واشنطن: امتنعت الولايات المتحدة الخميس عن اتهام اي جهة بالقصف الذي استهدف كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق واسفر عن مقتل 15 طالبا على الاقل، ودعت اطراف النزاع في سوريا الى تجنب استهداف المدنيين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية السورية فيكتوريا نولاند للصحافيين quot;ليست لدينا اي معلومات تتيح لنا التأكد من هوية الجهة المسؤولةquot; عن قصف الكلية.
ودعت نولاند القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة المسلحة الى quot;توخي اقصى درجات الحذر من اجل تجنب شن هجمات على المدنيين والتأكد من ان اعمالهما تتفق والقانون الدوليquot;.
واعلنت دمشق ان القتلى quot;سقطوا بقذيفة هاون اطلقها ارهابيون على مقصف كلية الهندسة المعماريةquot;. وتستخدم السلطات السورية كلمة quot;ارهابيينquot; للاشارة الى مقاتلي المعارضة.
وحذرت نولاند من جهة اخرى الجيش السوري الحر من الارتباط باي تنظيمات متشددة. وقالت ان هذا التنظيم المسلح الذي اسسه ضباط وعسكريون انشقوا عن الجيش النظامي يتعين عليه ان يكون quot;قلقا للغايةquot; من اي دعم قد يحصل عليه من جهات quot;ليست مصلحة الشعب السوري في صلب اهتماماتهاquot;.
وفي هذا السياق، اعلنت وزارة العدل الاميركية الخميس ان جنديا سابقا في الجيش الاميركي اعتقل بتهمة التآمر بعدما قاتل في صفوف جبهة النصرة، التنظيم الاسلامي المتشدد المعادي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد والذي تعتبره واشنطن منظمة ارهابية.
وقالت الوزارة في بيان اوردت فيه مقتطفات من القرار الاتهامي لمكتب التحقيقات الفدرالية ان المواطن الاميركي اريك هارون (30 عاما) الذي خدم في صفوف الجيش الاميركي لمدة ثلاث سنوات قبل ان يصاب بجروح في 2003، اعتقل الاربعاء في مطار واشنطن-دالس لدى عودته من سوريا.
واضاف البيان انه اثر التحقيق معه اعترف الجندي السابق بارتباطه بمقاتلي جبهة النصرة التي تؤكد الولايات المتحدة انها مرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق، وبانه شارك معهم في تدريبات عسكرية.
كما اقر بانه نقل بندقية كلاشنيكوف بقصد استخدامها في قتال القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد، واقر ايضا بانه اطلق النار مرة واحدة على الاقل من قاذفة صواريخ مضادة للدروع، كما جاء في الوثيقة نفسها.
وخلال وجوده في سوريا ادلى المتهم بتعليقات معادية للصهيونية وظهر على ما يبدو في اشرطة فيديو قال فيها انه يشارك في العمل المسلح الى جانب مقاتلي المعارضة ضد النظام السوري، بحسب ما نقل عنه البيان.
واوضح المدعي العام في الكسندريا (فيرجينيا، شرق) نيل ماكبرايد ان هارون يواجه عقوبة السجن المؤبد اذا ما دين بالتآمر لاستخدام سلاح دمار شامل بالاشتراك مع منظمة ارهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة.
من جهة اخرى، اكدت نولاند ان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الذي قدم استقالته فجأة، سيواصل ولايته المحددة بستة اشهر على رأس الائتلاف.
والامام السابق انتخب على رأس الائتلاف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد ضغوط كبيرة من واشنطن لتوحيد المعارضة السورية. وقد اعلن استقالته الاحد بعد خمسة ايام على انتخاب غسان هيتو رئيسا لحكومة موقتة في خطوة اعتبرها بعض قادة المعارضة فرضا عليهم من قبل دول اخرى.
الا ان الخطيب ترأس وفد المعارضة السورية التي منحت مقعد سوريا في الجامعة العربية خلال قمة في الدوحة هذا الاسبوع ما اثار شكوكا في قراره الاستقالة.
وقالت نولاند لصحافيين quot;نفهم انه يقول الآن انه سيتحمل مسؤولياته. لقد عين رئيسا لستة اشهرquot;.
واضافت ان الخطيب يجري الآن محادثات مع quot;هيتو ويواصل عدد من اعضاء المعارضة الحوار مع بعضهم البعض حول الطريقة المثلى للتقدمquot;.
ويفترض ان تنتهي ولاية الخطيب حوالى ايار/مايو.
وقالت نولاند quot;نؤكد لهم جميعا ضرورة ان يبقوا موحدين وفاعلين ومركزين على الهدف وهو مساعدة الشعب السوري (...) على تحقيق تطلعاته في المستقبلquot;. وتابعت ان quot;المهم لنا هو مواصلة العمل معا من اجل مستقبل افضل لسورياquot;.