دعا زعيم القائمة العراقية إياد علاوي رئيس الوزراء إلى الاستقالة والذهاب إلى انتخابات مبكرة لحل الأزمات العراقية، فيما حذر المالكي مما أسماه quot;أجندات خارجيةquot; تسعى لدفع البلاد إلى الاقتتال الطائفي والتقسيم ودعا إلى منع المنظمات الارهابية والجماعات المسلحة من اختراق التظاهرات وحرف مسارها السلمي وتشويه المطالب المشروعة للمواطنين.
دعا زعيم القائمة العراقية إياد علاوي في رسالة إلى العراقيين تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منها رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تقديم استقالته واجراء انتخابات مبكرة في سبيل حل مشكلات العراق جذريا. وقال quot;ادعو إلى أنّتخابات نيابية مبكرة وأؤيد دعوة المالكي لانتخابات مبكرة من خلال تقديم استقالته وتشكيل حكومة موقتة من قبل مجلس النواب وبإشراف الامم المتحدةquot;.
وأضاف quot;ها هو العراقُ اليوم وللأسف يعيش أسوأ أوضاعِهِ وأخطرَها على الإطلاق. وبشاعةُ المشهدِ واضحةٌ في التفردِ بالقرارِ والحكمِ وتمزيقِ لحمةِ المجتمعِ وتقطيعِ أوصالِهِ وترويعِ وتهميشِ شرائحَ مليونيةٍ منه، حيث لم يسلم أحدٌ من شعبِنا الكريم من الحرمانِ والعوزِ والخوفِ والقمعِ، بالإضافةِ إلى شظفِ العيشِ وانعدامِ الخدماتِ، وفقــدانِ الأمــنِ، والتــجــاوزِ على الدســــتور، وعلـى قراراتِ وتوافقاتِ الشراكةِ الحقيقيةِ، وتدميرِ القضاءِ، وتراجع العدالةِ والقانون وانعدامِ تكافؤ الفرصِ، والإجراءات التي انتهكت حقوقَ الإنسانِ والمواطنة، واعتماد قوانينَ مسيسة كقوانينِ الإرهابِ والمخبرِ السري، وما يجري في السجونِ من انتهاكاتٍ وتكميمِ الأفواهِ، والاجتثاث العشوائي سيئ الصيتquot;.
وأوضح ان هذا هو quot;ما تسبب بموجةِ الرفضِ العارمةِ ضد إدارةِ الحكمِ، وبعفويةٍ صادقةٍ خرجت الجموعُ الغفيرةُ في تظاهراتٍ في البصرةِ والانبار وصلاح الدين وكركوك وذي قار ونينوى وبغداد وغيرها. وليست هذه التظاهراتُ هي الأولى من نوعِها، وإنما هي استمرارٌ للاحتجاجات التي عبر عنها كلُ أبناءِ الشعبِ العراقي، وفي مختلفِ المحافظاتِ، متمنياً أن تستمرَ سلميةً ولا تسمح بالمندسين، وأن لا يكون لها شعاراتٌ تعبر عن طائفيةٍ سياسيةٍ أو جهويةٍ وإنما شعاراتٌ موحدةٌ للعراقيين، وتدلُ على أصالةِ شعبِنا وتمسكِهِ بقيمِ الحريةِ وحقوقِهِ المشروعةquot;ِ.
وقال quot;لقد وقفتُ دائما ضد تسييس الدينِ، وبالضد من الطائفيةِ السياسيةِ والجهويةِ. وكما تعرفون، آمنت ولا أزالُ وسأبقى بالمشروعِ الوطني، مشروعُ بناءِ الدولةِ المدنيةِ، دولةُ العدلِ والمساواةِ، ولا أجد بديلاً عنه، لكي ينعمَ العراقُ بالأمانِ والاطمئنانِ والاستقرارِ والازدهار. وباستمرارِ الأوضاعِ على هذه الحال ستؤولُ الأمورُ إلى مزيدٍ من التشظي والكوارثِ والتوتراتِ. لذا لا بديلَ عن رحيلِ هذه الحكومةِ، وفسحِ المجالِ أمامَ حلولٍ جذريةٍ سلميةٍ وحقيقيةٍquot;.
