العالم يسأل الجزائر: أين الرهائن؟

انهمكت الكثير من دول العالم في معرفة مصير الرهائن الغامض في الجزائر، في أعقاب عملية عسكرية نفذها الجيش الجزائري في أحد حقول الغاز في محاولة لتحرير رهائن من يد خاطفيهم الإسلاميين المتشددين، فيما عبّرت بعض الدول عن غضبها من العملية التي لم تتكشف تفاصيلها لحد الآن.

وأعلن مصدر امني جزائري الجمعة أن quot;18 ارهابياquot; قتلوا في اول حصيلة لتدخل الجيش الجزائري الخميس لتحرير الرهائن الذي تحتجزهم مجموعة اسلامية مسلحة في موقع غازي في ان امناس بالصحراء الجزائرية.

وقال المصدر إن quot;قوات للجيش قتلت 18 ارهابيا امس الخميسquot; خلال اقتحامها للموقع الغازي في ان امناس بولاية ايليزي (1600 كلم جنوب شرق الجزائر). واوضح المصدر ان عدد افراد المجموعة الاسلامية المسلحة التي قامت بالهجوم تقارب ثلاثين فردا.

وكان وزير الداخلية تحدث في وقت سابق عن عشرين فردا يتنقلون في ثلاث سيارات. ولم تصدر اي حصيلة عن عدد الضحايا من بين الرهائن، غير أن متحدثا باسم الخاطفين افاد عن سقوط خمسين قتيلاً هم 34 رهينة و15 خاطفًا، وهي معلومات لم يتم التأكد منها.

واكد مصدر امني تحدث لوكالة الانباء الجزائرية الجمعة ان المجموعة الاسلامية كانت quot;مدججة بالاسلحة الثقيلة بما فيها صواريخ وقاذفات صواريخ واسلحة حربية اخرىquot;.

وبحسب المصدر فان المهاجمين quot;كانوا ينوون احتجاز العمال الاجانب رهائن ثم نقلهم الى مالي للضغط على الدول التي تشارك في التدخل العسكريquot;. واضاف ان quot;المجموعة خططت ايضا لقتل كل الرهائن الاجانب في حال فشلت في الهروب الى مالي لاعطاء اقصدى صدى اعلامي ممكنquot;.

وتابع quot;بحسب المعلومات التي تلقتها القوات الخاصة فان الخاطفين كانوا سيرتكبون مجزرةquot;. وخلص المصدر الى ان quot;تدخل الجيش الجزائري المدرب جيدا جاء في الوقت الذي حاولت فيه المجموعة المسلحة الفرار وحال دون حدوث كارثة يروح ضحيتها مئات الرهائن وتجهيزات مصنع الغازquot;.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، اكد مصدر جزائري أن فوجا آخر من منفذي الهجوم على مصنع الغاز في ان امناس quot;ما زال متحصناquot; في جانب من الموقع.

وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية صباح الجمعة أن quot;الحادث الارهابي لا يزال جاريًاquot; في الجزائر، حيث شن الجيش الجزائري هجومًا الخميس في محاولة لتحرير الرهائن المحتجزين في منشأة للغاز. وجاء في بيان صادر عن الوزارة أن quot;الحادث الارهابي لا يزال جاريًاquot; وأن رئيس الحكومة ديفيد كاميرون سيترأس اجتماع ازمة جديدًا مع وزراء ومسؤولين أمنيين الجمعة في لندن.

واضاف البيان أن لجنة quot;كوبراquot; التي سبق وعقدت اجتماعين الخميس quot;ستواصل الاجتماع طالما أن الازمة مستمرةquot;. واعلنت لندن عن وجود العديد من المواطنين البريطانيين بين الرهائن الذين تحتجزهم مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة منذ الاربعاء في موقع لانتاج الغاز في الصحراء الجزائرية وقتل بريطاني خلال الهجوم الاربعاء.

