غزة: تتقاطع أشعة شمس الظهيرة مع حبيبات عرق ارتسمت على معالم وجه الفتى خالد بهاء الدين الذي كان يحاول الهبوط من أعلى برج حديدي بواسطة حبل quot;غليظquot; كنوع من quot;تدريبات القوةquot; التي بدءها مطلع العام الدراسي في سبتمبر/أيلول بصحبة زملاء له في المدرسة ضمن برنامج quot;الفتوةquot; الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم في غزة لطلبة الثانوية.

ويعيش خالد حالة من quot;النشوةquot; أثناء التدريب فهو quot;يعشقquot; مثل هذه الأعمال التي تشعره quot;بقيمته الحقيقية وتزيد من قوة جسدهquot; الضئيل وتجهزه للتصدي ومواجهة أي quot;اعتداء عليه من جنود الجيش الإسرائيليquot;، كما يقول لمراسل وكالة الأناضول للأنباء.

ولا يشعر الفتى ذو البشرة البيضاء الذي يرتدي ملابس quot;الصاعقةquot; البنية بالملل أو الإرهاق داخل ساحة التدريب فهو يحاول أن يتقن كافة ألعاب القوة ومهارات القتال الميدانية التي يتلقاها بشكل مكثف منذ أسبوع.

ويميل إلى تلك التدريبات التي تعلمها في الأسبوع الأخير للإجازة الشتوية المقتصرة على الزحف والقفز من حلقة النار واستخدام السلاح الناري والمشية العسكرية ووقفة الثبات والهبوط بالحبال من أعلى البرج الحديدي، كما يقول.

ولا يختلف الفتى محمود شرف الذي تخطى عقده الأول بسبع سنوات إلا بتفضيله مهارات القتال الميدانية وتلك الدروس التربوية والمحاضرات الأمنية المخصصة للتغلب على الوقوع في quot;فخquot; التخابر مع إسرائيل، بحسب ما روى لمراسل quot;الأناضولquot;.

وبينما تنساب قطرات العرق من على جبين محمود أثناء تدريب quot;المشية العسكريةquot; يبتسم بعفوية، ويقولquot;أحب هذا فإنه يشعرني بالقوة وبالتأكيد أبي سيفخر بي في احتفال العرض النهائي الذي سيقام غداًquot; الخميس.

وبعد تلقيه جرعة من الماء البارد شعر خميس سالم بالطاقة تسري في جسده مجدداً بعد فقرة الركض التي اختتم بها تدريبه فقد حان موعد العودة إلى المنزل لينعم بقليل من النوم الهادئ بعد يوم بدأه برفقة شروق الشمس.

ولم يفكر الفتى الغزي الذي اقترب من ربيعه الثامن عشر في الانتماء لأي تنظيم فلسطيني لأنه quot;يحب فلسطين كما هي بدون أحزاب وسيقاتل من أجلها الإسرائيليين مستخدماً تلك التدريبات التي تعلمها بعيداً عن الفصائلquot;، كما يقول.

ويقول مسئول برنامج الفتوة العقيد في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني محمد النخالة إن quot;العمل في مشروع الفتوة بدأ في مطلع العام الدراسي ويقوم على إعطاء طلبة المرحلة الثانوية بعض الدروس في تقوية أجسادهم إضافة إلى المحاضرات الفكرية التي تنمي لديهم روح الانتماء لوطنهم وقضيتهمquot;.

ويضيف النخالة لمراسل quot;الأناضولquot; أنه quot;في الإجازة الشتوية قبل أسبوع ركزنا على تدريبات القوة والمهارات الفردية فكانت هناك تمارين تحاكي العسكرية والمهارات الميدانية وفنون القتال وتمارين تتعلق باستخدام السلاح والتعامل معه من منطلق أننا شعب محتل ومهدد بالحرب في كل لحظةquot;.

ويوضح أن عدد الطلبة المشاركين في برنامج الفتوة 5000 من جميع محافظات قطاع غزة وهم من طلبة الثانوية.

من جانبه، يشير مدير العلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم معتصم الميناوي إلى أن برنامج الفتوة هو استكمال لما بدأه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورفضته إسرائيل في ذلك الوقت.

ويقول الميناوي لـquot;الأناضولquot; حاولنا أن نجمع في هذا المشروع بين غذاء الروح وبناء الجسد ونجحنا في ذلك ونحن نعد هؤلاء الفتية لمرحلة التحرير القادمة بإذن الله لاسترداد أقصانا وبلادنا فلسطين التي لن تعود إلا بالقوةquot;.