فيما شهدت محافظات عراقية سنية شمالية وغربية إقامة صلوات موحدة وتظاهرات احتجاج واسعة طالبت بإلغاء او تعديل قانوني الارهاب واجتثاث البعث فقد شهدت محافظة النجف الشيعية تظاهرة ترفض الغاء القانونين وتدعو لتفعيلهما لمكافحة الارهاب في وقت وصف خطيب جمعة سامراء المالكي بفرعون العراق .. فيما اتهم رئيس الوزراء جهات لم يسمها بالسعي لاعادة البلاد الى الحقبة الدموية السابقة.

شهدت محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وبغداد وديالى احتجاجات واسعة وصلوات شيعية سنية موحدة تحت شعار quot;لا للحاكم المستبدquot; . وأكدت اللجان التنسيقية للاحتجاجات ان تظاهرات هدفت الى إيصال رسالة لرئيس الوزراء نوري المالكي تقول إن مجلس النواب قد حدد رئاسته للحكومة بولايتين وعليه الالتزام بهذا القرار . وقالت ان رفضنا له ولمن معه ولنعلن اننا لسنا راغبين في دكتاتور جديد يفتك بالبلاد ويشرد العباد ويسرق أقوات الشعب من دون رادعquot;.
وقد هتف عشرات الآلاف من المحتجين في هذه المحافظات بضرورة إلغاء التهميش وإنصاف حقوق السنة وطالبوا بإطلاق جميع المعتقلين الابرياء واعادة المساجد السنية المستولى عليها الى الوقف السني كما طالبوا برحيل النظام .. كما هتفوا ضد تدخل ايران في شؤون العراق قائلين quot;ايران برة برةquot;.
وخلال تجمع حاشد في مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) وصف خطيب الجمعة المالكي بفرعون العراق الجديد مشيرا الى انه يرتكب خروقات للدستور الذي شارك في كتابته. وقال ان المالكي انتهك قانون الكتلة الفائزة في الانتخابات وابتدع الكتلة الاكبر ليستحوذ على رئاسة الحكومة ومعه المحكمة الاتحادية التي تتواطأ معه وتنفذ له رغباته. واضاف ان المالكي ضرب بعرض الحائط اتفاق اربيل الذي وقعه بنفسه ليتولى رئاسة الحكومة لكنه خرج على الشراكة في القرار واستحوذ على وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات اضافة الى توليه قيادة القوات المسلحة ولتنتشر المعتقلات في الثكنات العسكرية. واتهم المالكي بضرب القوانين من خلال فرض إجازات إجبارية على وزراء وتكليف وزراء من ائتلافه بتولي تلك الوزارات وتحريك القوات ضد الاكراد لمجرد الاختلاف معهم واخيرا الاستخفاف بتظاهرات الاحتجاج ورفض مطالبها . وحذر المالكي من مواجهات في البلاد على شاكلة المواجهات التي يتعرض لها حكام في المنطقة في اشارة الى سوريا.
وقد انضم عدد من رجال الدين وزعماء العشائر الشيعية من محافظة ديالى شمال شرق بغداد يمثلون مرجعية الامام الخالصي الى متظاهري سامراء والقوا كلمات تؤيد احتجاجاتهم ومطالبهم. ودعوا المتظاهرين الى عدم السماح باستغلال احتجاجاتهم لاهداف وأجندات سياسية تقود الى تقسيم العراق.
ومن جانبه هاجم خطيب جمعة ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي بشدة المالكي ووصفه بأنه quot;حاكم مستبد، وصغير quot;. واتهم الخطيب امام عشرات الآلاف الذين تجمعوا في الساحة بتشكيل الميليشيات الطائفية لقتل أهل السنة وتدنيس ساحات الاعتصام وطالبه بالرحيل. وكان حزب الله العراقي اعلن عن تشكيل جيش لمواجهة ما قال انهم السنة المتطرفون لكن السلطات حذرته من ذلك. واعلن خطيب الرمادي أن المحتجين سينظمون صلاة شيعية سنية موحدة في العاصمة بغداد الجمعة المقبل.
