صنعاء: اصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الثلاثاء قرارا بتشكيل لجنتين لحل اثنتين من ابرز نقاط الخلاف مع الجنوبيين هما مسألة الاراضي التي انتزعت من قبل نافذين شماليين ومشكلة عشرات آلاف العسكريين والموظفين المفصولين، في خطوة تهدف الى تسهيل انطلاق الحوار الوطني.

ونص القرار الذي نشرته وكالة الانباء اليمنية على تشكيل quot;لجنة نظر ومعالجة قضايا الاراضيquot; وquot;لجنة معالجة قضايا الموظفين المبعدين عن وظائفهم في المجال المدني والأمني والعسكريquot;. وجاء في نص القرار ان هذا الاخير ياتي quot;في سبيل انجاز الحوار الوطني والمصالحة الوطنية ونظرا لما تقتضيه المصلحة العامةquot;.

وبحسب القرار، فان نطاق عمل اللجنتين هو quot;الادعاءات بالانتهاكات التي وقعت على العقارات والاراضي العامة والخاصة او على العاملين في المجال المدني والامني والعسكري للفترة من 1990 حتى صدور هذا القرارquot;، اي منذ الوحدة بين شمال وجنوب اليمن.

وحدد القرار سقفا زمنيا لانجاز عمل اللجنتين هو سنة واحدة. وافاد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس ان quot;اعضاء اللجنتين من الشخصيات المشهود لها بالنزاهة والانصافquot;. ويشتكي جنوبيون كثر من انتزاع اراض منهم خصوصا بعد الحرب بين الجنوب والشمال في 1994، من قبل نافذين في النظام السابق.

كما يفترض ان يؤدي القرار الى انصاف عشرات الالاف الموظفين، خصوصا العسكريين، الذين فصلو من وفظائهم. ويقدر عدد العسكريين المفصولين بثمانين الفا وهم كانوا في اساس انطلاق الحراك الجنوبي الذي يطالب حاليا بالعودة الى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى 1990.

ولم توافق معظم مكونات الحراك على المشاركة في الحوار الوطني، وهي تطالب خصوصا بquot;حوار بين دولتينquot;. ويفترض ان يقود هادي حوارا وطنيا شاملا لحل مشاكل اليمن الكبرى لاسيما القضية الجنوبية ومسالة التمرد الشيعي في الشمال، فضلا عن وضع دستور جديد للبلاد.

وتبدو قضية جنوب اليمن حيث تتعالى المطالبات بالانفصال عن الشمال، الملف الاصعب الذي يواجهه الحوار الوطني المزمع اجراؤه في اليمن بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي تم التوقيع عليه في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

وكان جنوب اليمن مستقلا حتى 1990 حين تم توقيع اتفاق وحدة طوعي مع الشمال، تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كانت دولة الجنوب تدور في فلكه. وفي 1994، قمع الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقوة محاولة جنوبية لاستعادة دولة الجنوب.

وسبق ان اعلنت اللجنة التحضيرية للحوار تخصيص 50 بالمئة من مقاعد مؤتمر الحوار للجنوبيين، متجاوبة بذلك مع مطلب الجنوبيين بالتكافؤ والمناصفة بين الشمال والجنوب في الحوار.