طالبت أحزاب إسلامية جزائرية رئيس البرلمان بالاعتذار للفظه عبارة دولة إسرائيل في خطاب له، إذ رأوا في ذلك محاولة لتطبيع العلاقات الجزائرية الاسرائيلية بالتقسيط، لكنّ قياديًا في حزب جبهة التحرير الوطني نفى حصول ذلك نفيًا قاطعًا.


الجزائر: توالت ردود فعل أحزاب وتيارات سياسية اسلامية في الجزائر على كلام منسوب لرئيس البرلمان الجزائري العربي ولد خليفة، ذكر فيه دولة اسرائيل بالخير، خلال كلمة القاها في يوم برلماني خصص للحديث عن نسب تمثيل المرأة في برلمانات بلدان البحر الأبيض المتوسط. فقد أثارت كلمته جدلًا واسعًا، واعتبرتها احزاب اسلامية أنها تأتي في اطار محاولة تطبيع العلاقات مع إسرائيل. لكنّ قياديًا في حزب جبهة التحرير الوطني قال لـ quot;ايلاف quot; إن رئيس المجلس لم يذكر كلمة اسرائيل، لا بالتلميح ولا بالتصريح، واتهامه حرام.
مع فلسطين
عبّرت حركة مجتمع السلم في بيان لها، تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه، عن صدمتها من حديث ولد خليفة، وقالت: quot;في اليوم البرلماني المخصص للحديث عن مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة، والمنظم من طرف المجلس الشعبي الوطني، ورد على لسان رئيس هذه المؤسسة الدستورية ما صدم مشاعرنا، عندما تحدث عن الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، واصفا إياه بأنه دولةquot;.
ويضيف بيان الحركة، المحسوبة على الاخوان المسلمين: quot;ما زاد الطين بلة ما جاء في الوثيقة التي تم توزيعها على وسائل الإعلام، والتي حملت إشارة واضحة لتمجيد سياسة الكيان الصهيوني الذي نعته بالديمقراطية تجاه المرأة، ووضعه في ترتيب متقدم مقارنة بدول كثيرةquot;.
ونددت الحركة في بيانها ما أسمته بالتصرف الغريب المخالف للتقاليد الرسمية للدولة الجزائرية، منذ أن رفعت شعار نحن quot;مع فلسطين ظالمة أو مظلومةquot;.
تطبيع بالتقسيط
طالب بيان حركة مجتمع السلم رئيس المجلس الشعبي الوطني بتقديم اعتذار مكتوب ينشر على صفحات الجرائد الوطنية، وبسحب الكلمة من كل تداول، مكتوب أو مسموع أو مقروء، ومن أرشيف البرلمان الجزائري، محملة ولد خليفة مسؤولية تاريخية عن هذا الأمر، من خلال تمرير مثل هذه المصطلحات والإحصائيات.
وترى الحركة أن هذا الأمر يهدف إلى جس نبض الرأي العام حول إمكانية التطبيع بالتقسيط، بعد أن استحال فعل ذلك بالجملة.
كما دعت الشعب الجزائري إلى quot;رفض هذه الممارسات والتصدي لكل محاولات الإساءة إلى كرامة شعب يعرف جيدًا معاني الاستعمار، ويقدر خطورة التصريحات الصادرة عمن يفترض فيهم الحرص الشديد على مراعاة مشاعر الشعب الفلسطيني، الذي ما زال يعاني من ويلات الاحتلالquot;.
في غفلة من أمره؟
من جانبه، قال عبد الله جاب الله، زعيم حركة العدالة والتنمية، لـquot;ايلافquot; إن حديث رئيس البرلمان يأتي في اطار التمهيد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، quot;فهم يمهدون لشيء ما لا سمح الله، نحن نرفضه بشكل قاطع ونندد به، ألا وهو تطبيع العلاقات مع هذا الكيانquot;.
وطالب جاب الله رئيس البرلمان بضرورة تقديم الاعتذار للشعب الجزائري ومعاقبة من قام بإضافة كلمة إسرائيل في الجدول المرفق مع كلمته، قائلًا: quot;نأمل أن يكون ما قاله إنه على غفلة من أمره، وإذا كان ذكر اسرائيل جاء بعدما أضافها مستشاروه إلى نص الكلمة التي تلاها على الحضور من دون علمه، فعليه أن يعتذر وأن يعاقب الجهة التي كتبت الكلمةquot;.
حرام بحق الرجل
نفى النائب عبد الحميد سي عفيف، القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، لـquot;ايلافquot; بشكل قاطع حديث رئيس البرلمان الجزائري عن اسرائيل، مؤكدًا أن رئيس الجلسة لم يتطرق بتاتًا في كلامه لهذه الدولة.
ويوضح سي عفيف: quot;كانت كلمة اسرائيل موجودة في جدول مقارنة ملحق بكلمة ولد خليفة، لكن هذا الأخير الذي لم يتفوّه بها مطلقًا، ولم يشر اليها لا تلميحًا ولا تصريحًا، أو خلال عرضه الإحصائيات الواردة في الجدول، فأنا كنت حاضرًا في الصف الأول، وكنت استمع لحديثه، ولم اسمعه يلفظ كلمة اسرائيل أبدًاquot;.
أضاف: quot;حديث بعض الاحزاب الاسلامية عن هذا الأمر حرام، ولا يجوز في حق الرجل، وهذه الأحزاب تفتقد لقوة الاقناع وتقديم الحجة، لأنها ترى في حديث حزب جبهة التحرير الوطني عن الأممية الاشتراكية نوعًا من أنواع التطبيع، وهذا خطأ كبير ومغالطة يوقعون فيها الرأي العام الجزائريquot;.
وختم قائلًا: quot;إذا كانوا غيارى على فلسطين، عليهم مقاطعة الدول التي تقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل، لكنهم لا يفعلون لأن مصالحهم تمنعهم من ذلكquot;.