وكان محافظو محافظات عراقية شيعية قد هددوا الاربعاء الماضي بإجراءات شديدة وفعاليات مناهضة في حال الاستجابة لمطالب متظاهري المحافظات السنية في إلغاء قانوني المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث ومكافحة الإرهاب، وقالوا إن اللجنة الوزارية المكلفة بتنفيذ مطالب المحتجين تهمل مطالب محافظاتهم وإنصاف ضحاياهم جرّاء ممارسات النظام السابق، وأنذروا اللجنة 10 أيام لتنفيذ مطالب محافظاتهم قبل اللجوء إلى احتجاجات وتظاهرات واسعة.
ومن جهتها حذرت مرجعية اية الله السيد علي السيستاني الشيعية من محاولات بعض الاطراف باقحام الشعب العراقي في شد طائفي ونفسي واجتماعي يصعب السيطرة عليه وطالبت رجال الدين والساسة بأن يكون خطابهم مدروسا وخاليا من الاستفزاز والاثارة، فإنه اثنى على قوات الجيش باجلاء العوائل التي تعرضت مناطقهم للفيضانات وخاصة في محافظة صلاح الدين.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع السيستاني خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) إن quot;محاولات البعض ومن أي طرف كان الى جرّ الشارع العراقي والمواطن العراقي الى شد طائفي ونفسي والعمل على تمزيق وحدة النسيج الاجتماعي لهذا البلد سيكون اكبر بكثير من ان يكون هذا الشد والتوتر محصورا بين السياسيينquot;.
وأضاف الكربلائي quot;من المفروض ان يكون الخطاب من قبل رجال الدين والخطباء والسياسيين وغيرهم مدروسا وهادئا ومتأنيا وخاليا من الجرح والاستفزاز والاثارةquot;، داعيا الى quot;عدم الاصغاء والالتفات لاي صوت متطرف يصدر من هنا وهناك او أي دعوة تهدد وحدة النسيج الاجتماعي لهذا البلد ومن اي جهة كانتquot;.
وفي مقابل ذلك تظاهر العشرات من المواطنين في مدينة النجف الشيعية (16 كم جنوب بغداد) رافضين إلغاء قانوني المساءلة والعدالة واجتثاث البعث والاقتصاص من الارهابيين.
وطالب المتظاهرون بتشكيل مؤسسة خاصة لتعويض ضحايا الإرهاب أسوة بالشهداء وإنزال القصاص بمرتكبي الجرائم الإرهابية. ورفع المتظاهرون الاعلام العراقية واللافتات التي تندد بقانون العفو العام وتدعو إلى تفعيل قانون الارهاب رقم 4.
وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك منذ 40 يوما تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.
المالكي يتهم جهات بمحاولة إعادة العراق للحقبة الدموية
اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي جهات لم يسمها بمحاولة اعادة العراق الى مرحلة الصراع الدموي
وقال إن الصراع القومي والدكتاتورية ابتدأت في العراق مع بداية انقلاب شباط الأسود في اشارة الى انقلاب البعثيين على حكم رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم قاسم وإعدامه في مثل هذا اليوم من الثامن من شباط (فبراير) عام 1963 .
واشار المالكي في بيان صحافي اليوم الى ان انقلاب 8 شباط quot;الاسود والبعث الفاشيquot; اسسا للدكتاتورية والصراع القومي واذكاء الفتنة الطائفية في العراق .. مشيرا الى ان البعثيين الفاشيين بدأوا عقود حكمهم الدموية quot;بإعدام الزعيم الوطني النزيه عبد الكريم قاسمquot;.
واضاف المالكي أن البعث الفاشي أسس في انقلاب الثامن من شباط للدكتاتورية والصراع القومي واذكاء الفتنة في العراق. وقال إن البعثيين الفاشيين بدأوا عقود حكمهم الدموية بإعدام الزعيم الوطني النزيه عبد الكريم قاسم. واضاف قائلا quot;يحلو لبعض الواهمين اليوم إعادة العراق الى الحقبة الهمجية الدموية إلا أن شعبنا الأبي كان وسيبقى لهم بالمرصادquot;.
وكان حزب البعث قاد انقلابا دمويا ضد حكم قاسم الذي اسس مع رفاقه الضباط الاحرار الذين ثاروا على الملكية في 14 تموز (يوليو) عام 1958 الجمهورية العراقية الاولى حيث تم اعدام قاسم ومجموعة من اركان حكمه وتأسيس الجمهورية الثانية برئاسة عبد السلام عارف رفيق قاسم في ثورة تموز والذي انقلب عليه وسجنه فيما بعد.