نجحت السلطات اليمنية بضبط قارب في مياهها الاقليمية على متنه كمية كبيرة من الأسلحة والأموال، بحسب ما أفاد مسؤولون اميركيون أفادوا أن إيران تهرب الممنوعات العسكرية للعناصر المسلحة داخل اليمن.


القاهرة: قال مسؤولون أميركيون مطلعون إن السلطات اليمنية نجحت في ضبط قارب في مياهها الإقليمية ممتلئ بكمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة والأموال. وأشار المسؤولون إلى أن هناك مؤشرات تدل على أن إيران تهرّب الممنوعات العسكرية للعناصر المسلحة داخل اليمن، رغم أنهم رفضوا الكشف عن مزيد من التفاصيل بهذا الصدد.

وقد قامت القوات الأمنية اليمنية بتوقيف وتفتيش القارب الشراعي، الذي يبلغ طوله 130 قدم، في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء الماضي، وعثرت بداخله على الأسلحة في ثلاثة غرف بضائع كبرى، وهو ما تم بمساعدة من الجانب الأميركي.

وقد أكدت الحكومة اليمنية ذلك يوم أمس في بيان رسمي. وضمت الأسلحة المضبوطة صواريخ أرض جو تستخدم في إسقاط الطائرات المدنية والعسكرية ومتفجرات عسكرية طراز سي 4، وقذائف مدفعية من عيار 122 ملم، وقذائف صاروخية، ومعدات أخرى تستخدم في تصنيع القنابل، بما في ذلك دوائر إلكترونية ومحفزات تستخدم من على بعد ومتفجرات أخرى تستخدم باليد، وفقاً لما ذكره البيان.

وإن تبين أن الأسلحة تشتمل على صواريخ أرض جو طراز quot;ميساغ-2quot; إيرانية الصنع، كما تبين في التقارير الواردة من اليمن، فإن ذلك يعكس زيادة كبرى في حدة الفتك بالنسبة للعناصر المسلحة. هذا وتملئ اليمن بالفعل بمتفجرات وأسلحة صغيرة تم التحصل عليها على مدار سنوات من الحرب والتمرد، تم استحضار قدر كبير منها من عدد من المصادر الأجنبية من خلال موانئها التي تخضع لرقابة ضعيفة.

ولم يُبذَل جهد يُذكر لتنظيم العرض، ويكفي معرفة أن حاكم إحدى مقاطعات الشمال يعمل أيضاً كتاجر سلاح، وسبق للمسلحين أن شنوا هجمات في كثير من الأحيان على مخازن الجيش اليمني الفاسد والمقسم. فيما تمتلك قبائل اليمن الجامحة ترسانات قوية.
وبينما توجد مساعدات أمنية بين الولايات المتحدة واليمن، فإن هناك اشتراكاً في نفس الوقت بين الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات الأميركية السي آي إيه في برنامج سري خاص باستخدام الطائرات الآلية لاستهداف المتشددين الذين تربطهم ثمة علاقة بفرع تنظيم القاعدة في اليمن والمعروف بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

ونقلت في هذا السياق صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الأسلحة التي عثروا عليها على متن القارب تم تصنيعها في إيران، وأن نمط الشحن متماشي مع أمثلة سابقة لعمليات تهريب مشتبه بها كانت تتم لليمن.

ووصف المسؤولون عملية التهريب باعتبارها جزءا من خطة تنفذها إيران لزيادة تقاربها السياسي مع المتمردين وباقي الشخصيات السياسية في اليمن. ولتحديد بقدر أكبر من اليقين مصدر تلك الأسلحة، فإنه سيتم على الأرجح فحص أدوات ملاحة القارب لمعرفة مصدره ومساره، كما ينتظر أن يتم استجواب الطاقم العامل بالقارب.

ولطالما سبق لليمن أن اتهمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدار سنوات بدعم المتمردين الحوثيين، الذين خاضوا حرب عصابات متقطعة ضد الحكومة اليمنية في الفترة ما بين عامي 2004 و 2010. لكن تلك الاتهامات، التي من بينها المزاعم الخاصة باعتراض شحنات الأسلحة، كانت تفتقر في كثير من الأحيان إلى الأدلة، وكان يتم رفضها حتى قبل ما يقرب من عام باعتبارها شكلا من أشكل الدعاية.

لكن عقب الانتفاضة التي شهدها اليمن عام 2011، انتقلت الحركة الحوثية من قاعدتها في الشمال الغربي لتتواجد الآن بكافة أنحاء البلاد. وقد استفادت من مشاعر السخط العارمة تجاه الحكومة اليمنية وحزب الإصلاح الموازي لجماعة الإخوان المسلمين.

وقال مسؤولون كبار اطلعوا على تفاصيل العملية التي اعترضت بها السلطات اليمنية على ذلك القارب إن قوات حرس السواحل اليمنية اشتركت في العملية مع قوات عسكرية أميركية.

كما لعبت المخابرات الأميركية دوراً في تلك العملية، وبالأخص في تحديد القارب بين الأعداد الكبيرة من قوارب الصيد والشحن التقليدية التي تدخل وتخرج من المياه اليمنية.
ورأت الصحيفة أن تلك العملية جاءت في وقت حساس للغاية في اليمن، في وقت تواجه في الحكومة حالة كبيرة من العجز، إلى جانب تنامي التوترات الطائفية، وتزايد الاتهامات المتعلقة بالتدخل الإيراني، التي لطالما تم استخدامها كأداة للدعاية هنا.

وقال برنارد هيكل، الأستاذ بجامعة برينستون والخبير في الشأن اليمني، إن إيران كانت انتهازية في دعمها للحوثيين وحاولت مواجهة الدعم الأميركي والسعودي للحكومة اليمنية.