الجنرال المتقاعد عاموس يادلين

يرى رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق عاموس يادلين، أن العالم العربي ndash; السني لن يأسف اذا قصفت اسرائيل منشآت ايران النووية، مشيراً الى أن وقت تفعيل الخيار العسكري ضد طهران لم ينفذ، وأن العام الجاري ليس عام الحسم، وإنما قد يكون العام المقبل أو بداية عام 2014.

استعرض رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي السابق عاموس يادلين الملف النووي الايراني، ورغم أن كافة الدوائر السياسية والأمنية في تل ابيب، وضعت رؤيتها في هذا الملف الشائك، إلا أن يادلين الاكثر خبرة فيه، آثر الانتظار لاختيار الوقت المناسب ودراسة الاشكالية من كافة أبعادها، خاصة في ظل تلويح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك بضرورة تفعيل الخيار العسكري ضد الدولة الفارسية للقضاء على تطلعات ايران النووية.

ثقة عالية في قوة الردع الاسرائيلية
وفي مستهل حديثه مع الملحق الاسبوعي لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، قال يادلين إن عام الحسم بالنسبة للملف النووي الايراني ليس 2012 بحسب العديد من التقديرات، وانما سيكون في 2013 أو 2014، موضحاً أن الازمة ليست في توجيه ضربة اسرائيلية أو اميركية للمنشآت الايرانية، وانما تكمن الازمة الحقيقية في نجاعة الضربة وقضائها نهائياً على منشآت ايران النووية، والحيلولة دون امتلاك طهران للقنبلة النووية، واضاف: quot;صحيح أن امتلاك دولة تهدد بمحو اسرائيل من الخارطة لأسلحة نووية أمر خطير، إلا انني أثق في قوة الردع الاسرائيلية، كما أن ضرب ايران لن يحمل ردود فعل قوية من ايران على اسرائيل، فضلاً عن أن ردود فعل الدول العربية ستكون متناغمة مع الموقف الاسرائيلي، إذ إن إيران باتت تشكل خطراً على امن تلك الدول وليس اسرائيل فقطquot;.
خلال الثلاثين عاماً الماضية، انشغل الجنرال احتياط عاموس يادلين بثلاثة برامج نووية، شكلت خطراً كبيراً على امن إسرائيل بحسب صحيفة هاآرتس، ففي العام 1981 كان يادلين واحداً من ثمانية طيارين، قادوا طائرات حربية من طراز F-16، وقصفوا المفاعل النووي العراقي عام 1981، وفي عام 2007 كان يادلين بحسب تقديرات غربية مهندساً رئيسياً لعملية قصف المفاعل النووي السوري في منطقة دير الزور، وفي الفترة ما بين 2006 و2010، بات يادلين مصدر التقدير القومي الرئيسي في اسرائيل، الذي ادار الحرب العلنية والسرية ضد اجهزة الطرد المركزي الايرانية في منشأتي نتانز وفوردو، غير أنه في وقت نفذ يادلين العمليتين العراقية والسورية بنجاح، اضحت العملية الايرانية بعيدة عن التوفيق، ولا يعلق المراقبون في تل ابيب عدم التوفيق على يادلين، وانما ارجعوه الى المستوى السياسي والامني الاسرائيلي، الذي لم يستمع الى توجيهات يادلين، رغم أن الاخير كان اول من وضع يده على الخطر النووي الايراني، إذ اكتشفت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بقيادة يادلين الخطر الايراني بشكل استباقي، ووضعت العديد من الطرق والاساليب للتعاطي معه، غير أن اسرائيل لم تمنح الاستخبارات العسكرية كلمة الفصل في التعامل مع ايران، وكانت النتيجة بحسب تقديرات غربية، امتلاك الايرانيين لما يربو على 11 الف جهاز طرد مركزي، انتجوا ما يزيد على6.9 طن من اليوارنيوم، الذي يعتبر مادة خام اولية للتسلح بقنبلة نووية.
تجرد يادلين من بزته العسكرية منذ 22 شهراً، ومنذ هذا التاريخ لم يزح الستار عن مواقفه العلنية من الصراع الدائر في اسرائيل وتباين وجهات النظر بين معسكرين رئيسيين، اولهما: يميل الى تفعيل الخيار العسكري ضد ايران، والاخر يتبنى وجهة نظر التريث وتبعية الادارة الاميركية في موقفها من الملف عينه، لكنه قرر الخروج عن صمته من المكتب الذي يدير منه مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة تل ابيب (INSS).

الملف النووي الايراني بالغ التعقيد
إسرائيل تريد تجنب أزمة مع الولايات المتحدة
وحول موقفه من التيارين المختلفين حول توجيه ضربة عسكرية لمنشآت ايران النووية، يرى يادلين أن هذا الملف معقد للغاية، ولعل ذلك هو ما يعرقل مساندته لأي من الفريقين، على الرغم من ذلك يتفق يادلين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاعه، اللذين يحرضان على توجيه ضربة عسكرية لايران، ويعود اتفاق يادلين معهما لسببين، اولهما: ان امتلاك دولة تنادي بمحو اسرائيل لقنبلة نووية خطر على الامن الاسرائيلي، وليس هناك خطر في المنطقة يفوق هذا الخطر، ثانياً: أن الهجوم الاسرائيلي على أن ايران لن يقود الى اشعال منطقة الشرق الاوسط كما يعتقد البعض، ولن يُسفر عن خسائر فادحة لاسرائيل، ولن ينطوي على مقدمات لحرب quot;يأجوج ومأجوجquot; كما يتصور فريق كبير من المراقبين، فمن يعتقد أن توابع القصف الاسرائيلي لايران ستحصد الآلاف من ارواح الاسرائيليين فهو واهم، وأضاف يادلين: quot;انني على قناعة بأن العالم العربي ndash; السني، لن يأسف للهجوم على ايران، وان رد الفعل الايراني على القصف الاسرائيلي سيكون ضعيفاً، وستكون خسائر الحرب اقل كثيراً من ترك المجال امام ايران لامتلاك قنبلة نوويةquot;.
على الرغم من ذلك يتفق الجنرال المتقاعد عاموس يادلين مع حملات النقد الموجهة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك، خاصة بعد اعتقاد الرجلين بأن الوقت آخذ في النفاذ لتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت ايران النووية، وأضاف: quot;انني اعتقد أنه لا يزال امام اسرائيل متسع من الوقت، فعام الحسم ليس في 2012، وانما سيكون في 2013 وربما في بداية 2014، فلا يزال امام اسرائيل ما لا يقل عن 6 اشهر للوصول الى مفترق الطرق الحقيقي، عندئذ ستضطر اسرائيل لاتخاذ القرار لحسم هذا الملف الشائك، وينبغي التيقن من أنه اذا كانت اسرائيل ترغب في أن تنهي البرنامج النووي الايراني الى الابد بضربتها العسكرية، فيجب أن تحصل هذه الضربة على شرعية دولية، والوقت الراهن لا يؤكد تلك الشرعية، إذ لا تزال هناك قوى اقليمية ودولية ترفض استخدام القوة في حل القضية الايرانية، كما أن موقفنا من القضية الفلسطينية يجعل من الصعب الحصول علىشرعية الضربة العسكرية لايران، وفي هذه المرحلة يجب أن نتلاشى الصدام مع الولايات المتحدة، وان نعزز تعاوننا الاستراتيجي مع واشنطن، اذا فعلنا ذلك سنجد أن العالم يقف وراءنا عندما نضرب ايرانquot;.