وأضاف قائلا quot;لقد أثبتت الحكومةُ عجزَها الكاملَ عن إصلاحِ الأوضاعِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والأمنيةِ وتوفيرِ الخدماتِ. ولذلك فإن استمرارَ هذه الحكومةِ لن ينتجَ منه إلا المزيدُ من الأزماتِ وضياعُ المالِ العام. لذلك ادعو إلى انتخاباتٍ مبكرةٍ، كما دعوت لذلك منذُ سنتين. وأدعمُ مبادرةَ السيدِ المالكي إن كانت جديةً وصادقةً. وذلك بتقديم استقالتهِ وتشكيلِ حكومةٍ موقتةٍ من مجلس النواب للإشرافِ على مرحلةِ الانتخاباتِ، لا يرشح أحدٌ منها في الانتخاباتِ القادمةِ. ثم يتمُ إجراءُ انتخاباتٍ عامةٍ ونزيهةٍ بإشرافٍ مباشرٍ من قبلِ الأممِ المتحدةِ. وبخلافِ ذلك، على التحالفِ الوطني أن يقومَ باختيارِ بديلٍ لرئاسةِ مجلسِ الوزراءِ، وتشكيلِ حكومةٍ تلتزمُ بالدستورِ وبتنفيذِ اتفاقيةِ أربيل بالكامل، وبشكلٍ غير منقوص، وتحقيقٍ كاملٍ للشراكةِ التي أقرّتها اتفاقيةُ أربيل وما تلاها من توافقاتٍ، لضمانِ عدمِ التفردِ في السلطةِ. فهذا هو ما يضمنُ سلامةَ العراقِ واستقرارَهُ. عندها ستأخذ مبادئُ المساواةِ والعدلِ طريقَها لبناءِ الديمقراطيةِ وعراقِ العزةِ والكرامةِ والوحدةِ والرفاهية.
وأشار إلى أنّ quot; الحكومة يجب ان تقدم استقالتها لتتمكن القوى السياسية العراقية من حل المشكلات جذريا ولابد من تحقيق التوازن والعدالة بين ابناء الشعب العراقيquot;،وخاطب علاوي المالكي قائلا quot;انا اؤيد دعوتك إلى انتخابات مبكرة شريطة ان تقدم الاستقالة ،لتتمكن القوى السياسية من حل المشكلات والازمات بشكل جذريquot;. وطالب التحالف الوطني الشيعي باقناع المالكي بتقديم استقالته وترشيح شخصية اخرى من داخل التحالف لتولي رئاسة الحكومة.
وعدّ علاوي التظاهرات حقا مشروعا وأكد ضرورة استمرارها بشكل سلمي، وطالب بتحقيق التوازن في جميع مؤسسات الدولة وإطلاق سراح الابرياء من المعتقلين والمعتقلات وإلغاء بعض القوانين التي تسببت بالضرر للشعب العراقي كقانوني 4 ارهاب والمساءلة والعدالة. ومن جهته اعلن إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطنيّ العراقيّ تأجيل اجتماع مقرر اليوم لقادة القوى السياسية لبحث الأزمة الحالية في البلاد.
وقال في بيان صحافي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه إنه حرصًا على إنجاح الاجتماع التداولي وبسبب quot;الالتزامات والعقبات الطارئة التي منعت الأخوة السياسيين المتصدين من حضور الاجتماع قرر تأجيله لموعد آخر يتم الاتفاق بشأنهquot;.
وكان الجعفري أشار امس إلى أنّ اجتماعاً سياسياً تداولياً متنوعاً بتنوع غالبية الساحة السياسية سيتم عقده الجمعة، لمناقشة تطورات الأحداث، خاصة مع غياب الإستراتيجيات على مستوى الاهداف والتحديات والأخطار ما دفع quot;البدائلَ الموهومةَ أو الثانوية لتحتل صدارةَ المواقع، وهو ما يجعل الأجواء مهيأةً لأعداءِ العراق كي يلعبوا أدواراً خطيرةً، تهدد سلامةَ البلاد وتشغل قواه السياسية في أمورٍ استهلاكية اقلّ ما يقال عنها إنها تصنع شروخاً وتصدعات، في البنية الوطنية، وتسيء للمواطن العراقي على مختلف الأصعدةquot;.
وبالتزامن مع مطالبة علاوي هذه فقد دعا إمام وخطيب جمعة الصدر ناصر الساعدي إلى نبذ الطائفية وعدم الانجرار وراء الداعين لها، وقال خلال خطبة صلاة الجمعة إننا quot;نتمنى من جميع أبناء الشعب العراقي أن لا ينجروا وراء الشعارات الطائفية ولا يقفوا مع من لا يريد خيرا للعراقquot;، داعيا إلى quot;الابتعاد عن التفرقة الطائفية والقومية والعنصرية، لنكون يدا واحدة وقلبا واحدا لبناء الوطنquot;.
