في تأكيد يستهدف طمأنة الولايات المتحدة، قال رئيس الوزراء العراقي إن بلاده ستواصل تفتيش الطائرات والشاحنات المتوجهة إلى سوريا لضمان عدم نقل الأسلحة لطرفي النزاع هناك. يأتي ذلك فيما ضربت 5 مفخخات مساجد شيعية في مدينتي بغداد وكركوك مسببة سقوط عشرات القتلى والجرحى.


أسامة مهدي من لندن: قال مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي إن العراق سيواصل تفتيش الطائرات والشاحنات المتوجهة إلى سوريا لضمان عدم نقل الأسلحة لطرفي النزاع هناك.

واضاف في بيان مقتضب الجمعة ان العراق سيواصل عمليات تفتيش الطائرات والشاحنات التي تعبر الأجواء والأراضي العراقية.

واشار الى أن هذا الاجراء يأتي لمنع تدفق الاسلحة عبر الأجواء والاراضي العراقية الى سوريا سواء للنظام السوري او لمعارضيه.

وجاء هذا الاعلان بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية الاميركي جون كيري استياء بلاده من عبور اسلحة ايرانية الى سوريا عبر العراق بالشكل الذي يبقي الاسد في الحكم، داعيا بغداد الى المساعدة على تنحيه وذلك خلال مباحثات أجراها في بغداد الاحد الماضي مع رئيسي الحكومة نوري المالكي والبرلمان اسامة النجيفي.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع انه ابلغ المالكي بأن الرحلات الجوية من ايران الى سوريا عبر العراق والتي تحمل على ما يبدو معدات عسكرية تساعد نظام الرئيس السوري بشار الاسد quot;على الصمودquot;.

أضاف: quot;لقد اوضحت بصورة جيدة لرئيس الوزراء بان الرحلات التي تمر عبر العراق من ايران، هي في الحقيقة تساعد الرئيس بشار ونظامه على الصمودquot; مشددا على انه ابلغ المالكي quot;بان اي شيء يدعم الرئيس الاسد، يطرح مشاكلquot;.

واشار كيري الى أن quot;المسؤولين في الحكومة الاميركية والكونغرس يتابعون عن كثب ما يفعله العراق في هذا المجالquot;.

وقال quot;لقد اوضحت للمالكي أن هولاء المسؤولين يتساءلون كيف يكون لنا شريك في الديمقراطية يحاول مساعدة نظام الاسد وكيف يفعل هذا البلد شيئا يجعل من الصعب تحقيق الاهداف المشتركة، في ما يتعلق بسورياquot;. واعرب عن امله في أن يتمكن الجانبان العراقي والأميركي من quot;تحقيق تقدم في هذا الموضوعquot;.

وأشار الى انه دعا المالكي الى المساعدة في عملية تنحي الرئيس السوري بشار الاسد من منصبه.

وتتهم واشنطن بغداد على وجه الخصوص بغض الطرف عن ايران التي تقوم بارسال معدات عسكرية الى سوريا لدعم نظامها عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية.

كما مارست الولايات المتحدة ضغطا على بغداد للوفاء بتعهداتها في منع رحلات طائرات ايرانية فوق اراضيها خشية ان تكون محملة بالاسلحة للنظام في سوريا.

لكن المالكي اكد في وقت سابق أن quot;لا اسلحة يتم تهريبها الى سوريا عبر العراقquot; البالغ طولها 600 كلم مع جارته التي تشهد نزاعا مسلحا.

واضاف quot;وضعنا الجيش على الحدود لمنع ايصال اسلحة الى سورياquot; داعيا الدول التي تقوم بتزويد الاسلحة الى سوريا quot;إلى البحث عن حلول ايجابيةquot; عوضا من ذلك.

وشدد على أن العراق يرفض أن يكون ممراً للسلاح في أي اتجاه ومن أي مصدر كان مبيناً انه تم وضع آلية للتفتيش والتحقق من أن الشحنات المارة في أرض العراق وسمائه تحمل بضائع وسلعاً إنسانية وليس سلاحاً، كما أعلنت الحكومة أنها أبلغت إيران رفضها السماح لها باستخدام أراضي العراق وأجوائه لنقل أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا.

