انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر جنود الأسد يرقصون على وقع أغاني غربية، مرددين شعارات ولائهم للرئيس بشار الأسد، وإلا أن حلقات الرقص لم تقتصر عليهم حيث أظهر شريط آخر مقاتلون من المعارضة يرقصون الدبكة.


لندن:شهدت الأيام الأخيرة انتشار شريط فيديو من سوريا على مواقع الانترنت كالنار في الهشيم. ويظهر في الشريط شلة من جنود النظام السوري ببدلات القتال وقاذفات آر بي جي والرشاشات، متزاحمين على عدسة الكاميرا وهم يتمايلون على أنغام أغنية من أغاني آشر.

وتنتهي الرقصة بالهتاف المعهود من أزلام النظام ومداحيه: quot;بالروح بالدم نفديك يا بشارquot;.

الرقص ينتشر في صفوف المعارضين كما الجنود

ولكن جنود بشار الأسد ليسوا وحدهم الذين يسرقون بعض الوقت للرقص. ففي شريط فيديو لم يحظ بالقدر نفسه من الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر مقاتلون من المعارضة يرقصون الدبكة ولكن على أنغام أغنية تراثية فلسطينية هي quot;وين على رام اللهquot;، المدينة التي تجسد نضال شعب هُجّر ويتوق للعودة إلى دياره.

ولاحظ مراقبون أنه في غمرة نزاعٍ كلّف حتى الآن أكثر من 60 الف قتيل في نحو سنتين، فإن هذه الأشرطة تتيح إلقاء نظرة على استراحة المحارب حين يقتنص لحظة ترفيهية. ومن بعض النواحي، فإن الجنود في شريطي الفيديو يبدون متشابهين، بعضهم ملتحون وبعضهم الآخر حليقو الذقن، لكنهم جميعا مقاتلون مهلهلون في معركة منهكة.

ردود أفعال متباينة

وفي عالم شبكات التواصل الاجتماعي المنقسم بين مؤيدين ومناوئين للأسد، كان من الطبيعي أن يثير شريطا الفيديو ردود أفعال متباينة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مدون علّق على جنود النظام السوري قائلا quot;إن الانتاج السطحي، وكلمات الأغنية المبسطة، هدفها التوجه إلى ذكاء فرشة أسنان وسخة. الشريط ليس مسلياً يا جنود نظام متسلط، يا عديمي الإحساس. ليس مسليا بالمطلقquot;.

في غضون ذلك، نشر مؤيدون للأسد تعليقات من قبيل quot;النصرة لن يرقصوا مثلكم أبدا يا شبابquot; في اشارة إلى جماعة جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي تقاتل مع المعارضة.

المعارضون يدبكون ملوحين بالبندقية

وأشارت الجهة التي نشرت فيديو مقاتلي المعارضة إلى أن الشريط يبين أن لا علاقة لهم بيافطة التطرف الاسلامي، التي كثيرا ما تُلصق بالمعارضة السورية المسلحة إذا كانوا يرقصون ويطربون على الموسيقى. وأصبحت الأغنية التي يرقصون عليها نشيداً للصمود في مواجهة عدو غاشم.

ويرقص مقاتلو المعارضة الدبكة بأيدٍ متشابكة مبتسمين أحيانا بخجل للكاميرا. ورغم المعاني الوطنية للأغنية في تعبيرها عن الحنين إلى الوطن، فإنها لا تخلو من رومانسية تتحدث عن هجر الحبيب. وتدور الكاميرا نحو مبنى دمرته الحرب ثم تعود إلى المقاتلين الراقصين وبجانبهم متفرجون على كراسٍ تكاد علائم الضجر تبدو على وجوههم.

وبدلاً من المنديل، الذي كثيراً ما يُستخدم في الدبكة، فان المقاتلين يلوحون ببندقية ويدخلون على الأغنية بتكبيرات.

الفارق كبير بين الفئتين

وقال معلقون موالون للأسد ان أغنية آشر التي يرقص عليها جنوده دليل على أن رجاله يحبون الحياة وأصحاب نظرة تقدمية، فيما وصفهم مناوئون للرئيس السوري بأنهم مخرفون مقتلَعون من جذورهم.

وكتب معارض quot;هؤلاء يرقصون على أغاني الغرب والآخرون يكبرون. انه فارق كبير بين الفريقينquot;.

جنود النظام يرقصون على أنغام آشر

مقاتلو المعارضة يرقصون الدبكة