على مدار الأسابيع القليلة الماضية كانت الدوحة حاضرة في صدارة العناوين العالمية بمجموعة من الأخبار المهمة، بل المزلزلة سواء اقتصادياً أو رياضياً، ومن ثم سياسياً، ولكن الخيط الرفيع الذي ربط بين 7 أخبار غالبيتها يتأرجح بين بحيرات الخبر، وبحار الشائعات التي يتم نفيها في وقت لاحق، هو التساؤلات المطروحة حالياً.


سالم شرقي من دبي: من يقف وراء هذه الأخبار؟ هل هي الدوحة؟ أم المنافسون؟ أم انها الكيانات الاقتصادية التي تحدثت الأخبار عن إمكانية بيعها للدوحة، مثل مارك آند سبنسر مثلا؟ والأهم هل تقوم قطر بدور البطولة أم الضحية في طوفان الأخبار التي تلاحقها؟

صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية وعبر مقال لسيمون غودلي تحاول رصد ظاهرة ارتباط الدوحة بالأخبار الهامة، أو ارتباط quot;الشائعاتquot; بالدوحة، فقالت إن شهرة قطر عالمياً في الوقت الراهن تحققت بفضل عدة عوامل، أهمها طموحاتها الاستثمارية الكبيرة في كثير من مناطق العالم، ونجاحها في الحصول على تنظيم كأس العالم 2022، والثراء اللافت بفضل احتياطيات الغاز والنفط، كما يمكن القول إن قناة الجزيرة كان لها دور في التواجد القطري على الساحة العالمية.

مليارات في بريطانيا

7 شائعات وأخبار انتشرت عالمياً خلال الأسابيع الماضية عن قطر، أهمها على الصعيد الاقتصادي ما كشفت عنه الفايننشال تايمز من أن قطر ترغب في استثمار 10 مليارات جنيه استرليني في بريطانيا، في مشاريع ترتبط بالبنية التحتية.

مارك آند سبنسر

وقبل اسبوع ارتفعت أسهم ماركس آند سبنسر بعد تقارير عن عزم قطر الاستحواذ عليها، وعلى الرغم من النفي القطري، إلا أنه لم يتم التوصل إلى مصدر الشائعة، وما إذا كانت قطرية أم من المجموعة البريطانية .

دوري الأحلام

ثالث الأخبار المدوية عن قطر والذي تم نفيه في وقت لاحق أيضاً، عن التفكير جدياً في تنظيم quot;دوري أحلام قطرquot; والذي ينافس دوري أبطال أوروبا، عن طريق إغراء كبار القارة العجوز مثل الريال والبارسا واليوفي واليونايتد وغيرهم بخوض البطولة الكروية التي تنظمها قطر مقابل مبالغ مالية كبيرة، لن تقل في بعض التقديرات عن 170 مليون استرليني في الموسم للأندية الكبيرة، وأصرت صحيفة quot;التايمزquot; على صحة هذا الخبر، ثم قامت بنفيه فيما بعد والاعتذار عنه معترفة بأنها تعرضت لخدعة صحافية، أقرب ما تكون إلى الكابوس.

شراء أرسنال

يبدو أن شهر مارس الجاري أصبح بطلاً للأكاذيب بدلاً من أبريل الذي يشتهر بكذبته الكبيرة، فقد شهد مارس خروج جميع الأخبار والشائعات المشار إليها سابقاً، والتي سوف يشار إليها لاحقاً عن قطر، ففي بداية الشهر قالت صحيفة quot;دايلي تلغرافquot; البريطانية إن مجموعة قطرية إماراتية تعتزم التقدم بعرض تبلغ قيمته 1.5 مليار جنيه استرليني لشراء أرسنال، وهي الأنباء التي اشارت تقارير لاحقة إلى عدم دقتها، إلا أن الشهرة التي يتمتع بها الفريق اللندني، جعلت الخبر مدوياً ويحظى بانتشار عالمي لافت.

البارسا والـ quot;بي اس جيquot;

لم يكن كافياً لقطر أن تكون حاضرة في ربع نهائي دوري الأبطال الأوروبيquot;البطولة الأهمquot; بـ3 أندية، وهي باريس سان جيرمان الفرنسي، وملقة الاسباني وتعود ملكيتهما لقطر، وبرشلونة الذي يحظى برعاية قطرية، بل تواصلت الاستفادة الاعلامية القطرية من هذه الأندية بعد أن انتشرت شائعات عن تفكير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بجدية في إلغاء القرعة، بسبب ما يسمى قانوناً تعارض المصالح، في ظل ملكية quot;بي اس جيquot; ورعاية البارسا من جهة واحدة وهي قطر، واتضح فيما بعد أن الشائعات لا أساس لها، ولكنها كانت رائجة بقوة على الساحة العربية أكثر من غيرها.

شتاء بلاتيني

جدد ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم دعوته لضرورة إقامة مونديال 2022 في قطر في الشتاء، لاستحالة إقامة البطولة صيفاً، حيث تبلغ درجات الحرارة 50 درجة مئوية، ولدى سؤاله عن سر تصويته لقطر على الرغم من علمه بالظروف الجوية، قال بلاتيني إنه فقط كان يرغب في منح حق التنظيم لمنطقة جديدة من العالم لم يسبق لها الحصول على هذا الحق .

صيف بلاتر

خرج جوزيف بلاتر قبل 3 أيام بتصريح مثير، حينما قالإن تغيير موعد المونديال القطري من الصيف إلى الشتاء، قد يفتح الأبواب أمام دول العالم للاعتراض قانوناً على أحقية قطر باستضافة البطولة، لأن تغيراً جوهرياً حدث بها، ويبدو أن الخلافات الأخيرة بين بلاتيني وبلاتر انتقلت من تكنولوجيا خط المرمى التي يعارضها الفرنسي ويدعهما السويسري، انتقل إلى الساحة القطرية بقوة، الأمر الذي دفع اللجنة المنظمة لمونديال 2022، إلى إصدار بيان يحمل للمرة الأولى تعهدات قطرية بتنظيم المونديال في أي وقت صيفاً أو شتاءً.

وطرحت صحيفة quot;الغارديانquot; سؤالاً بدا منطقياً حينما قالت :quot;هذا الكم الهائل من الأخبار والشائعات المهمة عن قطر، هل هو صنيعة الناصحين أم المنافسين؟quot; مؤكدة أن كليهما يحصلان على المزيد من النقاط كلما كثرت الشائعات.