في أولى جولاته الخارجية بعد تنصيبه وزيرًا للخارجية الأميركية، يتوجه جون كيري إلى أوروبا والشرق الأوسط، حاملًا الملف السوري إلى جانب ملفات أخرى بينها مكافحة الإرهاب وتحدي الاسلاميين الساعين إلى خطف الثورات العربية.


لندن: ورث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن السابقة هيلاري كلينتون سياسة خارجية مثقلة بالملفات العالقة والساخنة، وأدرك أن عليه الاسراع في التعاطي مع كل هذه الملفات، تلافيًا لأي أزمات تضاف إلى ما في التركة التي آلت إليه من أزمات. ولهذا، يبدأ كيري أول جولة خارجية له بعد توليه منصبه، ويزور تسع دول أوروبية وشرق أوسطية، بينها أربع دول عربية. وتسبق جولة كيري في المنطقة جولة يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما في 20 آذار (مارس) المقبل، تشمل إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية.

آسيا لاحقًا

أعلنت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أن كيري سيزور بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ومصر والسعودية والإمارات وقطر، في جولة تبدأ في 24 من الجاري، وتستمر حتى 6 آذار (مارس) القادم.

وأثناء وجوده في روما، سيشارك كيري في اجتماع للمعارضة السورية، يحضره أعضاء في الائتلاف الوطني السوري والدول المؤيدة له. وقالت إنه سيبحث الأزمة السورية وتداعياتها مع زعماء دول المنطقة.
والجدير بالذكر هنا أن كيري لم يحذ حذو كلينتون، التي توجّهت في أول جولة لها بعد تنصيبها وزيرة للخارجية الأميركية إلى اليابان واندونيسيا وكوريا الجنوبية والصين. وقالت نولاند إن كيري قد يقوم بزيارة آسيا في وقت لاحق.

تحدي الإسلاميين

إلى ذلك، أكدت نولاند أن كيري لن يسافر إلى اسرائيل وإلى الأراضي الفلسطينية خلال جولته هذه، لانشغال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومته الائتلافية.

ووصفت جولة كيري بجولة استماع، تتيح له فرصة التشاور مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط، والتركيز على التحولات المتصاعدة التي يشهدها العالم العربي، quot;فمن المواضيع الأساسية التي سيتناولها البحث مع هؤلاء الحلفاء التحدي الكبير المتمثل بالمتطرفين الاسلاميين، الساعين بجهد لخطف ثورات الربيع العربيquot;.

أضافت: quot;يريد كيري أيضًا مناقشة الطريقة المثلى للتعامل مع سلة متكاملة من القضايا الساخنة، من ليبيا إلى تونس إلى مصر وسوريا، وانتهاءً بالتحدي المشترك الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني.quot;

التوافق المصري

ويزور كيري مصر، حيث سيلتقي عددا من الزعماء السياسيين وقادة المجتمع المدني، مشجعًا الفرقاء المصريين على تعزيز التوافق السياسي بينهم، والمضي في مسيرة الإصلاح الاقتصادي.

كما سيلتقي كيري وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، إلى جانب مسؤولين مصريين كبار، لبحث العلاقات الثنائية، وتداعيات الملف السوري، وعملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني، وجهود مكافحة الإرهاب.

وقبل وصول كيري إلى القاهرة، وصلها وفد من كبار الضباط في جامعة الدفاع الوطني الأميركية، برئاسة الجنرال المتقاعد جوزيف هور، قادمًا من عمان، في زيارة تستغرق يومين.

ونقلت مصادر صحافية أن الوفد يضم 17 من كبار قادة القوات الأميركية السابقين، وصلوا على متن طائرة عسكرية، ليلتقوا مسؤولين مصريين وشخصيات مصرية، لبحث جهود تحقيق السلام في المنطقة، والتطورات في سوريا والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة.

استراتيجيات جديدة

وكانت وكالة إخلاص للأنباء التركية أعلنت أن كيري سيقوم بزيارته الرسمية الأولى إلى تركيا في الأول من اذار (مارس) المقبل.

وأشارت الوكالة الى أن هذه الزيارة مهمة جدًا، لأنها أول زيارة أميركية رفيعة المستوى لتركيا بعد انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية رئاسية ثانية، مؤكدةً أن المباحثات التي سيجريها كيري في تركيا ستدور حول التوتر المستمر في سوريا والعراق، إضافة الى العلاقات الثنائية والملف القبرصي.

كما سيتم تناول الأحداث في أفغانستان وإسرائيل، بالإضافة إلى الانفجار الذي استهدف مبنى السفارة الأميركية في أنقرة الاسبوع الماضي، ما سيؤدي إلى طرح الاستراتيجيات المشتركة المناهضة للإرهاب بين الولايات المتحدة وتركيا.