أثارت سارة نتانياهو سخط أعضاء الكنيست المتشددين دينياً، حينما ارتدت فستاناً من الدانتيل الأسود يفضح معالم جسدها، واعتبر البرلمانيون المشاركون في حفل أداء يمين الولاء، أن نتانياهو لم تُحافظ على وقار وهيبة الحدث، وأنها حاولت بظهورها محاكاة زوجة الرئيس الأميركي ميشال أوباما.


تل أبيب: ضجّت قاعة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بهمهمات الاعضاء، الذين ينتمون للاحزاب الدينية المتشددة، تعبيراً عن سخطهم من الفستان، الذي ارتدته عقيلة رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة سارة نتانياهو، حال مشاركتها في المراسم، واعتبر المشاركون في مراسم حفل أداء يمين الولاء داخل الكنيست، أن زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم تلتزم تعاليم الشريعة اليهودية، التي تنص عليها التوراة، إذ بدت سارة ليبرالية في مظهرها اكثر من اللازم، الامر الذي اعتبره الاعضاء المتشددون دينياً داخل الكنيست أنه حرام شرعاً.

دانتيل اسود

وتشير معطيات نشرتها صحيفة هاآرتس العبرية أن زوجة نتانياهو، ارتدت خلال مراسم الحفل الذي يدور الحديث عنه، فستاناً من (الدانتيل الاسود)، ولا تغطي ذراعيها وصدرها الا بمساحة من القماش الشفاف، الامر الذي أثار اجواء من التلاسن حال انعقاد الحفل الثلاثاء الماضي.

وبعد الدقائق الاولى من بث وقائع مراسم الحفل، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، العديد من التعليقات وردود الافعال الساخطة لدى اليهود المتشددين، وزادت اجواء الانتقاد ضراوة في اعقاب انتهاء الحفل، حينما ركزت الكاميرات اضواءها على سارة نتانياهو، وهي تودع الحضور، بينما تلاشى مصافحتها عدد كبير من اعضاء الكنيست المتشددين دينياً، كما اعتبر هؤلاء الاعضاء أنه ليس من اللائق اصطحاب نتانياهو لزوجته في هذا الحفل.

ويؤكد الصحافي الإسرائيلي quot;شاحر اتوانquot;، أن ما لم يقله متصفحو مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل، هو أن عقيلة رئيس الوزراء المكلف، سلبت هيبة ووقار الكنيست، كما أنها لم تلتفت الى اجواء السخط التي دارت حولها، ولم تنتبه لملاحظات لا يمكن عدّها على هيئة جسدها، وكانت رسالة الجميع واضحة وهي: quot;سيدتي... لست شابة صغيرة، أن الملابس القصيرة التي ترتدينها، والتي تكشف جسدك بسخاء، ليست لمن هنّ في مثل عمرك أو مكانتك، لذلك من فضلك اِحذري من ارتداء هذه الملابس في المستقبلquot;.

تقليد ميشال أوباما

وفي ما يتعلق بالوزن النوعي لفستان عقيلة نتانياهو فهو خفيف جداً، ولم تجرؤ أي من زوجات رؤساء وزراء الدولة العبرية على ارتداء فستان مثله، بحسب صحيفة هاآرتس العبرية، فكان من الممكن أن ترتدي سارة نتانياهو فستاناً آخر، وتحمل في يدها حقيبة وقورة كما تفعل سيدات رؤساء الوزراء في مختلف دول العالم، كما أنه من المستحيل ان تُقنع سارة الجماهير الإسرائيلية - خاصة المتشددة دينياً منها - أنها استيقظت من النوم في وقت متأخر، واختارت ما تقع عليه عيناها من ملابس، إذ ان اختيار زي مناسب لحضور حفل أداء اعضاء الكنيست ليمين الولاء، يتطلب جهوزية واستعداداً خاصاً جداً.

وعليه بحسب صحيفة هاآرتس، لم يكن اختيار سارة نتاياهو لفستانها مجرد نزوة لحظية، وانما كان اختيار أمعنت فيه العقل والتفكير المسهب، فزوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، تعلم جيداً أن أعين حضور قاعة الكنيست، وكذلك مشاهدي شاشات التلفزيون ستكون موجهة اليها، ولعلها حاولت بفستانها محاكاة ميشال أوباما، حيث الكرنفال الاعلامي، الذي اثير في حينه حول ملابس عقيلة الرئيس الأميركي، خلال مراسم تنصيب زوجها رئيساً للادارة الأميركية للمرة الثانية.

ومن غير المستبعد أن يكون نتانياهو لاحظ الفستان الذي ارتدته زوجته قبل مغادرتهما مقر اقامة رئيس الوزراء، بل أنه من المستحيل بحسب هاآرتس، أن يحجم نتانياهو عن ابداء رأيه في الفستان، وهل أثار اعجابه من عدمه، وفقاً لطلب زوجته، المضيفة الجوية السابقة في شركة طيران quot;إيل عالquot; الإسرائيلية.

تصرفات الزوج

ولعل رأي وربما موقف نتانياهو من فستان زوجته، هو ما اثار اجواء الانتقادات اللاذعة لدى اليهود المتشددين في إسرائيل، فإذا لم يعِ رئيس الوزراء المكلف أن فستان زوجته سيلهب مشاعر الجماهير الدينية فهذه كارثة مدوية، اما اذا كان يعلم وتغاضى عن تصرفات زوجته، التي ستنعكس بالضرورة عليه سياسياً، فيعني ذلك أنه لا يستطيع الاعتراض على تصرفات سارة، وكان ذلك بحسب الصحافي الإسرائيلي quot;شاحر اتوانquot;، محل اهتمام آلة الاعلام العبرية خلال الاونة الاخيرة، إذ رصدت استسلام نتانياهو لتدخلات زوجته في قراراته السياسية، واصرارها على الالتصاق به في جولاته داخل وخارج إسرائيل.

الى جانب تلك الضجّة، اشارت تقارير عبرية، الى أن ممثلي الاحزاب الدينية المتشددة داخل الكنيست، اصيبوا بحالة من الامتعاض جراء الفستان الذي ارتدته عقيلة رئيس الوزراء، وجاء في المقال الافتتاحي لموقع (ككار هاشبت) المحسوب على التيار الديني المتشدد في إسرائيل: quot;ان زوجة رئيس الوزراء سارة نتانياهو، المسؤولة عن جدول الاعمال اليومي لديوان الحكومة، لم تكترث باحترام ووقار المناسبة التي شهدتها قاعة الكنيست، حينما اختارت ارتداء فستان، يكشف اكثر من اخفائه لمعالم جسدهاquot;.