القاهرة: نظّم العشرات من أهالي المعتقلين المصريين في الإمارات، اليوم، وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة العربية في وسط القاهرة للمطالبة بالإفراج عن ذويهم، الذين تم اعتقالهم منذ أكثر من أسبوعين.

وطالب أهالي المتهمين الرئيس المصري ووزارة الخارجية والسفارة المصرية لدى الإمارات التدخل للإفراج عن ذويهم، رافعين لافتات تحمل صور وأسماء ذويهم، وتوضح ظروف اعتقالهم.

الوقفة التي دعت إليها نقابتا أطباء مصر والصحافيين، ردد المحتجون فيها هتافات منها: quot;حسبي الله ونعم الوكيل.. نعم المولى ونعم المصيرquot;، وquot;علِّي وعلِّي (ارفع) الصوت.. اللي بيهتف مش هيموتquot;، وquot;يا دي الذل ويادي العار.. أخذوا إخواتنا من المطارquot;.

وردد المحتجون هتافات موجّهة إلى جامعة الدول العربية، منها: quot;يا جامعة يا عربية فين (أين) كلمتك من القضية، واحد اتنين جامعة الدول فينquot;.

محاسن زعزع، شقيقة أحد المعتقلين، ويعمل طبيب أسنان في الإمارات، قالت لـquot;مراسلة الأناضولquot; للأنباء، وهي تغالب دموعها، quot;لا نعرف ما الذنب الذي اقترفه أخي لكي يأخذوه، أناشد الدكتور مرسي ووزارة الخارجية والسفارة المصرية بأن يقفوا إلى جوارنا ويطالبوا برجوعهquot;. محاسن توقفت عن الحديث، وبدأت تشارك مجموعة من عائلتها الهتاف: quot;يا خويا (أخي) همّك همّي، أهلك أهلي ودمك دميquot;.

وكان سفير مصر في الإمارات تامر منصور قال في تصريحات سابقة للأناضول إن السفارة أرسلت مذكرة رسمية إلى السلطات الإماراتية، طالبت فيها باستيضاح لائحة الاتهام، وسرعة إنجاز الإجراءات.

على بعد أمتار من لافتة تحمل اسم أحمد طه، مدرس رياضيات، وقفت زوجته تحمل صورته، وتقول quot;زوجي كان في طريقه إلى مصر، قرر العودة يوم 13 ديسمبر/ كانون الثاني، لكنهم سحبوا منه جواز سفره، وقالوا له لا يمكن أن تسافر الآن، واتصلوا به بعدها كي يذهب لأخذ الجواز، لكنهم اعتقلوهquot;.

تقول دعاء، وهي تحاول أن تبدو متماسكة: quot;موبايله (هاتفه المحمول) مغلق من يوم 19 ديسمبر/ كانون الثاني، ولا نعرف أين أخذوه، حاولنا أن نتواصل مع القنصلية المصرية في الإمارات، قلت لهم زوجي رجل كبير يبلغ من العمر 55 عاماً، قضى 30 عاماً منها في الإمارات، كيف يكون متهماً؟quot;.

وهاجم عدد من البلطجية أهالي المعتقلين أثناء الوقفة، مستخدمين العصي والحديد والصواعق الكهربائية، مما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأهالي. وبحسب مراسل الأناضول، فقد أصيب في الاشتباكات عدد كبير بإصابات بالغة نتيجة الضرب المبرح بالعصي، طالت نحو 15 شخصا.

وقال عبد الله الكريوني أمين عام مساعد نقابة الأطباء للأناضول إن quot;ما حدث يعكس تبعية هؤلاء البلطجية للصورة المضادة التي تحاول تأجيج الوضع بين الأهالي وبين النظام الحالي، من خلال تصوير الأحداث أنها مدبّرة من جانب السلطة المصريةquot;.

ونظم أهالي المعتقلين الثلاثاء الماضي، وقفة احتجاجية أمام السفارة الإماراتية في القاهرة، وتبعها رد فعل رئاسي من خلال زيارة للإمارات يوم الأربعاء الماضي، قام بها وفد مكوّن من عصام الحداد، مساعد الرئيس المصري للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وسكرتير الرئيس خالد القزاز، واللواء محمد رأفت شحاتة، مدير المخابرات المصرية؛ لبحث أزمة المعتقلين المصريين، لكن لم تشهد الأزمة انفراجة عقب تلك الزيارة.

واعتقلت السلطات الإماراتية 11 شخصًا، بينهم أطباء ومهندسون وصحافي، كان أولهم في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ثم توالت اعتقالات الباقين في الأيام اللاحقة لهذا التاريخ، وإن تم معظمها في منتصف الشهر الماضي.

وفيما لم يصدر رد فعل رسمي من الجانب الإماراتي حول تلك القضية، ذكرت صحيفة quot;الخليجquot;، كبرى الصحف الإماراتية، أن quot;الموقوفين الـ 11 تُحقق معهم نيابة أمن الدولة في تهم خطرة ضد أمن الدولةquot;.