القاهرة:قال قيادي سلفي جهادي وثيق الصلة بالتنظيمات الإسلامية المسلحة في شبه جزيرة سيناء المصرية إن سلاح quot;الجهاديينquot; موجّه فقط لإسرائيل.

ونفى quot;حازم المصريquot; - كما طلب أن يعرف - في مقابلة عبر البريد الإلكتروني مع وكالة quot;الأناضولquot; للأنباء، أي رغبة لهم بالدخول في صدام مع الجيش المصري، مشيرًا إلى أن الحركة الإسلامية وهي في أوج الصراع العسكري مع نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، لم يحدث أن استهدفت الجيش.
واعتبر quot;المصريquot; أن اشتباكات المسلحين مع الجيش أو الشرطة quot;دفاع شرعي عن النفسquot; لا يقومون به إلا للضرورة، مشددا على أنه لا علاقة للتيار السلفي quot;الجهاديquot; في سيناء بهجوم رفح الدامي على الجنود المصريين الذي لم يتضح حتى اللحظة هوية منفذيه.
وفيما يتعلق بأمد الصراع في حال استمر، قال quot;حازم المصريquot;: أي تنظيم مهما كان بالغًا في ضعفه العسكري، وأيا كان انتماؤه الفكري، قادر على خوض حرب طويلة الأمد في سيناء ضد الجيش قد تنتهى بعد عشرين عامًا، محذرًا الجيش من التمادي في الخوض بالمستنقع السيناوي والاشتباك مع الجهاديين quot;لئلا تتكرر تجربة وزيرستانquot;، في إشارة إلى المنطقة القبلية على الحدود الأفغانية الباكستانية.
وأوضح أن جغرافية سيناء أعقد جغرافية في الشرق الأوسط ربما لا ينافسها في ذلك سوى جغرافية أفغانستان التي لم تنجح جيوش 48 دولة موجودة منذ 11 عامًا في القضاء على حركة طالبان فيها.
وإلى نص الحوار
*ما التنظيمات التي تتبنى الآن القتال ضد قوات الجيش المصري؟
ـ لا توجد تنظيمات جهادية تتبنى قتال الجيش لا في سيناء ولا في غيرها.. وهذا السؤال ناتج عن تصور وجود حرب دائرة في سيناء بين الجيش وفصيل ما يتبنى قتاله.
وهذا الطرح هو ما يروّجه الإعلام الحكومي بعد عملية رفح quot;الغامضةquot;.. ولكن هذا مخالف للواقع وللأحداث على الأرض ولشهادات الشهود.
إذا كنت تقصد عملية رفح فقد نفى تيار السلفية الجهادية مسؤوليته عن الحدث مرارًا وتكرارًا.. وعلى كل الأحوال لو أجبنا عن النقطة الرئيسية لسؤالك لخلصنا لنتيجة مفزعة ..
وذلك لأن أي تنظيم مهما كان بالغا في ضعفه العسكري.. وأيا كان انتماؤه الفكري قادر على خوض حرب طويلة الأمد في سيناء ضد الجيش قد تنتهى بعد عشرين عامًا.. ولذلك يحذر خبراء عسكريون الجيش المصري من التمادي في الخوض بالمستنقع السيناوى لئلا تتكرر تجربة وزيرستان!
فجغرافية سيناء أعقد جغرافيا في الشرق الأوسط لا ينافسها في ذلك سوى جغرافية أفغانستان حيث لم تنجح جيوش 48 دولة في القضاء على طالبان رغم ما يمتلكوه..
الوضع معقد جدا هناك، ومن يحسب موازين القوى العسكرية بعدد الأفراد فقط أو بكمية السلاح ينظر للموضوع بسطحية بالغة.
والجيش ليس له خبرة في التعامل مع الحركات الإسلاميةـ إذ لم يسبق له الدخول معها في مواجهة، كما لم يسبق للحركة الإسلامية ndash; حتى فى أوج الصراع العسكري مع نظام مبارك فى التسعينيات ndash; أن استهدفته.
وهل يتعاطف أهل سيناء معكم أم مع الجيش؟
العامل القبلي في سيناء متداخل مع العامل الديني، فمثلا إحدى القبائل هي التي سلمت ابنها للجهاديين ليذبحوه بعد أن تأكدوا من تعاونه مع الموساد في قتل الناشط الجهادى إبراهيم عويضة.
أقصد أن الناس في سيناء محتقنة نتيجة تراكمات عقود من القهر وقد ينجح الجهاديون في كسب تعاطفهم .. فعلى الأقل هم أقرب لهم، وقد تجبرهم ممارسات الجيش على تأييد الجهاديين، وفي اشتباكات 16-9 الأخيرة كان الناس يهتفون للمسلحين!!
والعلاقات مع القبائل في مجملها طيبة؛ لأن الجهاديين ليسوا وافدين على سيناء من الخارج بل هم أبناء هذه القبائل.. هناك خلافات بطبيعة الحال لكنها محصورة فى قطاعات معينة، مع الصوفية المتشددين مثلا أو مع عملاء أمن الدولة.
والطبيعة البدوية عموما تحترم القوي، ولذلك يحظى الجهاديون بشعبية وقبول فى سيناء.. وإن كنت لا أنكر حدوث بعض الوقائع الفردية النادرة من وقت لآخر.
*ما هي أبرز التنظيمات المسلحة في سيناء، والأفكار التي تتبناها؟
ـ السلاح في سيناء هو quot;ثقافة مجتمعquot; لا يمكن تغييرها على المدى القريب.. الجميع مسلح؛ لأن الدولة غائبة نتيجة ظروف تاريخية يطول شرحها.
مبارك في عز قوته لم يتمكن من نزع سلاح سيناء أو صعيد مصر، وكان يسلم به كأمر واقع ويحاول أن يوظفه لخدمة نظامه وسياساته.
السلاح في سيناء جزء أساسي من معادلة قبلية معقدة، ولا أجد مبررًا لدعاوى نزع سلاح سيناء.. بل أجد السلاح هناك ضمانة هامة في مواجهة الأطماع الإسرائيلية وعامل كبح لسياستها التوسعية.
* هل تعتقد فعلاً بوجود تكفيريين في سيناء؟، ومَنْ هم؟، وهل لهم تنظيمات ومنظرون؟
ـ الخلط بين التكفيريين والجهاديين تضليل متعمد لمحاربة الجهاديين، وكلام الإعلام الحكومي عن quot;جماعات تكفيرية في سيناءquot; هو دعاية quot;جوبلزيةquot;.
بالفعل هناك تكفيريون في سيناء.. أفراد متناثرون هنا وهناك، ليس لهم منظرون ولا كتابات ولا إطار يجمعهم، بل أقول لك إن التكفيريين في القاهرة أقوى وأنشط وأكثر تنظيمًا وعددًا منهم في سيناء.
الإعلام الحكومي يسمى الجهاديين تكفيريين، لأن رجل الشارع يحب مصطلح quot;الجهادquot;، ويكره quot;التكفيرquot; فيعطى بذلك مبررًا وغطاءً للقوات الحكومية لارتكاب ما تشاء من أفعال تحت غطاء quot;القضاء على التكفيريينquot;.
التكفيريون في سيناء يكفرون الجهاديين ويدعمون الجيش وقوى الأمن في الحملة عليهم.

