لاجئ عراقي يرحّل قسرا من بريطانيا
خابت آمال العراق بشأن إقناع السويد في عدم إبعاد لاجئين عراقيين قسرا إلى بلدهم، واكد وزير الهجرة والمهاجرين العراقي ديندار دوسكي اليوم الجمعة عدم توصله خلال مباحثات اجراها في السويدلاي اتفاق مع الجانب السويدي بهذا الشأن.

اعلن العراق اليوم فشله في اقناع السويد وقف عمليات ترحيل العراقيين اللاجئين إليها مؤكدا عدم تعاون حكومة الأخيرة، مع مطالبه في هذا المجال فيما علمت quot;ايلافquot; ان حوالى ثلاثة الاف من هؤلاء قد رفضت طلبات لجوئهم وهم على قائمة المطرودين من هناك.
وتدعم الحكومة العراقية مبدأ العودة الطوعية للنازحين العراقيين في البلدان العربية والاجنبية ومؤخراً حثت بغداد الدول الاوروبية وتحديدا السويد وبريطانيا على التريث في اعادة اللاجئين العراقيين قسرا الى بلدهم . وعلمت quot;ايلافquot; ان هناك حاليا حوالى 3 الاف عراقي في السويد على قائمة الترحيل فيما تستعد بريطانيا لإجراء مماثل ضد عراقيين رفضت طلباتهم ويتراوح عددهم بين 200 و300 عراقي .
واكد وزير الهجرة والمهاجرين العراقي ديندار دوسكي اليوم الجمعة عدم توصله خلال مباحثات اجراها في السويد خلال الايام القليلة الماضية لاي إتفاق مع الجانب السويدي بشأن إبعاد اللاجئين العراقيين الذين رفضت طلبات لجوئهم موضحا أن السويد لم تكن متعاونة في هذا المجال. واضاف quot;كنت في السويد خلال الايام الماضية وبحثت مع المسؤولين هناك مسألة ابعاد اللاجئين العراقيين الذين رفضت طلبات لجوئهمquot;. وقال ان السلطات السويدية شددت على ضرورة تولي الحكومة العراقية تزويد اللاجئين بالوثائق المطلوبة التي تثبت شخصياتهم وفتح المطارات لاستقبالهم .
واضاف الوزير أن quot;الجانب السويدي لم يقدم المساعدات المالية التي تمكن العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم من الاندماج في المجتمع العراقي مرة ثانيةquot; مشيرا الى أن quot;اوضاع العراقيين الذين منحوا حق اللجوء في السويد افضل بعد أن توفرت لهم ظروف الاندماج من التعليم والسكنquot; . واوضح ان السلطات السويدية تستعد لرفض طلبات لجوء اكثر من ستة الاف عراقي.
وكان وزير الهجرة والمهجرين قد بحث في ستوكهولم مع أعضاء في الحكومة والبرلمان السويديين سبل حل مشكلة ترحيل حوالى 3 الاف عراقي في السويد بصورة قسرية الى بلدهم.وقد اكد الوزير خلال هذه الاجتماعات ان هذه الاجراءات تعتبر مرفوضة بشكل كامل من قبل الحكومة العراقية التي دعت في مناسبات عديدة لإيقافها . واوضح أن الحكومة العراقية تحاول إقناع الدول الأوروبية بالتريث في طرد طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم الى حين توفر الظروف المناسبة لكنها لا تستطيع إجبار هذه الدول التي لها قوانينها وسيادتها على أراضيها على تغيير قوانينها بهذا الخصوص.
وكان اعلن مؤخرا ان الشرطة السويدية تستعد لإرغام حوالى ثلاثة آلاف طالب لجوء عراقي مرفوضة طلباتهم في السويد على مغادرة البلاد واعادتهم الى بلدهم . وتجد الشرطة صعوبة في تنفيذ الابعاد الى العراق وذلك لانه بالامكان فقط ارسال شخص الى شخصين في الاسبوع وذلك بسبب عدم وجود طيران يومي مباشر quot;واذا بقي الامر على هذا المنوال فستحتاج الشرطة الى 17 عاما لاعادة جميع العراقيين المرفوضة طلباتهم اليوم.
