الجزائر: أجرى مصور وكالة quot;الأناضولquot; للأنباء جولة تفقدية للاجئين الماليين في منطقة الدبداب الحدودية بين الجزائر وليبيا، ويروي قصته في هذه التغطية الخاصة قائلاً:

كنا متواجدين بمدينة quot;عين أمناسquot; لتغطية واقعة احتجاز الرهائن بمجمع الغاز منذ ايام، وفي نهاية المهمة اخترنا التوجه جنوبا أكثر نحو منطقة الدبداب على الحدود مع ليبيا.
استمرت الرحلة أكثر من 4 ساعات باتجاه quot;الدبدابquot; التي تبعد عن عين أمناس بـ 340 كلم، توقف خلالها سائق الحافلة كثيرا ولاحظنا أمورا غير طبيعية كانت تحدث طوال الرحلة.
ففي كل مرة كان سائق الحافلة يتوقف في مكان ما حيث ينزل أشخاص ويصعد آخرون، وفي بعض الأحيان كانوا يتبادلون بعض الأظرف والرسائل مع السائق من دون أن يصعدوا إلى الحافلة.
وظننت أن الأمر يتعلق بتجارة في العملة الصعبة، ربما قد تكون مرتبطة بعمليات أخرى.
كنا الوحيدين من ركاب الحافلة من جنسية جزائرية بالإضافة إلى السائق والمحصل، أما البقية فكلهم بدوا من الأفارقة.
عند الوصول وجدنا في quot;الدبدابquot; أكثر من 320 عائلة مالية هربت من جحيم الحرب شمال مالي واستقرت بمحيط المدينة الجزائرية، التي تعد آخر نقطة حدودية مع ليبيا، حيث تبعد بثلاث كيلومترات فقط عن الشريط الحدودي بين البلدين.
وبالإضافة إلى النازحين الماليين يوجد هناك أيضا نازحون من ليبيا وآخرون من النيجر، يتمركزون كلهم في مكان يطلق عليه quot;المثلت الأسودquot; نسبة إلى رعايا البلدان الثلاثة النازحين منها.
ومن الواضح أن النازحين الليبيين بالدبداب الجزائرية هم من أنصار العقيد معمر القذافي، الأمر الذي تؤكده بعض الكتابات على الجدران الممجدة لللرئيس الليبي السابق.
يقول مصدر محلي لمراسل وكالة الأناضول إن مشاكل كثيرة وقعت بين نازحي هذه البلدان مما أدى إلى تفريقهم ووضعهم في أحياء مختلفة.
الحي الذي يقيم به النازحون الماليون يسمى quot;حي 105quot;.. ووصف محدثنا النازحين الماليين بأنهم quot;لا يثيرون المشاكل عكس النازحين اللليبيين الذين يشتبه بأنهم يتاجرون بالأسلحةquot; ووصفهم بـquot;الخطيرينquot;.
وطلب منا أحد أفراد حرس الحدود الجزائريين الذين يحرسون المنطقة عدم التوغل كثيرا داخل أحياء النازحين نظرا لخطورة الوضع.
وعندما أخبرناه بأننا نريد فقط العمل مع النازحين القادمين من مالي، سمح لنا بذلك وأكد أن الماليين لا يشكلون خطرا quot;عكس الليبيين مثلاquot;.
أكثر من 320 عائلة مالية فضلت النزوح إلى quot;الدبدابquot; هربا من جحيم الحرب في بلادها، شيدت لنفسها حيا عشوائيا تقيم به على أمل أن تضع الحرب أوزارها ثم العودة إلى بلادهم من جديد، بحسب ما أكده مصدر محلي للأناضول.
بينما فضلت عائلات أخرى من مالي استئجار منازل وسط مدينة الدبداب التي يقيم بها الجزائريون لأن ظروفهم المادية تسمح بذلك، بينما البقية من الذين لا تسمح أوضاعهم المادية ففضلوا الإقامة في الحي العشوائي الذي شيدوه بأنفسهم.
التقينا بأحد الشباب الماليين وسألناه لماذا اختار النزوح إلى الجزائر وليس إلى دولة أخرى فكانت إجابته quot;عائلتي قتلت بالكامل في الحرب، ففضلت الهروب مع زوجة أخي وأولادها إلى الحدود الموريتانية، القريبة منا، طردنا العسكر هناك وقالوا لنا ارجعوا من حيث أتيتمquot;.
كان من الصعب للغاية الحديث إلى النازحين، الذين عندما نسألهم في البداية هل أنتم من مالي يقولون quot;لا نحن من الجزائرquot; ، فيما يرفض أغلبهم الحديث، وبعضهم يكتفي بالقول quot;لسنا هنا من أجل المشاكل نحن فقط هاربون من الحربquot;.
تحدثت الأناضول إلى مصدر محلي، رفض الكشف عن هويته، قال إن السلطات المحلية بدأت تستعد لترحيل هؤلاء النازحين جميعا إلى بلدانهم الأصلية quot;عندما تهدأ الأوضاعquot;.
أما الجزائريون من سكان المنطقة فتلك قصة أخرى، وجدنا أغلبهم متذمرون من الوضع ومن صعوبة الحياة هناك، فقال أحدهم لمراسل الاناضول quot;إذا استمر الوضع على ما هو لفترة أطول ولم ينتبه لنا المسؤولون فإننا نحن كذلك سوف نقوم بالنزوح إلى الشمال بحثا عن العيش الكريمquot;.