بحث أحمد الجربا مع القيادات الميدانية في حمص آخر المستجدات على الارض والتطورات الدولية، وسبل فك الحصار عن المدينة، ومؤتمر جنيف-2، وأكد لهم أن الائتلاف يقف مع كل من يناضل ضد نظام بشار الأسد.


في لقاء جمع أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، ورئيس المجلس العسكري للمنطقة المحاصرة وقادة بعض الألوية والكتائب، ومسؤول مكتب التواصل الخارجي، وطبيب المستشفى الميداني، وعدد من الناشطين السياسيين والإغاثيين ومن اتحاد أحياء حمص عبر سكايب، أكد أن حمص كانت وما زالت وستبقى على رأس أولويات سياسة الائتلاف، وأن عمل الائتلاف يصب لنصرتها.

وأشار إلى أن حمص عاصمة الثورة وملهمتها، ووجه التحية لثوارها الصامدين في الداخل. واوضح الجربا طريقة عمله منذ كان عضوًا في الائتلاف، ولفت إلى الجهود التي بذلها لدعم مدينة حمص الصامدة، وما يبذله الائتلاف الآن من أجل فك الحصار عنها.

وأشارت مصادر الائتلاف إلى أن القيادات الميدانية في حمص عرضت آخر التطورات على الأرض، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في أحياء حمص المحاصرة. وأكدوا منع النظام الصليب الأحمر الدولي من إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية لهم رغم القرارات الدولية، بالإضافة إلى التصعيد الخطير الذي يشنه ضد حي الوعر، واستهداف المدنيين العزل بشكل يومي بصواريخ أرض ــ أرض وقذائف الهاون الامر الذي يزيد من تفاقم الوضع الانساني.

لا تزكية

ووضع الجربا القادة الميدانيين في صورة الجهود السياسية والعسكرية والدبلوماسية التي يقوم بها الائتلاف بالتنسيق مع هيئة الأركان في الجيش السوري الحر ورئيسها اللواء سليم ادريس، وتحدث عما تمت مناقشته في الاجتماعات في اسطنبول مع المجلس العسكري الاعلى وهيئة وقيادة الاركان.

واستمع إلى الاراء واقتراحات القيادات الميدانية بهذا الخصوص، وعبّر عن استعداده لبذل الجهود ودعم ما يتوافقون عليه من خلال قيادة الأركان. ولفت الجربا إلى أن القيادة السياسية للائتلاف لا تتدخل في تزكية قيادات عسكرية أو مدنية على أخرى، وانها تقف على خط متواز من الجميع ولا تنصر طرفًا ضد طرف، بل تدعم الجميع وكل من يناضل مع الثورة، وتدعم ما يتوافقون عليه، quot;فشرعية أي مجلس عسكري أو مدني تستمد من إرادة الثوار ومتطلبات الثورة والالتزام بهاquot;.

ضمانات عربية

وناقش المجتمعون وجهات النظر حول موضوع الذهاب إلى مؤتمر جنيف-2، وتم التوافق على التمسك بثوابت الثورة. وأكد الجربا أن قراراته السياسية مرتبطة بعملية التواصل المستمرة مع الثوار على الأرض، ويخضع كل قرار في النهاية للتصويت من قبل الهيئة العامة للائتلاف.

وشدد على ألّا حوار مع المجرم بشار الأسد، فالحل السياسي يحتاج ظروفًا موضوعية، كالتي أعلنها في مواقفه الأخيرة وفي مؤتمره الصحافي الأخير، ومنها انسحاب قوات إيران وحزب الله والحصول على ضمانات عربية وإسلامية للتفاوض، انطلاقًا من ثابتة تنحي الأسد ورموز نظامه المجرم ومحاسبة القتلة، مع التمسك بحق الجيش السوري الحر بالاستمرار للدفاع عن الشعب.

الهدف إسقاط النظام

واتفق المجتمعون على أن تخاذل المجتمع الدولي وتأخره عن الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب السوري هو الذي يدفع الأمور إلى مزيد من التعقيد والسوء، والمجتمع الدولي هو الذي يساعد النظام على خلق بيئة مناسبة لحياة التيارات المتطرفة التي لم تكن موجودة في بداية الثورة، والتي لا تعبر عن طبيعة الشعب السوري ذي الغالبية المسلمة المعتدلة، وأن محاولة بعض الدول التركيز على مسألتي السلاح الكيميائي والتطرف أمر مرفوض تمامًا من الثوار، لأن مشكلة الشعب السوري ليست السلاح الكيميائي فقط، كما أن عدوه الاول هو الأسد.

ولفت الجربا إلى عدم السماح للمحاولات الدولية بحرف الشعب السوري عن هدف ثورته الأول وإسقاط النظام المجرم، واعدًا بأن يقدم الائتلاف الوطني كل ما يلزم، وذلك خلال اجتماع عاجل سيعقده مع القيادات ذات الصلة، ولاسيما رئيس هيئة الأركان ورئيس المجلس العسكري لمحافظة حمص، للعمل سويًا على تلبية المتطلبات.

وشدد الجربا على حرصه على الاستمرار بتعزيز التواصل المباشر مع القيادات الميدانية في سوريا، ودعا إلى العمل الموحد عسكريًا وميدانيًا واغاثيًا.