يبدو الرئيس الفرنسي السابق غير آبه باتهامات الفساد المالي التي ظلت تحيط به منذ خسارته الإليزيه ونوع العسر المعيشي الذي يعانيه مواطنوه. فأوردت الأنباء أنه صرف 1100 دولار في نيويورك على laquo;طلبية بيتزاraquo; له وزوجته أخذاها الى طائرة خاصة عادت بهما الى أوروبا.


لندن: بينما تخوض فرنسا في وحل الجمود الاقتصادي وعسر المعيشة لعشرات ملايين مواطنيها، يبدو أن شد الحزام على البطن هو آخر ما يخطر على بال رئيسها السابق نيكولا ساركوزي.
ومصداقاً لهذا أوردت laquo;نيويورك بوستraquo; أن ساركوزي كان قد لبى دعوة (بأجر متفق عليه) لمخاطبة ثلة من كبار المصرفيين في بنك laquo;بي تي جي باكتوالraquo; البرازيلي في مانهاتن، نيويورك، امسية الأحد. ثم غشي، مع زوجته كارلا بروني وسبعة من أصدقائهما، مطعم laquo;أمارانثraquo; الإيطالي في أبار ايست سايد في المدينة.

وهنا استضاف الرئيس السابق هذا الجمع على وجبة عشاء فاخرة laquo;مرصّعةraquo; بأغلى أنواع النبيذ الفرنسي والإيطالي. وفي ختام هذه الوليمة أمر بأكلات سريعة مغلّفة على سبيل laquo;الزوادةraquo; لتناولها داخل طائرة خاصة عادت به مع زوجته الى أوروبا. ووفقًا للصحيفة فقد دفع ساركوزي 1100 دولار ثمنًا لهذه الأكلات المؤلفة من أربعة أصناف من البيتزا جُهّزت تبعًا لمواصفات بروني الدقيقة.

وقالت الصحيفة إن مالكة laquo;أمارانثraquo; وجدت أن بعض المكونات التي طلبتها سيدة فرنسا الأولى السابقة - مثل نوع معيّن من الجبن الناعم - لم تكن متوفرة لديها في ذلك الوقت. فقررت أن تعد الطلبيات في فرع آخر لمطعمها ثم استقلت بنفسها دراجتها الهوائية الى ذلك المطعم لتعود بها الى الزوار المهمين.

يذكر أن خسارة ساركوزي الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام مرشح الاشتراكيين، فرانسوا هولاند، أجبرته على العيش على حواف التقاعد السياسي. لكن تلبيته الدعوة لمخاطبة مؤتمر البنك البرازيلي أججت تكهنات تفيد أنه ينوي السير على خطى الرئيس الأميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اللذين جمعا مبالغ طائلة من إلقائهما الخطابات في مناسبات مماثلة.

وفوق هذا فإن ساركوزي يبدو غير آبه حالياً على الأقل بطائفة من الاتهامات بالفساد التي قد تضعه خلف القضبان لفترة ليست قصيرة. وحدت هذه الاتهامات بالشرطة للإغارة على داره الباريسية التي يخصصها لنفسه وزوجته وطفلتهما في وقت سابق من العام الحالي. وأبرز هذه يتعلق بليليان بيتانكور، وريثة امبراطورة laquo;لوريالraquo; لإكسسوارات التجميل، التي قيل إنها قدمت لساركوزي شخصيًا وبشكل غير قانوني مبلغ 800 ألف يورو على دفعتين لدعم حملته الانتخابية الناجحة في 2007.

وقبل أسبوعين تفجرت في وجهه فضيحة أخرى عندما أوردت تقارير صحافية أنه وعد مرشحة اليمين المسيحي القصي، كريستين بوتان، بمبلغ 800 ألف يورو في حال سحبت اسمها من قائمة منافسيه على الرئاسة. وقالت هذه التقارير إن بوتان نفسها رفعت النقاب عن هذا الأمر بقولها إن هذا الوعد هو الذي أقنعها بتغيير موقفها السياسي 180 درجة، من الهجوم الضاري على ساركوزي وسياساته الى تأييده والوقوف من خلفه بين عشية وضحاها.

وخرج هذا الأمر الى العلن عندما شكت بوتان (68 عامًا)، وهي مؤسسة laquo;الحزب الديمقراطي المسيحيraquo; من أنها تلقت 660 ألف يورو فقط من حزب laquo;الاتحاد من أجل حركة شعبيةraquo; الذي يتزعمه ساركوزي. وقالت إن هذا المبلغ يقل بـ140 ألف يورو عن ذلك الذي وعدها به الأخير في حال امتنعت عن منافسته.
وقال دومينيك دور، أمين خزانة laquo;الاتحاد من أجل حركة شعبيةraquo;، أولا إنه لا يحيط علمًا بهذا الترتيب. لكنه عاد وأقر - بعد مراجعة حسابات الحزب كما قال - بأن اتفاقًا كهذا حدث فعلاً بين ساركوزي وبوتان.