أنقرة:ذكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن إنضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، سيكون ترياقا لداء العنصرية العضال الذي يشكل ناقوس خطر كبير في النادي الأوروبي، بل وسيقوي من أرضية التسامح، ويقوي من ثقافة التعايش بين جميع الأطياف والأجناس.
جاء ذلك في الكلمة التي القاها أردوغان أمام أعضاء هيئة تدريس جامعة quot;ELTEquot; المجرية، وعدد كبير من طلابها، معبرا لهم عن سعادته الكبيرة لحديثه إليهم في ذلك الصرح العلمي الذي وصفه بأنه أهم قلاع العلم الأصيلة في أوروبا.
وأوضح أردوغان أن أوروبا تمر بمشاكل خطيرة في الوقت الراهن، وبها بعض التهديدات الكبيرة، مضيفا أن انضمام تركيا إلي الاتحاد الأوروبي quot;سيكون فيه إضافة له لا انتقاص من، بل وسيتسع أفقه أيضاquot;.
وتابع أردوغان quot;انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي فرصة كبيرة تقدم للأوروبيين على طبق من ذهب لفهم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لأننا سنكون بمثابة جسر تواصل بينه وبين العالم الإسلامي الذي يبلغ تعداد مليار ونصف المليار مسلمquot;.
وأشار أردوغان إلى أن الفقر والاستغراب من أهم الأسباب التي تهدد فرص السلام في أي مكان، مناشدا اثرياء النفط في العالم إلى مد أيديهم لدارفور والصومال وميانمار.
وانتقد رئيس الحكومة التركية، السياسة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا، في إشارة منه إلى العراقيل التي يضعها الاتحاد أمام مفاوضات انضمام بلاده إليه.
وتابع اردوغان قائلا quot;إن معظم الدول الأعضاء الموجود في الاتحاد الأوروبي حاليا، متأخرة بشكل لا يمكن مقارنته بوضع تركيا الاقتصادي، وبالوضع الذي وصلت إليه في مسالة الحقوق والحرياتquot;، مبينا أن تلك الدول ليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بملائمة تشريعات ذلك الاتحاد، وإن عملية ضمها تمت بطرق أيدولوجية.
وذكر أردوغان أن الصدق في القول، والوفاء به، من المبادئ والركائز الأساسية للاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن بعض الزعماء الأوروبيين خرقوا مثل تلك المبادئ، ووضعوا شروطا وعراقيلا جديدة في طريق المفاوضات، على حد قوله.
وفي نهاية كلمته أعرب أردوغان عن ترحيب بلاده الشديد بدعم الحكومة المجرية لانضمام بلاده للنادي الأوروبي، مستنكرا في الوقت ذاته بقية الدول الأوروبية التي لم تحذو حذو المجر.
وكان السفير الإسرائيلي لدى بودابست quot;إيلام ماوquot; من بين المستمعين لكلمة أردوغان، وذكر ماو عقب انتهاء كلمة اردوغان أنه جاء شغفا منه لسماع كلمة اردوغان، وتابع قائلا quot;نحن لسنا أعداء، وعلاقاتنا الدبلوماسية مستمرة، وهناك صداقة تجمعنا بالشعب التركي منذ القدمquot;.
وعقب ذلك غادر اردوغان العاصمة المجرية، متوجها إلى سلوفاكيا، المحطة الثالثة له في رحلته الأوروبية التي بدأها أول أمس بزيارة التشيك، ثم توجه بعد ذلك أمس إلى المجر.