فوجئ الناشطون السوريون بإغلاق إدارة فايسبوك صفحات عديدة تابعة للمعارضة السورية، واتهموها بالتواطؤ مع نظام الأسد، مهددين بهجرة الموقع بالملايين إلى مواقع أخرى.


لوانا خوري من بيروت: شكل موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي ساحة حرية في التعبير والنقد، منذ انطلاق شرارة الربيع العربي، حتى يقال في مصر إن ثورة 25 يناير ما كانت لتتحقق لولا التنادي للنزول إلى ميدان التحرير عبر دعوة وجّهت على إحدى صفحات فايسبوك. وبقي هذا الموقع مدارًا للكر والفر التعبيري، خصوصًا مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وانقسام الصفحات السورية بين مؤيد لبشار الأسد، وبين معارض له.

ويبدو أن الصراع السوري تخطى الميدان بقسوته إلى العالم الافتراضي، فالأسد يريد إلغاء السوريين على الأرض، وصفحاته تريد إلغاء صفحات الثورة السورية على فايسبوك.

وقد تم له ذلك أمس، من خلال إغلاق بعض الصفحات المعارضة للنظام السوري، والتي تساهم بشكل كبير في تعبئة الرأي العام السوري، إذ بلغت إدارة موقع فايسبوك شكاوى أطلقتها صفحات الأسد وأعوانه، ما أدى إلى إقفال أحد أهم المنابر الاعلامية التي تعتمد عليها قوى المعارضة السورية في إيصال صوتها إلى الرأي العام المحلي والعربي والدولي.

تبليغات مغرضة

فنزولًا عند تبليغات مختلفة، جمّدت إدارة فايسبوك صفحات معارضين عديدين، منهم المعارض فراس طلاس، والتي يتابعها عشرات الآلاف من السوريين في سوريا والعالم. وصفحة طلاس من بين صفحات عديدة، لمّت السوريين من كل حدب وصوب، وتحولت منبرًا للنقاش بين معارضين للأسد وموالين له، وصارت قبلة العديد من الجهات العربية والدولية، لمعرفة حقيقة نبض الشارع السوري، ورأي السوريين في العديد من الأزمات والمسائل التي تلم بسوريا اليوم.

وإلى طلاس، تمثلت الصدمة الحقيقية في إلغاء صفحة أحد أهم موثقي الثورة السورية، صفحة آكاد الجبل، التي يكثر متابعوها والناقلون عنها، لأنها تقدم الآراء الوطنية من دون تحيز. ويأتي هذا بعدما ألغى فايسبوك صفحة الإعلامي فيصل القاسم وموسى العمر، وصفحة كلنا الشهيد حمزة الخطيب.

وفي حديث صحفي لموقع العربية، شكا طلاس عدم تجاوب إدارة فايسبوك مع المساعي المبذولة لإعادة إحياء الصفحات، وشكك في وجود تواطؤ مع النظام السوري في هذا الأمر.

هجرة جماعية

وكذلك نقل الموقع نفسه عن أكاد الجبل قوله: quot;يتواطأ العالم أجمع على الشعب السوري، فايسبوك يعتبر أحد المنافذ المهمة للتعبير عن الرأي، ولكن أرادوا حرمان الشعب السوري من هذا المنبر، سنتابع بشتى الطرق والوسائل، ولن نتوقف، وعلمت أن التبليغات أتت من عدة دول منها روسيا وإيران والعراق وأوروباquot;، مقترحًا توجيه عدد كبير من الرسائل إلى إدارة فايسبوك من خلال المعارضين، أو توجيه رسائل جماعية، بنفس الصيغة والمفردات كي يكون موقع التواصل الاجتماعي على علم بما يجري، هذا في حال تم نفي التواطؤ.

في هذه الأثناء، بدأ الناشطون السوريون والمؤيدون للثورة السورية حملة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، رفضًا لإغلاق صفحات الثورة السورية، ومطالبةً بإعادة تفعيلها. وظهرت أدوات عديدة للجوء إلى بدائل تواصلية غير موقع فايسبوك، إن تأكد تواطؤه ضد صفحات المعارضين، وهذا ما قد يؤدي فعلًا إلى هجرة ملايين المنتسبين إلى فايسبوك نحو مواقع بديلة، تتيح مساحة أوسع من الحرية.