إذا عاد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي للحياة السياسية فإنه لن يكون سعيدا بذلك، ومن وجه نظره فإن الظروف هي التي قد تجبره على العودة بهدف انقاذ فرنسا من الاشتراكيين.


القاهرة:استلهم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي صورة الرئيس الأسبق تشارل ديغول، بعدما كشف في مقابلة صحافية عن أنه قد يُجبَر على العودة إلى السياسة من أجل إنقاذ فرنسا من الدمار على يد الحكومة الاشتراكية التي أزاحته من منصبه.

وأفصح الرئيس السابق، الذي يبلغ من العمر 58 عاماً، عن أنه لا يرغب في العودة إلى السياسة، لكنه قد يُجبَر على العودة بسبب إخفاقات الحكومة الاشتراكية الحالية.
وقال ساركوزي، البعيد عن السلطة منذ أيار/ مايو الماضي، في مقابلة مع المجلة الاقتصادية اليمينية فالور اكتويل :quot; قد تأتي اللحظة لسوء الحظ التي لا يكون فيها السؤال quot; هل تشعر بهذا الأمر ؟ quot; وإنما quot; هل لديك اختيار ؟quot;. وفي تلك الحالة لن يكون بوسعي أن أخبر نفسي ( أنا سعيد وأصطحب ابنتي للمدرسة وأشارك بمؤتمرات حول العالم ). وسأُجبَر في تلك الحالة بالتأكيد على العودة. ليس لأني أشعر بها. وإنما بسبب الواجب. ويمكنني أن أقوم بذلك فقط لأني سأتعب من أجل فرنساquot;.
وسبق لساركوزي، وهو محافظ ينتمي لليمين، أن حاول في كثير من الأحيان استحضار روح الجنرال ديغول، الزعيم الأسطوري إبان الحرب العالمية الثانية الذي مضي في قيادة فرنسا حتى أواخر ستينات القرن الماضي، والذي كان معروف أنه يقوم بواجباته تجاه بلاده، وأنه كان يضحي دوماً بطموحاته الشخصية من أجل الصالح العام.
واللافت أن ساركوزي لا يواجه فحسب عدداً من الاستفسارات المتعلقة بوقائع فساد قد تقوده في الأخير للحبس، بل إنه لا يحظي كذلك بشعبية بين قطاعات كبيرة من المجتمع الفرنسي.
هذا ويعيش في الوقت الحالي ساركوزي وزوجته الثالثة، العارضة الشهيرة السابقة كارلا بروني، في وسط باريس رفقة ابنتهما جوليا التي تبلغ من العمر سبعة عشر شهراً. وسبق أن تمت مداهمة منزله من جانب شرطة مكافحة الفساد العام الماضي بخصوص الاشتباه في تورطه بتلك القضية التي تعرف إعلامياً بقضية بيتنكور.
ورغم إنكار ساركوزي ما تردد عن تورطه بأي أفعال خاطئة، إلا أنه قد تم التعامل معه باعتباره quot;شاهد ماديquot; في ذلك التحقيق الجنائي الذي تم فتحه بخصوص تلك الفضيحة.
ومن بين الاتهامات الأخرى التي يواجهها ساركوزي هي تلك التي تتحدث عن أنه حصل على ملايين الجنيهات الإسترلينية بشكل غير شرعي من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقد فقد ساركوزي حصانته الرئاسية بعد خسارته الانتخابات الأخيرة أمام فرانسوا أولاند في أيار/ مايو الماضي، وهو إذ يفتقد الآن للشعبية، ويتم تحميله مسؤولية الركود الاقتصادي الذي أضر تماماً بالبلاد خلال الفترة الأخيرة.