وكانت بغداد أمرت في 28 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي للمرة الثانية في غضون شهر طائرة شحن إيرانية متوجهة الى سوريا بالهبوط وفتشتها للتأكد من أنها لا تنقل أسلحة قبل السماح لها بمواصلة طريقها. وسبق هذا الإجراء عملية مشابهة تمت في الثاني من الشهر نفسه تبين للسلطات العراقية بعد تفتيش الطائرة انها لم تكن تنقل أسلحة على حد قول السلطات العراقية.

وكان السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر أعلن في الثامن من تشرين الأول الماضي أن بلاده احتجت لدى وزارة الخارجية العراقية على تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا معتبرا هذا الإجراء quot;مخالفاquot; للاتفاقيات بين البلدين.

وكانت الولايات المتحدة، أعربت، في 16 شباط (فبراير) الماضي عن قلقها بشأن رحلات الشحن الجوي الإيرانية التي تمر عبر العراق إلى سوريا، لافتة إلى أنها حذرت العراق من أن تلك الشحنات قد تحتوي على أسلحة ربما تستخدمها دمشق لقمع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام.

5 مفخخات تضرب مساجد شيعية في بغداد وكركوك

ضربت 5 مفخخات مساجد شيعية في مدينتي بغداد وكركوك اليوم مسببة سقوط عشرات القتلى والجرحى حيث اصيب معتمد للمرجع الشيعي الاعلى السيستاني في كركوك بجروح.

وقالت مصادر امنية عراقية ان المفخخات استهدفت المصلين في حسينية الامام الاعظم في كركوك وحسينيات اخرى في مناطق القاهرة والجهاد والبنوك والزعفرانية ما تسبب بمصرع واصابة العشرات بينهم محسن البطاط معتمد اية الله السيد علي السيستاني في محافظة كركوك. واشارت الى مقتل حوالى 30 مواطنا واصابة اكثر من مائة اخرين بجروح.

جاءت هذه التفجيرات بعد ثلاثة ايام من قرار للبرلمان العراقي لاستجواب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وقادته الأمنيين الاثنين المقبل حول الانهيارات الأمنية في البلاد.

وكان المالكي حمل الاسبوع الماضي لدى تعرض بغداد لحوالى 20 تفجيرا ادت إلى مقتل واصابة حوالى 300 عراقي الخطابات التي يطلقها قادة الاحتجاجات في ساحات الاعتصام في محافظات غربية وشمالية مسؤولية التفجيرات التي تشهدها البلاد محملا اجهزة مخابرات دول اقليمية السؤولية بتنفيذ مشروع تدميري يهدف إلى جر العراق لصراع طائفي والعودة إلى الحرب الأهلية.

وقد تبنى تنظيم دولة العراق الإسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، تلك التفجيرات الدامية التي rlm;استهدف معظمها مناطق شيعية في بغداد. وجاء في بيان حمل عنوان quot;غضبة الموحدين ردا على اعدام معتقلي اهل السنةquot; ان quot;ما وصلكم هو اول الغيث ومرحلة rlm;اولى لها ثأرا لمن اعدمتموهمquot;. rlm;

وأضاف ان هذه التفجيرات جاءت ردا على تصريحات وزير العدل حسن الشمري rlm;والتي أكد فيها ان العراق ماض في تنفيذ احكام الاعدام، بعد ايام من هجوم دام على وزارته قتل فيه rlm;rlm;30 شخصا وتبناه تنظيم القاعدة ايضا.

وأوضح البيان quot;ها هي الجرعة الاولى من الرد تصلكم ليعلم rlm;اتباعكم الرافضة انهم سيدفعون ثمن افعالكم وتصريحاتكم بحورا من دمائهمquot;على حد تخرصات rlm;التنظيم.

ومن جهتها دعت مرجعية السيستاني قادة العراق الى مراجعة انفسهم بعد مضي عشر سنوات على التغيير وعبر ممثل المرجعية السيد احمد الصافي في خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) عن الاسف لان خلافات السياسيين قد نزلت الى الشارع وأصابت المواطنين بالقلق.

وشدد على ضرورة ترميم الاوضاع الداخلية وقال quot;بعد عشر سنوات من التغيير لا بد للجميع ان يتعايشوا ويصاحب بعضهم البعض الى النهايةquot;.

وهاجم عمليات الفساد التي تشهدها البلاد وقال ان كل من تمتد يده من السياسيين او التجار الى اموال الشعب فانه يضع نفسه امام المال الحرام ويكون ذيلا لمن يستغله.