وأكد وقوف التيار الصدري من مطالب المتظاهرين ما دامت مطالبهم المحقة مضيفا quot;نحن لسنا بموقع الدفاع عن الحكومة لان هذه الحكومة نحن انتخبناها ونحن نعلم أن فيها فسادًا وظلما وغبنا وفسادا ماليا وإداريا لكننا نحن من انتخب هذه الحكومةquot;. وانتقد الساعدي أداء الحكومة في مجال الخدمات مشيرا إلى أن هناك تقصيرًا كبيرًا من الحكومة في هذا المجال وها هي أمامنا مدينة الصدر تغرق بالأمطار وأهلها يستغيثون ولا يغاثون.
المالكي يتهم أجندات خارجية بمحاولة تقسيم العراق
وحذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مما أسماها بأجندات خارجية تسعى لدفع البلاد إلى الاقتتال الطائفي والتقسيم ودعا إلى منع المنظمات الارهابية والجماعات المسلحة من اختراق التظاهرات وحرف مسارها السلمي وتشويه المطالب المشروعة للمواطنين وأكد ضرورة حصول المتظاهرين على إجازة مسبقة للتظاهر وطالب بضبط النفس والحذر من المطاليب التي تؤدي إلى نسف العملية السياسية مثل عودة حزب البعث وإطلاق سراح الإرهابيين المدانين.
وأضاف المالكي في بيان اليوم ان العملية السياسية تواجه تحديات كبيرة تستوجب من جميع الكتل السياسية الانتباه والحذر الشديد من الاجندات الخارجية التي تحاول ان تدفع البلاد إلى الاقتتال الطائفي والتقسيم، وان المصلحة الوطنية العليا وحماية السلم الاهلي تحتم علينا جميعا التعاون وتفويت الفرصة على المتربصين بالوحدة الوطنية التي بدونها ستكون وحدة العراق وسيادته واستقلاله في خطر حقيقي.
وخاطب العراقيين قائلا انه يريد التأكيد على مجموعة من الثوابت والمبادئ العامة ومن بينها:
أولا: على القوات المسلحة من الجيش والشرطة والاجهزة الامنية أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس وتفويت الفرصة على المنظمات الارهابية التي تعمل على جرها إلى مواجهة مسلحة او ضرب المتظاهرين السلميين.
ثانيا: منع المنظمات الارهابية والجماعات المسلحة من اختراق التظاهرات وحرف مسارها السلمي وتشويه المطالب المشروعة للمواطنين وان تبقى ساحة المواجهة مفتوحة مع التنظيمات الارهابية خارج ساحة التظاهرات.
ثالثا: نجدد الاشادة والتقدير بمواقف علماء الدين وفي مقدمهم سماحة الشيخ العلامة عبد الملك السعدي الذي كان لتوجيهاته السديدة ودعواته الوسطية الأثر البالغ في سحب البساط من تحت اقدام المتطرفين والمتربصين بالشر للعراق وشعبه.
رابعا: نشيد بمواقف العشائر الأصيلة التي تصدت لمحاولات الاساءة إلى الدولة ورموزها ومؤسساتها وتلاحمهم مع ابناء الشعب العراقي الكريم في مواقع المسؤولية السياسية والامنية، ونأمل كما عوّدتنا عشائرنا الكريمة الاستمرار في مواقفها الوطنية في حماية الأمن والاستقرار.
خامسا: ندعو المواطنين الراغبين في التظاهر الذي كفله الدستور إلى ممارسة حقهم بما يستوجب الالتزام بالقانون الذي يفرض الحصول على إجازة مسبقة للتظاهر من الجهات المعنية والتعهد بمسار التظاهرات ومواعيد بداياتها ونهايتها وان يسلم المتظاهرون طلباتهم إلى الحكومات المحلية.
سادسا: تصنيف المطالب وفق الجهات المسؤولة والمعنية، فالبعض منها يتعلق بالحكومات المحلية والحكومة المركزية والوزارات و البعض الاخر يرتبط بمجلس النواب والسلطة القضائية، على ان تقوم وفود تمثل المتظاهرين بتقديم هذه المطالب إلى الجهات المعنية.
سابعا: ندعو المواطنين إلى ممارسة حق التظاهر في كل مدينة وعدم الانجرار إلى دعوات المتطرفين بتحويلها إلى عصيان مدني وإخراج التظاهرات عن سياقها الدستوري وبما يخدم الاجندة الخارجية.
ثامنا: الابتعاد والحذر من المطاليب التي تعبر عن توجهات تهدف إلى نسف العملية السياسية مثل إلغاء القوانين التي تعد خارج اطار السلطة التشريعية مثل عودة حزب البعث المقبور وإطلاق سراح الارهابيين المدانين بقتل الابرياء وممارسة العنف والاختطاف باعتبار ذلك ظلما وتجاوزا على حقوق الناس والدولة.