واكدت وزارة الخارجية الجمعة quot;كما سبق وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية (وليام هيغ)، وبناء على ما نعرفه على ضوء المعلومات التي نقلتها الينا الحكومة الجزائرية، فقد قتل بريطاني. ليس بوسعنا اعطاء المزيد من المعلومات في الوقت الراهن لكن رئيس الوزراء حذر من أنه علينا أن نتوقع انباء سيئةquot;.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة ان الجيش الجزائري quot;ما زال يطارد الارهابيين ويبحث عن رهائن على الارجحquot;، موضحا انه تحادث في وقت سابق من اليوم مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال.

وقال كاميرون امام النواب البريطانيين ان موقع انتاج الغاز الذي شهد خطف الرهائن الاربعاء quot;كبير جدا ومتشعبquot;. واضاف ان الجيش الجزائري quot;ما زال يطارد الارهابيين ويبحث عن رهائن على الارجح في اماكن اخرى من الموقعquot; موضحا ان quot;اقل من ثلاثينquot; بريطانيا كانوا quot;في خطرquot; مساء الخميس وهذا العدد quot;تراجع بشكل كبيرquot; مذاك.

وأعلن وزير الخارجية الايرلندي نقلا عن احد الناجين ان الرهائن كانوا يحملون احزمة ناسفة عندما فتح الجيش الجزائري النار على قافلة من خمس سيارات كانت تقل خاطفين ومخطوفين الخميس في منشأة ان مناس للغاز.

وقد تحدث الوزير امون غيلمور على شبكة السي ان ان بعدما اتصل بعائلة ستيفن ماكفول (36 عاما) الذي استفاد من الفوضى ليلوذ بالفرار عندما هاجم الجيش الجزائري السيارات التي كان عناصر من المجموعة الاسلامية يحاولون ان ينقلوا فيها رهائن اسروهم في منشأة الغاز.

واوضح غيلمور ان الرهينة الايرلندي كان الوحيد في السيارات الخمس للقافلة الذي نجا من اطلاق النار. واضاف الوزير الايرلندي quot;قالوا لي انهم اجبروا على حمل احزمة ناسفةquot;. وكان ماكفول يقوم بمهمة هندسية واشراف في المنشأة. ولقد عمل فترة طويلة في افريقيا.

وأكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة مقتل quot;عدة رهائنquot; كانوا محتجزين في موقع لانتاج الغاز في الجزائر موضحا انه لم يعرف quot;عددهمquot; وquot;جنسياتهمquot; في الوقت الحاضر.وصرح رئيس الوزراء في اثناء لقاء مع الصحافة في مقر رئاسة الوزراء quot;في اللحظة التي اكلمكم فيها يتوجب الاسف لمقتل عدد من الرهائن. ما زلنا لا ندري بدقة عددهم وجنسياتهمquot;.

وتابع آيرولت quot;تحدثت للتو مع رئيس الوزراء الجزائري الذي أكد لي ان العملية متواصلةquot;. واوضح انه على تواصل quot;منتظم مع سلطات الجزائر وهي بلد عانت بقسوة في السابقquot; وquot;على اتصال بالدول الاخرى المعنية بازمة خطف الرهائنquot;.

وأعلنت مجموعة بريتيش بتروليوم النفطية البريطانية ان ثلاث رحلات اقلعت الخميس من الجزائر حاملة 11 من موظفيها وquot;مئاتquot; الموظفين في شركات اخرى من موقع احتجاز الرهائن في جنوب شرق البلاد على ان يتم تسيير رحلة رابعة الجمعة.

وقالت متحدثة باسم مجموعة بي بي لوكالة فرانس برس انه تم اجلاء الاشخاص من موقع ان امناس لانتاج الغاز في شرق الصحراء الجزائرية حيث نفذت مجموعة مسلحة اسلامية عملية احتجاز الرهائن، ومن مناطق اخرى في الجزائر.

من جانبها، اكدت لورانس باريسو رئيسة ابرز منظمة لارباب العمل في فرنسا الجمعة، ان 500 شركة فرنسية في الجزائر قد شددت تدابيرها الامنية لكنها لا تنوي مغادرة البلاد.

