اهتز عرش حماس الفلسطيني مع عزل الإخوان عن السلطة في مصر، وتراجع الدعم القطري، والغضب الإيراني من الحركة بسبب موقفها من الأزمة السورية، لذا تحاول كسر الجليد مع إيران، فطهران أمل حماس الوحيد.


شهدت حركة حماس الفلسطينية صعودًا لا مثيل له في السنوات الأخيرة، إذ وجدت بيئة داعمة لها بدأت بوصول الرئيس المعزول محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة في مصر، وبالدعم القطري لاقتصاد قطاع غزة، إلى جانب راعيها الإيراني، الذي قدم إليها المساعدات المالية والعسكرية.

لكن نجم حماس بدأ بالأفول أخيرًا، ما يضعها في مأزق صعب، ويجعلها تسعى جاهدة إلى طلب المساعدة من إيران، لتخرجها من ورطتها.

أثبتت نفسها
أثبتت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية نفسها مجموعة مقاومة خلال العام الماضي، بعدما صمدت في وجه جولة أخرى من القتال مع إسرائيل، وتمكنت من إطلاق صواريخها لتصل للمرة الأولى إلى تل أبيب والقدس.

وعلى الرغم من أنها منظمة إرهابية، وفقًا لوزارة الخارجية الأميركية والاتحاد الأوروبي، إلا أن حماس استقبلت أهم القادة العرب، مثل رئيس الوزراء المصري في عهد مرسي هشام قنديل، ووزير الخارجية التركي داوود أوغلو، إلى جانب أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة.

وأشارت صحيفة تايم الأميركية إلى أن اسم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، كان يتداول في بعض دوائرالضفة الغربية كي يخلف أبو مازن رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية.

... فتراجعت!
لكن هذا كان في الماضي، إذ إن أسهم حماس تتراجع بشكل حاد وغير مسبوق. فبدأت الحركة تفقد كل ما كانت تملكه وتهتز بقوة بسبب هذه الخسائر. الرئيس مرسي معزول ومسجون، وحلت محله حكومة مدعومة من الجيش ومعادية لحماس، فشددت إجراءاتها على الحدود الغربية لقطاع غزة.

أما قطر فلديها أولويات أخرى غير حماس، وإيران لم تعد تمد حماس بـ120 مليون دولار كانت تمدها بها، بعدما رحلت قيادة الحركة من دمشق ردًا على مجريات الثورة السورية. وقال فوزي برهوم،المتحدث باسم حماس، لصحيفة تايم: quot;العلاقات مع إيران لم تتجمد، لكنها باردة، وهذا لايعني أنها ستستمر باردة إلى الأبد''.

شعبية متهالكة
لكن الواقع يقول إن لا شيء يبقى للأبد، كما إن الوقت ليس في مصلحة حماس، التي بدأت تواجه غضبًا شعبيًا متزايدًا. فشوارع غزة غارقة في الظلام والمياه الآسنة، كما إن محطات الطاقة توقفت إثر إغلاق السلطات المصرية المئات من أنفاق التهريب التي تعتبر شريان الحياة بالنسبة إلى القطاع.

يشار إلى أن شعبية حماس تقلّ يومًا بعد يوم، إذ يقول العديد من الغزاويين إن حماس مستبدة، ولم تقدم شيئًا لتطوير القطاع، على الرغم من أنها في السلطة منذ 7 سنوات.