يدفع الإخوان المسلمون في مصر الرشاوى ويسلكون طرقًا ملتوية للهروب من البلاد، فيعتبرون الدول الأخرى ملاذًا لهم، بعيدًا عن حكم العسكر، وهروبًا من الملاحقة القانونية.


بيروت: هربًا من الحملة الأمنية التي تقودها الحكومة ضد الإخوان المسلمين، غادر مصر العديد من قادة الجماعة، حتى أن بعضهم دفع الرشاوى لمسؤولين أمنيين في مطار القاهرة ليتمكنوا من الصعود على متن رحلات إلى دول أخرى، تعتبر أكثر ترحيبًا بهم.

وعلى الرغم من أن الرشاوى تتناقض مع الأحكام الإسلامية التي تنادي بها الجماعة، إلا أن الضرورات تبيح المحظورات، لا سيما في الوقت الذي يلاحقهم فيه القضاء.

في فنادق الدوحة

واحدة من الدول الصديقة لجماعة الإخوان هي قطر، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، التي اعتبرت أن هذه الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط ساعدت دعاة الديمقراطية الإسلاميين في جميع أنحاء دول الربيع العربي، وهي الآن تستقبل المنفيين الهاربين من مصر.

وإلى جانب قطر، وجد الإخوان ملاذًا لهم وشكلوا مجتمعات صغيرة من المنفيين في كل من تركيا ولندن وجنيف، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي. ووفقًا للواشنطن بوست، يسكن الإخوان الهاربون في فنادق فاخرة في الدوحة، وتدفع ثمن إقامتهم قناة الجزيرة الفضائية المملوكة للدولة، للحفاظ على مستقبل الإخوان واستراتيجية وايديولوجية الإسلام السياسي.

وقال إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفي، للصحيفة، وهو يجلس في بهو الفندق في الدوحة: quot;نحن لا نهرب بل نفضل المنفى، فلدينا مهمة تتمثل بالنجاة من الأزمة ونقل رسالتنا إلى العالمquot;. وأضاف: quot;فريق الإخوان في مختلف العالم على اتصال وتنسيق في ما بينهم، وعلى اتصال دائم مع أيمن نور الليبرالي المقيم في بيروت، الذي تعرض للسجن في عهد حسني مباركquot;.

وبالنسبة إلى شيحة، الإخوان في حالة ثورة، وليسوا في مرحلة سياسية، معتبرًا أن الجماعة لا تتحدث كحزب بل quot;تشن ثورة ضد نظام ظالمquot;.

تشتت قيادي

ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية المصرية، عقد الإخوان المسلمون العشرات من الاجتماعات في الدوحة وتركيا وباكستان منذ الإطاحة بمرسي، وهناك تمويل أجنبي يدعمهم. وبعد أن تحول الإخوان إلى هاربين في الدوحة، يصر البعض من قادتهم على أن الجماعة لم تفقد زخمها ولا قاعدتها الشعبية، على الرغم من الصفعة الموجعة التي تلقتها بعزل مرسي.

أشرف بدر الدين، وهو أحد قادة الإخوان، يعتبر نفسه محظوظًا لتمكنه من الهرب إلى قطر في أيلول (سبتمبر) الماضي بعد مهاجمة الشرطة منزله. ويشدد على أن جماعة الإخوان أقدم جماعة إسلامية، quot;ولديها تنظيم سياسي وقاعدة شعبية كبيرة لم تضعف، بل زادت بعد قتل 1000 من أنصارها برصاص قوات الأمن والجيش في تظاهرة مناهضة للانقلابquot;، حسب ما قال.

وهذه الثقة تتناقض مع صورة الشارع المصري. فوفقًا للصحيفة نفسها، فقد الإخوان السيطرة على الناس، وبعض أنصارهم يقولون إنهم لم يعودوا يتلقون الأوامر من الجماعة، ولا يعرفون شيئًا عن قادتها، فأصبحت حركة الاحتجاج أمرًا شخصيًا في ظل عدم وجود قيادة.