ذكرت صحيفة استرالية السبت ان الاستخبارات الاسترالية كانت على علم بتفاصيل قضية جاسوس اسرائيلي قبل وقت طويل من موته في سجن في تل ابيب في 2010.


سيدني:قال مسؤول اسرائيلي كبير لصحيفة ذي استراليان quot;سترون في كل يوم يمر الى أي حد كانوا متورطينquot;، مشيرا إلى الاستخبارات الاسترالية، مؤكدا انه quot;من الواضح انهم كانوا على علم بالامر منذ فترة طويلةquot;.
واكد هذا المصدر الاسرائيلي الذي لم تكشف هويته ان المسؤولين الاستراليين كانوا يشتبهون بان quot;السجين اكسquot; يتجسس لحساب اسرائيل وقاموا باستجوابه، مؤكدا quot;انهم (الاستراليون) كانوا يعرفون الكثيرquot;.

واضاف quot;عندما عاد نعشه الى استراليا ادركوا انه لم يكن مجرد رحالة اضاع طريقهquot;.
ويثير الغموض الذي يكتنف ملابسات موت من اطلقت عليه وسائل الاعلام الاسرائيلية اسم quot;السيد اكسquot; بسبب الرقابة المفروضة على ملفه، منذ الثلاثاء تعليقات وجدلا اعلاميا وسياسيا كبيرا في اسرائيل نفسها.

وكشفت قناة ايه بي سي الثلاثاء هوية هذا السجين الذي عثر عليه مشنوقا في زنزانة خاضعة لمراقبة مشددة في سجن ايالون قرب الرملة جنوب تل ابيب في كانون الاول/ديسمبر 2010، موضحة انه استرالي يهودي يدعى بن زيغير (34 عاما) وجنده الموساد، وفق القناة الاسترالية.
وخلص تحقيق اسرائيلي حول وفاته في كانون الاول/ديسمبر 2010 الى ان السجين انتحر.

الا ان وسائل الاعلام الاسرائيلية ذكرت امس نقلا عن مسؤول في وزارة العدل ان الظروف الغامضة المحيطة بوفاة السجين quot;اكسquot; قد تؤدي الى اتهامات تتعلق بالاهمال.
وادى تمكن السجين الذي كان في سجن يخضع لاجراءات امنية ومراقبة مشددة، من شنق نفسه الى اثارة العديد من التساؤلات وتغذية نظريات المؤامرة التي تحدثت عنها وسائل الاعلام الاسرائيلية والاسترالية.

وما زالت اسئلة كثيرة مطروحة في قضية زيغير الذي لم تدل عائلته باي تعليق حتى الآن.
واكد الصحافي الاسترالي جيسون كوتسوكيس الذي قابل زيغير عدة مرات في 2010 عندما كان يعمل في مجموعة فيرفيكس ميديا الاسترالية، ان المحامي الذي عاش في ملبورن اولا وانتقل الى اسرائيل في 2002، نفى باستمرار قيامه بالتجسس.

وقال وزير الخارجية الاسترالي بوب كار الاسبوع الماضي انه يشعر بالحزن بوفاة زيغير لكنه لا يستطيع القيام بشيء كثير من دون شكوى من العائلة.
واكد كار الذي تولى حقيبة الخارجية في 2012، قبل ذلك انه ابلغ بعدم وجود اي وثائق عن اتصالات بين عائلة السجين والسفارة الاسترالية في تل ابيب او وزارة الخارجية في كانبيرا.

وقال لشبكة ايه بي سي quot;برأي الحكومة الاسترالية لم تبلغ باعتقاله من قبل عائلته او اي شخص آخرquot;.
لكن كار عاد واعترف بعد ذلك بان كانبيرا ابلغت في شباط/فبراير 2010 -- اي قبل عشرة اشهر من موت زيغير -- بان اسرائيل تعتقل مواطنا استراليا يهوديا لاسباب تتعلق بالامن القومي.

وقد امر بعد ذلك باعداد تقرير عن طريقة معالجة استراليا لهذه القضية.
واضاف الوزير الاسترالي ان كانبيرا سعت للحصول على تأكيدات في ذلك الوقت بشأن احترام الحقوق القانونية للرجل وبأنه لن يعامل بشكل سيئ.
وتابع ان quot;الحكومة الاسترالية لم تتلق في اي مرحلة من مراحل اعتقاله اي طلب من افراد او من عائلته لتقديم مساعدة قنصليةquot;.

ولم تعرف اسباب اعتقال زيغير. لكن صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد ذكرت ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تعتقد انه كان على وشك كشف معلومات بشأن عمليات وممارسات للموساد خصوصا عبر اللجوء الى تزوير جوازات سفر استرالية.
وقال وارن ريد العميل السابق في الاستخبارات الاسرائيلية ان اسرائيل كانت تخشى ان يكون زيغير على علم بأمر يمكن ان يسبب لها متاعب.