نفت السلطات الأنغولية حظر الدين الاسلامي في أنغولا وهدم المساجد واضطهاد المحجبات، لكن تقارير جديدة تؤكد أن التدمير والاضطهاد مستمران.


بيروت: ما تزال أنغولا تتأرجح، إعلاميًا على الأقل، بين أن تؤكد حظر الدين الاسلامي أو أن تنفي هذه الأخبار. فقد ورد على لسان وزيرة الثقافة الأنغولية روزا كروز إي سيلفا، الثلاثاء الماضي، أن المساجد الاسلامية المنتشرة في أنغولا، التي تقطنها أغلبية مسيحية، سيتم إغلاقها حتى إشعار آخر. كما وصفت المسلمين بـ quot;الطائفة التي سيتم حظرهاquot;، بسبب تعارضها مع الثقافة والتقاليد الأنغولية.

وأضافت كروز إي سيلفا في تصريحها أن وزارة العدل وحقوق الإنسان لم توافق على تشريع الديانة الإسلامية، quot;وسيتم إغلاق المساجد حتى إشعار آخرquot;.

نفي أنغولي

إلا أن مسؤولًا في وزارة الثقافة نفى المسألة جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن لا حرب على الديانات غير المسيحية في أنغولا، كما تصوره التقارير الصحافية.

وأصدرت السفارة الأنغولية في واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع بيانًا قالت فيه إن أنغولا لا تتدخل في شؤون الأديان، بل تضمن حرية العبادة لأتباع جميع الطوائف المنتشرة في أراضيها، ومنها الكاثوليك والبروتستانت والمسلمين.

وأتى النفي هذا بعدما عبر الناطق الرسمي باسم منظمة التعاون الاسلامي عن صدمة المنظمة بشأن قرار الحكومة الأنغولية حظر الإسلام وهدم المساجد في أنغولا، مؤكدًا إدانته القرار بأقوى العبارات. وقال إن المنظمة تنتظر من السلطات الأنغولية تراجعًا فوريًا عن القرار، ليكون هذا التراجع دليلًا على احترام ثقافة السلام والتسامح، بما في ذلك التسامح الديني.

التدمير حصل

وعلى الرغم من هذا النفي، أكد تقرير نشرته الغارديان البريطانية أمس الخميس أن السلطات في أنغولا أغلقت معظم المساجد وتضطهد المحجبات الأنغوليات. ونسب التقرير إلى الجمعية الإسلامية في أنغولا تأكيدها تدمير ثمانية مساجد في البلاد خلال العامين الماضيين.

وقال تقرير الغارديان إن أنغولا تعلن احترامها جميع الأديان، لكنها لم تعترف بالإسلام ولا بوجود المسلمين في أراضيها رسميًا، مستندة إلى قانون فيها ينص على أن الطائفة يجب أن تضم 100 ألف شخص على الأقل يسكنون في 12 من 18 محافظة لتسجيلها كدين معترف به رسميًا. ويبلغ عدد المسلمين في أنغولا اليوم 90 ألفًا.

إلى ذلك، رفضت وزارة العدل الأنغولية تسجيل 194 منظمة دينية بينها الجمعية الإسلامية، التي قال رئيسها ديفيد جا إن حملة إغلاق المساجد ليست مستجدة، بل بدأت في العام 2010، quot;وقد أحرق أحد المساجد بعد يوم واحد من تحذير الحكومة المسلمين من أنها لن تسمح لهم ببناء مساجد في أنغولا.