* وما مدى ارتباط التنظيمات المسلحة في سيناء مع التنظيمات المسلحة في غزة؟
الترابط موجود بالتأكيد عضويا وفكريا، الجماعات في سيناء وغزة لا تعترف بالحدود أصلا، هم يتعاملون مع القضية الفلسطينية من منطلق دينى عقائدى.
وحتى قبل سقوط نظام مبارك، دعم الجهاديون فى سيناء ndash; عن طريق الأنفاق ndash; غزة بالسلاح والمؤن والمهمات العسكرية، وآووا بعض المطلوبين لإسرائيل، وهم استفادوا بالإمكانيات والخبرات المتاحة في غزة فأرسلوا بعض عناصرهم لتلقى التدريب.
وحكومة حماس تتعامل معهم بمنطلق براجماتى نفعى، فإذا تقاطعت مصالحها معهم تركتهم، وإن أضرت تحركاتهم بها ضربتهم!!
* تردد أن هناك استعدادًا لبعض الجماعات لعمل هدنة مع القبائل والجيش!
ليس هناك حرب في سيناء، ولم يدخل الجهاديون في صراع مع القبائل حتى تكون هناك هدنة.
أما الجيش فلا يمكن أن تطالبني بهدنة وأنت مستمر بقتلى واعتقالي بدون قانون وترويعي وتهديدي واقتحام حرمة بيتي.
الخلاصة أن الجيش لم يبد أي إشارة ولا استعداد للهدنة.. بعض الإشارات الإيجابية جاءت من مؤسسة الرئاسة لكنها لم تتحدث عن إيقاف الحملة العسكرية ورفع المظالم وتعويض المتضررين.

* كيف يمكن إنهاء حالة الاشتباك القائمة؟، وما هي شروطكم أو مطالبكم؟
هذا السؤال يوجّه لمن تسبب في حالة الاشتباك القائمة.. الجيش هو الطرف الذى يملك إنهاء هذه الحالة لأنه الطرف الفاعل في هذه القضية.
وطلب الجهاديين الوحيد: اتركوهم يقاتلون الصهاينة.. دعوهم وشأنهم.. والمقاومة ليست حصرية للدولة مادامت من منطلقات شرعية صحيحة، وما دامت ضد عدو حقيقي.

*إذن هل تخططون لشن عمليات عبر الحدود ضد أهداف إسرائيلية؟
هذا مؤكد.. فلسطين قضية مركزية في الفكر الجهادى، وإسرائيل هي الهدف الثابت لسلاح الجهاديين.
ولا يملك أحد ولا يحق لأحد وقف العمليات ضد الكيان الغاصب، وهى عمليات مجدية وليست عمليات عبثية كما يروّج الإعلام، ويكفي أن إسرائيل خسرت خلال النصف الأول من هذا العام 1,68 مليار شيكل بسبب قطع إمدادات الغاز.