قارن ديفيد كاميرون امتناع الاتحاد الأوروبي عن تسليح المعارضة السورية بفشل المجتمع الدولي في منع المجازر التي ارتُكبت ضد مسلمي البوسنة.


اغتنم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مناسبة اجتماع المجلس الأوروبي الأخير لإطلاق مبادرة مشتركة مع فرنسا من أجل تسليح المعارضة السورية التي تقاتل ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وقال كاميرون في مجلس العموم يوم الأربعاء إنه أعرب عن شعوره بالإحباط إزاء اعتراض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وفي مقدمها ألمانيا على المبادرة البريطانية ـ الفرنسية المشتركة.
وأوضح كاميرون أنه شعر وهو جالس في قاعة المجلس الأوروبي quot;ان هناك قدرا من الشبه بين بعض الحجج التي تُساق ضد تسليح المعارضة السورية والنقاشات التي جرت حول البوسنة وما تلاها من أحداث مريعةquot;.
وكان آلاف الرجال والصبيان من مسلمي البوسنة قُتلوا في مدينة سربرنيتسة عام 1995 بعد ثلاثة أعوام على اندلاع النزاع في البلقان. وألقى كثيرون مسؤولية مقتلهم على عجز المجتمع الدولي الذي تدخل متأخرا في الحرب بين الصرب والمسلمين والكروات.
وأبدى كاميرون ووزير خارجيته وليام هيغ قلقا متزايدا بشأن تزايد أعداد ضحايا النزاع السوري حيث تقول الأمم المتحدة إن 70 ألف شخص قُتلوا منذ اندلاع الانتفاضة قبل عامين فضلا عن القلق إزاء وجود جماعات إسلامية متطرفة في صفوف المعارضة.
وكانت بريطانيا أرسلت معدات عسكرية غير فتاكة بينها عربات ودروع جسدية إلى مقاتلي المعارضة. وفي محاولة لدعم العناصر المعتدلة من فصائل المعارضة السورية يسعى كاميرون ومعه الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند إلى تعديل الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على إرسال السلاح إلى سوريا لتمكينهما من تسليح فصائل معينة ، كما أفادت صحيفة التايمز.
وقال كاميرون إن التقارير quot;المقلقةquot; عن وقوع هجوم استُخدمت فيه أسلحة كيميائية شمالي سوريا تسند وجهة النظر الداعية إلى تخفيف الحظر.
وأشار مقر رئيس الوزراء في 10 داوننغ ستريت إلى أن بريطانيا ستتحرك بالتنسيق مع فرنسا إذا فشلت في نيل موافقة جميع الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على رفع الحظر، كما هو مرجح، حين يُراجع الحظر مجددا في أيار/مايو المقبل.
ولكن زعيم حزب العمال المعارض ايد ميليباند أثار شكوكا في توجه كاميرون إلى تسليح المعارضة السورية محذرا من أن ذلك يمكن أن يزيد الطين بلة. وقال ميليباند في مجلس العموم quot;إن الجميع ساخطون بطبيعة الحال على ارتكابات نظام الأسد، ولكنكم تعلمون أن قوى المعارضة ليست منقسمة فحسب، بل هناك أيضا وجود معروف لجبهة النصرة المدعومة من تنظيم القاعدة الإرهابي على الأرضquot;.
وأعرب ميليباند عن خشيته من أن إرسال مزيد من السلاح إلى سوريا المغرقة أصلا بالسلاح الآتي من إيران وروسيا فضلا عن دول خليجية أخرى سينال من فرص التوصل إلى سلام عن طريق المفاوضات.
وقال كاميرون إن بريطانيا ما زالت تعمل على إيجاد حل دبلوماسي، ولكنه يشعر أن من المهم أيضا السعي إلى إنهاء النزاع بطرق أخرى. وقال quot;من الجدير بالذكر حقيقة أن السياسات الحالية لا تجدي نفعا للشعب السوريquot; مشيرا إلى quot;أن 70 ألف شخص قُتلوا وهذا النظام المقيت ما زال قائماquot;.