أخذت فضيحة التجسس على الاتصالات منحى جديدا بعد تقرير لصحيفة فرنسية قال الجمعة إن إسرائيل وليس الولايات المتحدة تقف وراء الفضيحة.


نصر المجالي: يسافر وفد من المشرعين الاوروبيين ومحققين فرنسيين الى واشنطن يوم الاثنين المقبل للحصول على إجابات من المسؤولين الاميركيين على مزاعم عن عمليات تجسس واسعة النطاق قامت بها الولايات المتحدة على حكومات ومواطنين أوروبيين من بينهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.

وفي تطور جديد، أعلن رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو رايوي، الجمعة أن بلاده استدعت السفير الأميركي، جايمس كوستوس، على خلفية موضوع التنصت الذي طال زعماء اوروبيين، وذلك في اجتماع القمة الأوروبية في بروكسل.

من جهتها امتنعت السفارة الأميركية في العاصمة الإسبانية مدريد، عنالتعليق على هذا الموضوع حيث قالت quot;إن تصريح رئيس الوزراء الإسباني مفهومquot;.

ويشار إلى أن الموقف الإسباني يأتي على خلفية quot;ادعاءاتquot; بأن وكالة الأمن القومي الأميركية قامت بالتنصت على عدد من الزعماء الأوروبيين وفي مقدمهم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بحسب ما نشرته بعض الصحف، الأمر الذي ألقى بظلاله على اجتماع القمة الأوروبية.

تقرير لوموند

وقالت صحيفة (لوموند) الفرنسية في تقرير لها نشر الجمعة إن جهاز (الموساد) الإسرائيلي متورط بالتجسس على الاتصالات وانه تنصت على أكثر من 70 مليون اتصال هاتفي ورسالة نصية في الشهر الواحد.

وأضافت الصحيفة ان الاتهامات كانت في البداية موجهة نحو وكالة الأمن القومي الأميركية بأنها وراء التجسس على الاتصالات الفرنسية خلال الحملة الانتخابية للرئيس السابق نيكولا ساركوزي ولكنها قالت ان ما لديها من وثائق تشير الى تورط (الموساد).

وقالت الصحيفة ان كاتب التقرير وهو الصحافي الأميركي غلين غرينوالد الذي على اتصال دائم مع الموظف السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن اللاجئ حاليا في روسيا أكد أن الموساد الإسرائيلي وراء عمليات التجسس.

ونقلت (لوموند) في تقريرها كلاما لمتحدث رسمي باسم الحكومة الإسرائيلية نفى فيه تورط بلاده بالتجسس قائلا: لا يمكن أن نتورط بمثل هذا العمل مع حكومة تربطنا بها صداقة وثيقة كفرنسا.

إلى ذلك، فإن زيارة الوفد الأوروبي التي تستمر ثلاثة ايام بواشنطن ويقوم بها أعضاء لجنة الحريات المدنية في البرلمان الاوروبي تجيء بعد تقارير ظهرت هذا الاسبوع جاء فيها ان وكالة الامن القومي الاميركية اطلعت على السجلات الخاصة بهواتف عشرات الالاف من المواطنين الفرنسيين كما راقبت الهاتف المحمول لميركل.

وأدان زعماء أوروبيون مجتمعون في بروكسل هذه المعلومات وطالبت المستشارة الالمانية الولايات المتحدة بتوقيع اتفاقية quot;عدم تجسسquot; مع المانيا وفرنسا بحلول نهاية العام مثل اتفاقات مماثلة موقعة مع بريطانيا وآخرين.

ويضم الوفد الاوروبي تسعة اعضاء وسيلتقي مع كبار المسؤولين في الحكومة الاميركية والاستخبارات لبحث quot;التعويضات القانونية المحتملة لمواطنين اوروبيينquot; عن التجسس المزعوم وتعليق اتفاق لتبادل المعلومات بين الولايات المتحدةوأوروبا.

اتهامات سابقة لإسرائيل

يشار إلى أن اتهام إسرائيل بالتورط في التجسس على الاتصالات ليس هو الأول من نوعه، فقد كانت صحيفة (لوموند ديبوماتيك) الشهرية نشرت في يناير/ كانون الثاني 2012 تقريرا عن وجود محطة تجسس إسرائيلية في صحراء النقب للتنصت على المنطقة، وهي الأكبر والأضخم في العالم.

وذكرت الصحيفة أن مهمة محطة التجسس تتمثل في اعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات الإلكترونية التي يتم إرسالها عبر الأقمار الاصطناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط.

وحينها استند معد التقرير للصحيفة إلى مجندة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في الكشف عن أكبر وأضخم قاعدة من نوعها في العالم، والتي تتمثل مهمتها في اعتراض المكالمات التليفونية والرسائل والبيانات الإلكترونية،التي يتم إرسالها عبر الأقمار الصناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، كما أن لديها القدرة على جمع المعلومات الإلكترونية، ورصد اتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء.

تجسس على عدة دول

ونقل عن المجندة السابقة بوحدة 8200 التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، دون أن يكشف عن اسمها، أن القاعدة تتجسس على عدد من الدول من بينها دول معادية لإسرائيل وأخرى تعتبر صديقة لها، وذكرت أن القاعدة التي تقع بمنطقة (أوريم) بجنوب إسرائيل على بعد 30 كيلومترا من سجن مدينة بئر السبع، تعترض الاتصالات الصادرة من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا، وتشرف على تشغيلها وحدة 8200.

وقالت (لوموند ديبولماتيك) إن المعلومات التي تجمعها القاعدة ترسل للوحدة 8200، وإن القاعدة تخضع لحماية أمنية مشددة، فتبدو أسوارها عالية، وبواباتها كبيرة ومحمية بالعديد من كلاب الحراسة، معتبرةً أن أهم الإنجازات التي قامت بها الوحدة المسؤولة عن تلك القاعدة هو اعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك الأردني الراحل الملك حسين خلال اليوم الأول من حرب يونيو/ حزيران 1967، واعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات و بين المجموعة التي اختطفت السفينة (اكيلي لاورو) في العام 1995.