تاسعا: نناشد جميع المتظاهرين بضبط النفس والتصرف بمسؤولية لحماية الوحدة الوطنية ومنع الطائفيين والارهابيين من اختراق صفوفهم وإطلاق شعارات تستفز مشاعر المكونات الأخرى للشعب العراقي وتدق إسفين الفتنة الطائفية التي لو عادت لا سمح الله فإنها سوف تحرق الجميع ولن يستفيد منها سوى امراء الحرب والارهاب وزعماء الميليشيات وبان يتصرفوا بطريقة حضارية تتناسب مع الارث الحضاري والانساني الكبير للشعب العراقي على مر التاريخ ، عندها لن يكون صعبا حل جميع الاشكالات على اساس المسؤولية المشتركة وليس عبر التنصل من المسؤولية التي يمارسها بعض الشركاء في الحكومة والبرلمان.
وشدد المالكي في الختام بالقول quot;نحن اليوم على ابواب إجراء انتخابات مجالس المحافظات والتي تعد الاولى التي سنخوضها وللمرة الأولى في عراق خال من وجود القوات الاجنبية ، وهو ما يلزم جميع ابناء الشعب العراقي الانتباه والحيطة من سلوك ومحاولات بعض الجهات التي تحاول استغلال التظاهرات في سباقها الانتخابي على حساب الوطن والمواطن ورمي المسؤولية على الاخرين دون وازع ديني او وطني وهو ما يحتم علينا ان نكون في مستوى المسؤولية التاريخية للعبور بالبلاد إلى برّ الامان وأن نعمل كل من موقعه لاستكمال عملية بناء مؤسسات الدولة على اسس سليمة وأن لا نسمح بهدم العملية السياسية التي ستكون آثارها كارثية على العراق وشعبه لا سمح اللهquot;. يذكر ان انتخابات مجالس المحافظات ستجري في العشرين من نيسان (أبريل) المقبل.
جمعة الصمود
وعلى الصعيد نفسه، خرج اليوم مئات آلاف العراقيين إلى ساحات عدد من المدن العراقية في تظاهرات أطلقوا عليها اسم rlm;rlm;quot;جمعة الصمودquot; لدعم الاعتصامات المتواصلة منذ نحو أسبوعين احتجاجًا على سياسات الحكومة وللمطالبة بإجراء إصلاحات شاملة في البلاد وإطلاق سراح المعتقلين. وتجمع الآلاف رغم القيود الأمنية المشددة في الرمادي حيث التجمع المركزي للاعتصام المستمر فيما خرجت تظاهرات في الفلوجة وسامراء وتكريت وديإلى والعاصمة rlm;بغداد عقب صلاة الجمعة.rlm;
كما شاركت أعداد كبيرة تقدر بالآلاف في تظاهرة في مدينة الاعظمية وسط العاصمة بغداد بالقرب من جامع ابي حنيف النعمان مع انتشار كثيف لقوات الأمن.rlm; وقد دعا خطيب وإمام جمعة أبو حنيفة النعمان محمود عبد العزيز الحكومة إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين مؤكدا أن المتظاهرين لم يطالبوا لحد الان بإسقاط المالكي الذي دعاه أن لا يكون كحسني مبارك الذي استهزأ بالتظاهرات فأسقطته.
وقال عبد العزيز خلال صلاة الجمعة في جامع ابو حنيفة النعمان إن على الحكومة أن تستجيب لمطالب المتظاهرين الذين لم يطالبوا لحد الآن بسقوط النظام وأضاف أن المالكي يعلم وموافق على الانتهاكات التي تحدث في المعتقلات لهذا يصف التظاهرات بالفقاعات وطالب الشعب العراقي بالتوحد للمطالبة بحقوقه المشروعة. وفي الموصل انتشرت قوات تابعة للشرطة والجيش بشكل كثيف بجميع الطرق والشوارع في المدينة rlm;بينما أُعلن عن حظر التجوال في بعض الأحياء لمنع وصول المتظاهرين لأماكن الاعتصام.rlm;
كما شارك زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم في صلاة جمعة موحدة في جامع الشيخ rlm;عبد القادر الكيلاني وسط بغداد. وكان الصدر وصل إلى بغداد امس وزار اليوم جامع الشيخ عبد القادر rlm;الكيلاني في بغداد بعد أن زار في وقت سابق كنيسة سيدة النجاة في بغداد.rlm;
وقد انضم متظاهرون من كربلاء وذي قار ومدينة الصدر في بغداد يتقدمهم رجال دين ووجهاء من الشيعة rlm;إلى المعتصمين في الرمادي تأييدا لمطالبهم. وحمل الوفد لافتات قالت إحداها quot;نطالب حكومة المالكي بالإفراج عن المعتقلين فوراquot; وأخرى quot;أطلقوا rlm;سراح المعتقلين يا دولة القانونquot;.rlm;
التعليقات