ينوي جامع آثار إسرائيلي عرض تابوت جيري حفرت عليه عبارة quot;يعقوب، ابن يوسف، أخ المسيحquot;، ويظن أنه يحوي عظام يعقوب، وانه يقدم أقدم دليل على وجود عائلة للمسيح.


لندن:يبحث علماء الآثار وزوار الأراضي المقدسة في فلسطين منذ 2000 عام عن أدلة مادية على حياة المسيح وعائلته، بلا جدوى. واليوم، يُعرض على الجمهور تابوت من الحجر الجيري، يحمل أقدم اشارة إلى المسيح، بعد أن برأ القضاء مالكه الاسرائيلي من تهمة التزوير. ولم يُعرض هذا التابوت منذ أُتيحت للجمهور فرصة وجيزة لمشاهدته في مدينة تورونتو الكندية في العام 2002.
أقدم دليل
كان استخدام التابوت المتواضع من الحجر الجيري شائعًا لدفن الموتى في القدس خلال القرن الأول، وابتاعه مقتني الآثار الاسرائيلي اوديد غولان من تاجر عادي مقابل 200 دولار. وحُفرت على جانب الصندوق عبارة تقول quot;يعقوب، ابن يوسف، أخ المسيحquot;. وكان يعقوب العادل أول من قاد المسيحيين بعد صلب المسيح، وأعدمته المحكمة الحاخامية المحلية بتهمة الردة.
وكان اليهود في ذلك الزمن لا يُدفنون، بل يوضعون في كهف. وبعد عام، تُجمع العظام وتوضع في تابوت حجري. وعُثر على آلاف من هذه التوابيت، بعضها حُفرت عليه اسماء تبين هوية صاحب العظام التي يضمها التابوت. وعُثر على تابوت يذكر اسم الأخ ايضًا. وهذا هو التابوت الذي ابتاعه غولان في السبعينات من دون أن يعرف أهميته، إلى أن لاحظه اندريه ليمير، الاستاذ في جامعة السوربون، بين مقتنيات غولان. ونشر ليمير اكتشافه في العام 2002، وعُرض التابوت لفترة قصيرة في متحف تورونتو حيث أثار ضجة عالمية في حينه. وقال غولان إن العبارة المكتوبة على التابوت هي أقدم دليل يذكر اسم المسيح.
فوارق واضحة
لكن شكوكًا أُثيرت حول قيمة التابوت الأثرية. وفي العام 2003، صادرت هيئة الآثار الاسرائيلية التابوت الحجري، وشكلت لجنة من الخبراء قالت بعد فحصه إن الكتابة المحفورة عليه مزورة. وأُلقي القبض على غولان بتهمة تزوير اسم المسيح.
وبعد عشر سنوات من التحريات والمحاكمة الجنائية، بُرأت ساحة غولان من تهمة التزوير في العام 2012. لكن الشكوك في صحة الكلمات المحفورة على التابوت ما زالت قائمة.
ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن البروفيسور كريستوفر رولستون، من معهد اولبرايت للأبحاث الآثارية في القدس، قوله: quot;أنا مستعد للرهان على أن النصف الثاني من العبارة أُضيف في أزمنة حديثة، بسبب الفوارق في العمق والوضوح، والمسافة الفاصلة بين النصف الأول من العبارة المحفورة التي تذكر اسم يعقوب ابن يوسف، والنصف الثاني الذي يكر المسيحquot;.
يد واحدة
ثمة خبراء آخرون أبدوا رأيًا مخالفًا. فقال البروفيسور جبريل ،باركاي من جامعة بار ايلان: quot;إن العبارة المحفورة مكتوبة بحروف عبرية، ونُقشت بأداة حادة، واعتقد أن يدًا واحدة كتبتها. انها كتابة حقيقيةquot;.
وتعلل غولان بأدلة قدمها خبراء خلال محاكمته تؤكد وجود القشرة البيولوجية التي تتكون على الأجسام القديمة، داخل اخاديد الكتابة المنقوشة. وقال غولان إنها قشرة قديمة بلا شك ويُرجح أن تكون من أخ المسيح. ورغم أن محاكمة غولان انتهت العام الماضي، فإن السلطات الاسرائيلية لم تقرر اعادة التابوت اليه إلا قبل اسابيع.
ويعتزم غولان الآن عرض التابوت للجمهور مع افادات الخبراء التي قُدمت خلال محاكمته، ليقرر الباحثون والزوار بأنفسهم ما إذا كان التابوت حقًا يحوي رفات أخ المسيح، ليكون بذلك دليلًا فريدًا من نوعه على عائلة المسيح.