تحولت هزيمة المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم أفريقيا، التي تجري حاليًا في جنوب أفريقيا، إلى موضوع تندر وسخرية بين رواد شبكات التواصل الاجتماعي. لكنها سخرية من نوع آخر بعد أن تم اسقاط حادثة الاعتداء الارهابي في أن اميناس على اخفاق الخضر في بلاد مانديلا.



الجزائر: تباينت ردود فعل رواد موقع فايسبوك تجاه الصور، لأنها دليل على استخفاف الجزائريين بالإرهاب وقادته، ومنهم من اعتبرها امرًا غير مقبول، لأنه لا يمكن التندر على حادثة أمنية هددت الأمن القومي الجزائري.
من بين الصور المتداولة في فايسبوك صورة لعبد القادر غزال، اللاعب والمهاجم الأسبق للمنتخب الجزائري، والذي تحول مصدرًا للسخرية والضحك بسبب فشله في تسجيل الاهداف. فقد بلغ سخط الجزائريين منه حينما تسبب في حصوله على بطاقة حمراء بعد دخوله مباشرة في المقابلة الافتتاحية للمنتخب الجزائري امام منتخب سلوفينيا في المونديال الأخير، بعد أن لمس الكرة في منطقة جزاء الخصم.
في هذه الصورة، يظهر عبد القادر غزال في هيئة الأعور، أمير كتيبة quot;الموقعون بالدماءquot;، والى جانبه علم تنظيم القاعدة الأسود، وفي اعلى الصورة كُتبت عبارة quot;غزال في خلافة بلعورquot;، وفي أسفلها على طريقة القنوات الفضائية خبر عاجل جاء فيه: quot;عبد القادر غزال يصرح: إما اللعب وإما تفجير جنوب أفريقياquot;.
في الصورة الثانية التي تم نشرها بعد مقابلة منتخب الجزائر مع نظيره الطوغولي، والتي انهزم فيها الأفناك بنتيجة هدفين دون رد، يظهر عبد القادر غزال مجددًا في الصورة من دون علم القاعدة، بل أمام علم جديد كُتبت عليه عبارة quot;كتيبة المضيعون للفرصquot;، في اشارة إلى الفرص العديدة التي أتيحت للفريق الجزائري من دون أن يغتنمها في التسجيل، وهو تشبيه واضح بكتيبة quot;الموقعون بالدماءquot;، وفي أسفل الصورة خبر عاجل جاء فيه: quot;أبو غزال قائد كتيبة المضيعون للفرص يتبنى عملية اقصاء المنتخب الجزائريquot;.
على وقع الاعتداء
شكل الاعتداء الارهابي على منشأة الغاز في أن أميناس فكرة لعدة فيديوهات هزلية، أشهرها مقطع منتشر على يوتيوب، مقتبس من فيلم أميركي، ومدبلج باللهجة الجزائرية. يبدأ بنزول بطل الفيلم من الطائرة مع موسيقى للنشيد الرسمي الجزائري، فيلقي كلمة امام قيادات عسكرية: quot;نحن ndash;الجزائريين- شجعانquot;، على وقع أهازيج quot;وان تو ثري فيفا لالجيريquot;، وهو الشعار الأشهر لأنصار الخضر.
ويواصل: quot;الصحافة الأجنبية انتقدتنا وقالت إننا لم نحسن التعامل مع أزمة الرهائن في أن اميناس، لكن الجزائر لديها تجربة مع الارهاب تجاوزت 20 سنة، ولا أحد يتدخل في شؤون الجزائرquot;، ردًا على انتقادات اليابان التي قال إنها تقع في آخر الدنيا، وبريطانيا التي قال إنها تأوي الارهابيين منذ زمن.
يتابع: quot;لأجل ذلك لا أحد يتدخل في شؤوننا حتى أميركا، فالجيش الوطني الشعبي لا يفاوض ولا يركع امام اعداء الجزائر، والذي يريد أن يتدخل سيحدث له الآتيquot;. وعرض على الحضور تجربة اطلاق صواريخ جديدة في اشارة إلى قوة الجيش الجزائري، ويختتم المقطع بأغنية للمنتخب الجزائري.
يصح ولا يصح
وعبر صفحات فايسبوك، يتداول بعضهم آخر نكتة بريطانية، وهي سؤال صحافي يطرح على البريطانيين حول أسوأ سيناريو يمكن أن يتعرضوا له في حياتهم، والجواب التقليدي لهذا السؤال هو أن تكون رهينة لدى الجماعات الاسلامية المسلحة.
بعد حادثة أن اميناس، صار الجواب: quot;أن تكون رهينة ويحررك الجيش الجزائري، لأنه حينما تكون رهينة لدى الجماعات الاسلامية يمكن أن تنجو بعد أن تدفع عنك حكومتك الفدية، لكن حينما تكون رهينة ويحررك الجيش الجزائري فلا فرصة للحياة لأنه لا مجال للمفاوضات ولا مجال لدفع الفدية، فالجيش الجزائري يقتل الرهينة ويقتل الخاطف في الوقت نفسه.
تباينت التعليقات على هذه الصور والفيديوهات، فمنهم من أيّدها، واعتبر نشر الصور بهذه الطريقة دلالة على أن الجزائريين يسخرون من قادة الجماعات الارهابية، ومنهم من اعتبر أن الاستهزاء بالفريق الوطني أمر لا يصح.
حقه المقاضاة
يرى الاعلامي الجزائري توفيق بوقاعدة أن القراءة الأولى للصور التي نشرت على صفحات الشبكات الاجتماعية لقائد التنظيم الارهابي الذي نفذ عملية تقنتورين quot;تبين مدى هوس الجزائريين بكرة القدم، وأنهم يبدعون في مختلف الفنون كلما تعلق الأمر بكرة القدم ومنافسات الفريق الوطني الجزائري القارية والدوليةquot;.
يضيف: quot;لا تمس هذه الصور بالأمن القومي، ولا هي إشادة بالإرهاب، بقدر ما هي تقزيم لرموز الارهاب واستخفاف بهم، وبما يمثلونه، وتعظيم لدور الجيش الجزائري وما قام به في العملية الاخيرة، والقالب الهزلي للصور والتعليقات لا يفسد الرسالة التي أراد هؤلاء تبليغها للرأي العامquot;.
من جانبه، يعتقد الاعلامي الجزائري رمضان بلعمري أن الموضوع يتعلق بالسخرية من نتائج المنتخب الجزائري في مباريات الكأس الأفريقية، وليس سخرية بالعملية العسكرية التي هزت الجزائر والعالمquot;.يضيف: quot;الواضح أن أنصار الفريق الجزائري في مواقع التواصل الاجتماعي هم أصحاب المبادرة في تصوير لاعب كرة قدم في شكل قائد إرهابيquot;.
وفي القانون، يؤكد بلعمري أن من حق عبد القادر غزال مقاضاة من نشر هذه الصور، بتهمة التشهير وتشويه السمعةquot;. ويقول:quot; الرسالة المستخلصة من هذا التنكيت السياسي هو مدى اختلاط السياسة بالرياضة في وقتنا الحاضر، ومدى أثرها في تشكيل وعي جيل واسع من الشباب، خصوصًا في الجزائرquot;.