وقالت باريسو في تصريح لشبكة فرانس-2 ان هذه الشركات التي تعمل خصوصا في مجال الطاقة والمناجم quot;تقوم، ونحن نعرف ذلك منذ 24 ساعة، باضافة تدابير على اجراءاتها لتأمين اقصى درجات الحماية لموظفيها ومواقعهاquot;.

واضافت quot;مع ذلك، ليس واردا ان تغادر هذه الشركات المنطقةquot;. واوضحت باريسو ان عددا كبيرا من هذه الشركات quot;اعاد موظفيه غير الضروريينquot; الى فرنسا منذ حوالى سنتين. وذكرت بأن القسم الاكبر من هذه المؤسسات يعمل في قطاعي الطاقة والمناجم. وذكرت باريسو انه ما زال من المبكر تقويم العواقب الاقتصادية لاحتجاز الرهائن في موقع ان امناس.

وقال مواطن فرنسي بقي مختبئا تحت سريره طوال 40 ساعة ونجا من عملية احتجاز الرهائن في الجزائر ان quot;اطلاق النار كان كثيفا ومتقطعاquot;. وفي حديث مع اذاعة اوروبا 1، قال الكسندر برسو احد الفرنسيين العاملين في شركة quot;سي آي اس كيتيرينغquot; ان quot;اطلاق النار كان كثيفا ومتقطعا، تبعا لتطور الاحداثquot;.

واكد انه كان موجودا quot;في قاعدة سوناطرتك بان مناسquot;. وقال quot;قتل ارهابيون واجانب ومن ابناء البلدquot;، لكنه لم يستطع القول هل ما زالت العملية العسكرية مستمرة صباح الجمعة. واضاف انه خلال احتجاز الرهائن صباح الاربعاء quot;سمعت اطلاق نار غزيرا. وجرس الانذار الذي يقول لنا بأن نبقى حيث نحن كان يلعلع. لم اكن اعرف هل هو تمرين او انه انذار فعليquot;.

وتابع quot;لم يكن احد يتوقع حصول ذلك. كان الموقع محميا وتنتشر فيه قوات عسكريةquot;. واوضح هذا المواطن الفرنسي quot;بقيت مختبئا حوالى 40 ساعة في غرفتي. كنت تحت السرير. وضعت الواح خشب في كل انحائها تحسبا لأي طارىء. كان لدي بعض المواد الغذائية وكمية قليلة من الماء ولم اكن اعرف كم من الوقت سيستمر هذا الوضعquot;.

واكد ان جنودا جزائريين على الارجح هم الذين انقذوه. وقال quot;كانوا جنودا يرتدون البزة الخضراء. اعتقد انهم جنود جزائريونquot;.

وذكر هذا الفرنسي quot;كانوا مع زملاء لي وبهذه الطريقة صدقت وإلا لما كنت فتحتquot; الباب. وقال انه اختبأ خلال عملية خطف الرهائن quot;في مكان يبعد دقائق عن المكان الذي كان يتمركز فيه الارهابيونquot;.

واضاف هذا الفرنسي quot;كان لدي معلومات عن وجود جريح في غرفة مؤن المطعم صباح امس. عثر اولا على ثلاثة بريطانيين كانوا مختبئين في السقيفة بالاضافة الى هذا الجريح الذي توجه مباشرة الى المستشفىquot;. وقال quot;اعتقد ان اشخاصا آخرين ما زالوا مختبئين. انهم هنا يقومون بتصفية الحساباتquot;.

واعلن مصدر قضائي اليوم الجمعة ان القضاء الفرنسي فتح تحقيقا في قضية quot;خطف ادى الى الموتquot; حول عملية احتجاز الرهائن.

ويفتح القضاء الفرنسي هذا النوع من التحقيقات عندما يتعلق الامر بفرنسيين وقعوا ضحايا حوادث في الخارج. ويتعلق هذا التحقيق الذي فتحته نيابة باريس quot;بعملية خطف تلاها موت مرتبطة بمنظمة ارهابيةquot; وquot;جمعية اشرار للاعداد لجريمة او اكثر للمساس بالاشخاصquot;.