم يكن يفعل ذلك بل كان يعطي نصيبا من الكعكة للمعارضة حتى لو كانت شكلية.
وقال إن مرسي خان وعوده قبل الانتخابات وخان مبادئ ثورة 25 يناير والتي قامت على فصيل واحد في السلطة دون مراعاة للمعارضة وكأنها غير موجودة.

والسؤال للرئيس: أين شباب الثورة من تعيينات المجلس القومي لحقوق الانسان والمحافظين؟ وأين وعد الحكومة بتعيين محافظين تكنوقراط ؟

وأكد سباق أن ما يقال عن رفض شخصيات الدخول في التشكيلات الاخيرة غير صحيح، إذ إنّ القائمة تأتي من مكتب الارشاد والرئيس عليه التنفيذ، بدليل أن لجنة حقوق الانسان في مجلس الشورى اقترحت أسماء للتعيين في مجلس حقوق الانسان وتم تغييرها من الرئاسة.

وقال حسين عبد الرازق القيادي في حزب التجمع لـquot;إيلافquot; إن اختيارات مرسي قامت على الترضية ودفع فاتورة الانتخابات الرئاسية، كما أن الاختيار تم أيضا على صفقات للانتخابات البرلمانية القادمة والدليل اختيار صفوت حجازي ضمن المجلس القومي لحقوق الانسان لكونه ساند مرسي في الرئاسة وكفّر من يعارضه، والامر نفسهبالنسبة إلى حزب النور رغم أن الحزب ليس له صفة في البرلمان وقد حل، وإذا كان الاخوان مسيطرين على كل شيء لكون الرئيس منهم فبأي صفة يأخذ حزب النور المناصب في كل تغيير، وما دخل نادر بكار حتى يكون عضوا في المجلس الاعلى للصحافة، فالأمر يتم وفقا للمصالح بين الاسلاميين.

وقال حسين عبد الرازق إن هناك تجاهلا واضحا لتجنب اختيار كوادر من أحزاب أخرى مثل الوفد والتجمع وأحزاب الثورة، وكأن الأحزاب الاسلامية هي التي تحتفظ بالكوادر فقط ،رغم أنهم لم يظهروا أي نجاح حتى الان في الوزارات التي تولاها الاخوان، فالازمات نفسها لم تعالج بدليل سوء ادارة وزير القوى العاملة خالد الازهري لأزمة المصريين في ليبيا، وخطة الوزارة للاستفادة من إعادة الاعمار.

كما أن وزير التعليم العالي لم يفعل شيئا بالنسبة إلى تغير اللائحة الطلابية، وكل ما يهمه هو سيطرة الاخوان على الانتخابات الطلابية، كما أن وزير الشباب لم يفعل شيئا تجاه أزمات مراكز الشباب.

من جانبه، أكد أبو العز الحريري المرشح الرئاسي السابق لـquot;إيلافquot; أن الرئيس منذ نجاحه لم يوف بوعد واحد تعهد به أمام الشعب، وحديثه دائما بان الاختيارات تتم وفقا لمعيار الكفاءة يفكرنا بما كان يردده صفوت الشريف بعد كل تغيير وزاري.

وقال إن اختيارات المحافظين والمجلس القومي لحقوق الانسان تؤكد أنها خرجت من مكتب الارشاد، فمن غير المعقول تعيين ثلاثة منه، بدليل أن المحافظ محمد عطا عضو مكتب الارشاد تم تعيينه محافظا للاسكندرية وهو من خارج المحافظة ولا يعلم شيئا عنها وقد لا يكون زارها منذ سنوات، ونحن نطالب بمحاسبة رئيس الوزراء هشام قنديل الذي خرج وأكد بل حلف اليمين أن اختيار المحافظين سوف يعتمد على الكفاءة أساسا وان يكون المحافظ من ابناء محافظته، كما نطالب بمحاسبة أحمد زكي عابدين على كذبه على الشعب بالقول إنه مختص بترشيحات المحافظين، والاختيارات تؤكد أنه سمع بها مثل الرأي العام، كما سوف نطالبه بالكشف عن حقيقة تصريحاته التي ذكر فيها انه عرض على نجوم الفضائيات تولي مناصب المحافظين ورفضوا، وهذا أيضا غير صحيح إلا إذا كان الذين قد رفضوا هم الاخوان.

وقال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية ان خطة الاخوان تعتمد على السيطرة على جميع أجهزة الدولة التنفيذية ،على أن يتم رد الجميل للسلفيين بإعطائهم جزءا من الكعكة بعد وقوفهم في انتخابات الاعادة بالرئاسة إلى جانب الاخوان، ولكن الاخوان يوزعون الكعكة حسب مصلحتهم بدليل استبعاد الجماعات الاسلامية من المجلس القومي لحقوق الانسان والذي تمت تسمية أعضائه من الشخصيات التي ساندت مرسي، أما المناصب التنفيذية فلا يجوز الاقتراب منها بدليل استبعاد السلفيين والجماعات الاسلامية من تشكيل المحافظين ومن قبل الحكومة.

وقال إن طموح الاخوان لن يتوقف عند هذا الحد بل ستكون هناك مفاجآت أخرى بتولي الاخوان والسلفيين مناصب حساسة في الدولة من بينها المراكز القومية المتخصصة والمجلس القومي للمرأة ووزارة الداخلية والخارجية والمخابرات، ولهذا فإننا ننتظر تشكيلة حكومية أخرى.