أنهت فايسبوك ضوابط كانت مفروضة للحفاظ على خصوصية المستخدمين دون سن 18، بتحديد الأشخاص الذين يستطيعون رؤية ما ينشرونه من معلومات شخصية على موقع التوصل الاجتماعي، ما عرضها لانتقادات حادة.

أعلنت شركة فايسبوك إن بامكان المراهقين الآن أن يغيروا الإعداد يدويًا، ويتبادلوا معلوماتهم مع المستخدمين الآخرين والجمهور عمومًا. وكانت هذه المعلومات التي ينشرها من سجلوا عمرهم دون سن 18 تقتصر رؤيتها على اصدقائهم واصدقاء اصدقائهم، قبل الاجراء الأخير بالغاء هذا التحديد.
منافسة شديدة
قالت فايسبوك في اعلانها عن الغاء هذا القيد أن المراهقين هم من ابرع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وحين يتعلق الأمر بالالتزام أو النشاط الاجتماعي أو التعبير عن آرائهم بفيلم جديد فانهم يريدون أن يكون صوتهم مسموعًا. واضافت الشركة أن نسبة ضئيلة من المراهقين الذين يستخدمون فايسبوك قد يختارون فتح معلوماتهم للجميع، لكن هذا التحديث يمنحنهم الآن خيار تبادلها على نطاق أوسع ومع دائرة أكبر، كما في شبكات التوصل الاجتماعي الأخرى.
وتواجه فايسبوك منافسة شديدة على استدراج المستخدمين الشباب مصدرها جيل جديد من خدمات الهاتف المحمول والشبكات الاجتماعية الأخرى، مثل سناب تشات وواتس آب.
غير صائبة دائمًا
ولاقى اجراء فايسبوك انتقادات لاذعة من ناشطين مدافعين عن الخصوصية وحماية المراهقين.
وقال المدير التنفيذي لمركز الديمقراطية الرقمية جيفري تشستر إن فايسبوك ضحت بأمن المراهقين وخصوصيتهم من أجل ترويج نشاطها التجاري.
ونقلت صحيفة غارديان عن تشستر أن احكام المراهقين وتقديراتهم لا تكون بالضرورة صائبة دائمًا، وهذا الاجراء يكشفهم لدائرة أوسع من المستخدمين يوجد فيها اشخاص من كل صنف، بينهم منحرفون وباعة أطعمة ضارة صحيًا يتابعون فايسبوك لتصيد اهداف جديدة.
اتبعني!
هناك شبكات تواصل اجتماعي أخرى تسمح للمراهقين بتبادل معلوماتهم مع دائرة أوسع من المستخدمين. لكن الناشطين أوضحوا أن كمية المعلومات الشخصية على فايسبوك أكبر بكثير من الشبكات الاجتماعية الأخرى، حيث يمكن للمستخدمين فتح حسابات بأسماء مجهولة. وقالت فايسبوك إن بامكان المراهقين الآن أن يستخدموا سمة المتابعة Follow التي تسمح آليًا للغرباء بالاطلاع على معلومات عامة من مستخدم آخر، من دون الحاجة إلى يكون الاثنان مرتبطين على الخدمة بوصفهما صديقين مشتركين. وقال نيكي جاكسون كولاكو، مدير قسم الخصوصية والسياسة العامة في شركة فايسبوك، إن التغييرات الجديدة تمكن المراهقين من تبادل معلومات قد تكون هناك فائدة في إيصالها إلى دائرة أوسع، كأن تكون معلومات عن حملات لجمع التبرعات أو فرقة شبابية لموسيقى الروك تحاول الترويج لحفلة قادمة.
مالالا نموذجًا
وقال ستيفن بالكهام من معهد سلامة العائلة على الانترنت، وهي منظمة تتلقى تمويلًا من شركات انترنت عديدة بينها فايسبوك، إن الناشطة الباكستانية الشابة ملالا يوسف زاي البالغة من العمر 16 عاما ما كانت لتستطيع استخدام فايسبوك كقناة واسعة للتواصل بموجب السياسة القديمة.
وقالت شركة فايسبوك انها ستُري المستخدمين الشباب إشعارًا خاصًا في أول مرتين يحاولون فيهما نشر معلومات للجمهور العام تذكِّر المستخدم بأن أي أحد يستطيع أن يرى هذه المعلومات.
وستبقى القيود على استخدام سمة الرسائل الخاصة على فايسبوك بلا تغيير حيث لا يستطيع المستخدم دون سن 18 أن يتلقى رسائل إلا من اصدقائه واصدقاء اصدقائه.