أسرة مبارك مع حفيدهم الراحل

زوجها وابناها في السجن، في فاقة عز مثيلها بعد عز أصابته العائلة منذ تولى حسني مبارك سدة الرئاسة المصرية في العالم 1981. لكن سوزان مبارك قوية متماسكة، تدير أعمال عائلتها في مصر وخارجها، وترفض مصالحة تطرحها الدولة لا طائل من ورائها لقناعتها التامة ببراءة زوجها وولديها.


القاهرة: بينما تحاول السلطات في مصر بكل بقوتها استعادة الأموال المهربة للخارج، وبينما يُجري الدكتور محمد سليم العوا مستشار الرئيس لشؤون العدالة الإنتقالية مشاوراته من أجل البدء في برنامج المصالحة مع رموز النظام السابق لإستعادة تلك الأموال، كشفت مصادر مطلعة لـ quot;إيلافquot; أن سوزان مبارك، قرينة الرئيس السابق حسني مبارك، تترأس ما يمكن وصفه بـ quot;خلية أزمةquot;، لإدارة الأزمة التي تمر بها أسرتها، من سجن زوجها ونجليها علاء وجمال، وإدارة الأموال والمشاريع التي تملكها الأسرة في الخارج. كما ترفض مبدأ المصالحة مع زوجها ونجليها لإقتناعها ببرائتهم.

خلية أزمة

أوضحت مصادر مطلعة لـ quot;إيلافquot; أن سوزان مبارك تتولى زمام الأمور في عائلتها منذ سجن زوجها ونجليها في نيسان (أبريل) 2011، وتتولى أعمال هايدي راسخ وخديجة الجمال، زوجتي نجليها علاء وجمال، وحفيدها، فضلًا على أشقائها الذين هرب بعضهم خارج مصر في أعقاب الثورة التي أسقطت نظام حكم زوجها.
وأشارت المصادر إلى أن سوزان تجتمع باستمرار مع المحامي فريد الديب وكبار أعضاء فريق الدفاع عن زوجها ونجليها، وتناقشهم في كل كبيرة وصغيرة بشأن القضايا التي يحاكمون فيها.

ونوّهت المصادر نفسها بأن مبارك تدير الأزمة بشكل محترف، وهناك فريق متخصص في جمع المستندات الخاصة بكل قضية يواجهها زوجها ونجلاها. وهي تثق ثقة عمياء في صهر نجلها جمال رجل الأعمال محمود الجمال، الذي يقف إلى جانب الأسرة ولم يتخل عنها أبدًا، ويصطحب إبنته خديجة وحفيدته في أحيان كثيرة إلى السجن لزيارة والدها وعمها وجدها.

زوجات الوزراء السابقين

وتجتمع سوزان مبارك، أو تتصل بين الحين والآخر، بزوجات بعض الوزارء المسجونين، ولا سيّما زوجتي وزيري الإعلام والداخلية الأسبقين، أنس الفقي وحبيب العادلي. كما تتواصل باستمرار مع الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزارء في عهد مبارك والمرشح الخاسر في إنتخابات رئاسة الجمهورية.
ولفتت المصادر إلى سوزان مبارك تمتع بصحة جيدة وإرادة صلبة، وتثق في أن زوجها ونجليها سيخرجون من هذه الأزمة بسلام. بل تعتزم نصح نجلها جمال بالدخول في معترك الحياة السياسية مرة أخرى، لا سيما أنها تعتقد بوجود الملايين من المصريين الموالين بعدُ لزوجها ونظام حكمه، بعدما خذلتهم جماعة الإخوان المسلمين.
ونبهت المصادر إلى أن هذه الخطط أو الأماني تصطدم برفض خديجة، زوجة جمال، وأبيها رجل الأعمال محمود الجمال، اللذين يجنحان إلى ضرورة أن يبتعد الجميع عن السياسية والأضواء، ويكفي ما جنته الأسرة بسببها.

رفض المصالحة

ترفض سوزان مبارك تمامًا برنامج المصالحة مع رموز النظام السابق، الذي يعد له الدكتور سليم العوا، مشيرة إلى أنها ترفض هذا المبدأ من الأساس، لاعتقادها بأن أي من أفراد أسرتها لم يتحصل على أي أموال عامة بغير حق. كما تثق مبارك في براءة زوجها في قضية قتل المتظاهرين في الإستئناف، خصوصًا أنه ليس متهمًا في قضايا فساد، مما يعني أن المصالحة معه ليست ذات فائدة، غير سلبه مدخراته في الخارج على حد تعبيرها.

سوزان مبارك

وفي قضية اتهام علاء وجمال بالتلاعب في البورصة والحصول على أراضي الدولة بغير وجه حق من جميعة الطيارين (المتهم فيها أيضًا أحمد شفيق)، قالت مصادر إيلاف إن سوزان مبارك عقدت إجتماعات مكثفة مع فريق الدفاع عنهما واستعرضت مع فريد الديب القضايا من جميع أوجهها، فأكد لها أن براءتهما مضمونة، ولا داعي للجوء إلى المصالحة، لا سيما أن الدولة ستعجز عن تقديم ما يفيد بأن الأموال الخاص بعلاء وجمال أو أي من أفراد الأسرة قد آلت إليهم عن طريق الفساد أو الرشوة أو غسيل الأموال أو إستغلال المنصب.
وأشارت المصادر إلى أن سوزان هي شخصيًا من تتولى إدارة هذه المشروعات والممتلكات في الخارج، لا سيما في بريطانيا. وكشفت المصادر أن قرينة الرئيس السابق طلبت من مسؤول بريطاني رفيع سابق إدارة أموال ومشروعات الأسرة في بريطانيا وأوروبا، إلا أنها لم تتلق ردًا منه، ما أعتبرته ردًا سلبيًا. لكن المصادر رفضت الكشف عن هوية ذلك المسؤول، قائلة إنه لم يرد عليها وليس هناك فائدة من الإفصاح عنه.