وقال هانس روسينكفيست المسؤول في مديرية الشرطة العامة السويدية quot;يجري الامر ببطء وذلك اكثر ما يتم بسبب قلة خطوط النقل الجوي الى بغداد اذ فقط يجري السفر عبر شركة الخطوط الجوية الالمانية لوفت هانسا. ويمكن تنفيذ ارسال امر واحد في كل سفرة وهذا يعني بضع مرات في الاسبوع ومما هو واضح فهذا لايتم بصورة صحيحةrdquo;.
وفي السنوات الاخيرة اصبح من الصعب بالنسبة إلى اللاجئين العراقيين الحصول على الاقامة في السويد اذ لم يحصل عليها سوى القليل منهم. واذا لم يعد المرفوضة طلباتهم الى العراق طوعيا تعمل مصلحة الهجرة الى تسليمهم الى الشرطة لتنفيذ مهمة ابعادهم قسرا. ومع كثرة عدد العراقيين الذين ترفض طلبات لجوئهم بات الكثير منهم يختفون عن نظر الشرطة ومصلحة الهجرة . وفي نيسان الماضي نفى طالبو لجوء عراقيين رُفضت طلباتهم أن تكون السويد توقفت عن ترحيل العراقيين الى بغداد.
وفي نيسان (ابريل) الماضي قال عدد من هؤلاء في تصريحات صحافية إن الشرطة السويدية لاتزال مستمرة في ترحيل العشرات كل شهر وتستعد للمزيد خلال الأسابيع القليلة المقبلة وثمة اعداد من مرفوضي طلبات اللجوء رهن الاعتقال حاليا بانتظار تسفيرهم.
وكانت الحكومة العراقية طلبت مؤخرا من الحكومات الأوروبية وقف ترحيل طالبي اللجوء قسرا فيما اشارت مصادر عراقية الى ان السلطات السويدية تقوم بترحيل العراقيين استنادا لمذكرة تفاهم وقعتها مع نظيرتها السويدية في شباط (فبراير) عام 2008 والتي بموجبها يجري ترحيل العراقيين المرفوضة طلباتهم قسرا.
يذكر ان عدد العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم الى السويد والذين ينتظرون الترحيل يقدر بثلاثة الاف شخص وقد رحل قسرا منذ عام 2008 وحتى اليوم عدة مئات منهم بينما وافق اخرون على العودة بشكل طوعي بسبب الضغوط التي تمارسها دائرة الهجرة السويدية عليهم لدفعهم الى ترك البلاد. واعلنت الحكومة العراقية مؤخرا أنها ستُجري تغييرات على اتفاقية عام 2008 مع السويد التي بموجبها تجري عمليات الترحيل لكن الجانب السويدي يؤكد عدم وجود أي تغيير فيها.
وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين العراقيين أكدت مطلع العام الحالي رفضها لترحيل اللاجئين العراقيين بشكل قسري من بعض الدول الأوروبية مشددة على ضرورة أن تكون عودتهم إلى بلادهم طوعية وليست قسرية.
يذكر أن عددا من الدول الأوروبية بدأت منذ أواخر عام 2005 وخاصة السويد وبريطانيا بحملة للإعادة الإجبارية للاجئين العراقيين الذين لم يحصلوا على حق الإقامة فيها ومن بين هؤلاء مواطنون من إقليم كردستان فضلا عن لاجئين تمت إعادتهم بناء على رغبتهم.
ويوجد في السويد حاليا حوالي 200 الف عراقي (60 منهم لاجئون) يشكلون حوالي نصف عدد اللاجئين العراقيين في كل دول أوروبا. وفي نهاية ايار (مايو) عام 2010، كان عدد العراقيين الذين غادروا دول اللجوء في الشرق الأوسط الى بلدان ثالثة 52 ألفاً و173 شخصاً من أصل مئة ألف. وبلغ معدل الطلبات التي وافقت عليها الدول المضيفة 80 في المائة من بين الطلبات التي قدمت .
ويحتل العراقيون المرتبة الثانية من حيث عدد اللاجئين في العالم إذ حصل 1.8 مليون منهم على اللجوء في سوريا والأردن ولبنان ومصر وتركيا.