على الرغم من اليوبيل الماسيللملكة اليزابيث الثانية، يقول معارضو الملكية إنهم يحصلون اليوم على الدعم اكثر من أي وقت مضى. فهل تشهد بريطانيا ثورة في الأيام المقبلة؟


يوم الثلاثاء الموافق 25/9/2012، اجتمع القادة الروحيين في غرفة اجتماعات أصدقاء في تاونتون، وتبعهم حزب الديمقراطيين الليبراليين يوم الأربعاء ثم الجمهوريين يوم الخميس.

استعرت موجة من الغضب بعد الكشف عن ان الملكة قد حققت مع وزير الداخلية في العام 2003 بشأن بقاء رجل الدين المسلم quot;ابو حمزةquot; حراً طليقاً، فاجتمع ثمانية من الجمهوريين من تاونتون والقرى المحيطة بها لسماع غراهام سميث، الرئيس التنفيذي لمجموعة الحملة الجمهورية، الذي وضع الخطوط العريضة لخططه للإطاحة بالنظام الملكي.

الملكة اليزابيث

قد يبدو أن آخر سنتين من quot;الأبهة الملكيةquot; علامة على ضعف الجمهوريين في بريطانيا، لكن المفارقة أن المنظمة نمت من 9000 شخص إلى 26 ألف عشية الإعلان عن الزفاف الملكي.

وأنتجت التغطية الشاملة لحفل زفاف دوق ودوقة كامبريدج واليوبيل الماسي للملكة اليزابيث مشاعر من الدعم للمعارضة ضد الملكية.

وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة الـ quot;غارديانquot; في وقت سابق، وجدت أن 69٪ من البريطانيين يعتقدون أن بريطانيا ستكون في وضع أسوأ بدون الملكية، في حين يعتقد 22 % أن بلادهم ستكون أفضل حالاً.

quot;معظم الناس يتحملون النظام الملكي رغماً عنهم، وقد كان حفل زفاف دوق ودوقة كامبريدج مفيداً لنا لأن العائلة المالكة جعلت لنفسها صورة هائلة من الأبهة، الأمر الذي يساعدناquot;، يقول سميث في حديث لـ quot;غارديانquot;.

تساور الجمهوريون الكثير من الشكوك وعدم اليقين تجاه quot;الملكة المسنةquot;، معتبرين أنها فرصتهم الكبيرة لتسليط الضوء على قضيتهم، فيقول سميث الذي يدعو إلى التحلص من النظام الملكي في البلاد: quot;لنفترض أن الملكة ستعيش لنحو 20 سنة هذه فرصتنا للدخول في المزيد من النقاشات والمحادثات حول ما سيحدث بعد ذلك. متى سيحدث الانتقال السياسي؟ هل يريد الناس تشارلز أو وليام؟ الأمر غريب وعبثي، وسيزيد من عبثية كل شيء،quot;.

وأضاف quot;ان الخلافة ستكون مسألة ضخمة. لم تكن هناك أسئلة في العام 1952، لكن هذه المرة سوف يسأل الناس لماذا تم تسليم السلطة إلى هذا الشخص من دون ان يتم انتخابه أو التصويت له؟quot;.

من حفل زفاف دوق ودوقة كامبريدج

لكن الصخيفة اعتبرت أن هذه القضية ليست شعبية بين الجيل الجديد، فأغلب الداعمين لهذا الاقتراح هم من كبار السن، والدليل على ذلك ان الاجتماع الذي عقده الجمهوريون ضم سبعة اشخاص في الخمسينات من عمرهم.

قضية ابو حمزة التي ظهرت الاسبوع الماضي عندما قال مراسل (بي بي سي) فرانك غاردنر إن الملكة عبرت له عن قلقها من حرية الداعية المسلم منذ العام 2003 وأنها استفسرت من وزير الداخلية في هذا الشأن، مما اضطر الـ (بي بي سي) إلى الاعتذار لاحقاً لكسر ثقة الملكة.

quot;هذا يوضح الأسطورة التي تقول ان الملكة فوق السياسة والعلاقة الوثيقة التي تتمتع بها (بي بي سي) مع القصر. وإذا كانت الملكة تسأل وزير الداخلية، فإنه ليس من الصعب أن نتصور أنها تسأل وزير الماليةquot; يقول سميث.

واعتبر أن الشعبية التي يتمتع بها النظام الملكي تعود إلى السرية التي تحيط بالعائلة المالكة، quot;وإذا عرف الناس ما يحدث، سيكون هناك الكثير من الأسئلةquot;.

وينظر الجمهوريون إلى تتويج الأمير تشارلز على انه فرصة للحصول على المزيد من الدعم في سعيهم ضد النظام الملكي، إذ أن 39٪ من البريطانيين فقط يؤيدون وصوله إلى الحكم.

ويقول سميث: quot;سيكون من الأفضل اذا تمكنا من منعه من الوصول إلى الحكمquot;، معتبراً أنه quot;على الرغم من اني لا استطيع ان أفكر في دولة انتقلت من الملكية إلى الجمهورية من دون حرب أو ثورة، لكني ارى أن التغيير السلمي ممكن في بريطانياquot;.