أعلنت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اليوم أن عدم تكرار الهجوم على مخيم الحرية ليبرتي التابع لأعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بالقرب من مطار بغداد الدولي يتطلب الضغط على الحكومة العراقية لنقلهم سريعًا إلى مخيم أشرف في شمال العاصمة، فيما اتهمت شخصيات أميركية حكومة المالكي بتسهيل هجوم السبت الذي أوقع 6 قتلى وحوالى 100 مصاب.


أسامة مهدي: أكدت رجوي quot;أن مذبحة السبت الماضي حين تعرّض مخيم الحرية ليبرتي لحوالى 40 صاروخًا، ما أدى إلى مصرع ستة أشخاص وإصابة 100 آخرين، أثبتت أن مشروع نقل أعضاء المقاومة الإيرانية من أشرف إلى معسكر الحرية ليبرتي في أواخر العام الماضي، والذي تابعته الأمم المتحدة بناء على طلب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، هو مشروع فاشل تمامًا وفكرة الضمانات بسلامة وأمن السكان في ليبرتي ليست سوى أوهام وسرابquot;.

ورأت أنه لا توجد أية ضمانات لحماية وسلامة السكان في مخيم الحرية ليبرتي، وأن الطريق الوحيد لمنع مذابح مقبلة هو إجبار الحكومة العراقية على إعادة 3100 من السكان العزل من الحرية إلى مخيم أشرف بيتهم، الذي عاشوا فيه 26 عامًا.

لفتح ليبرتي بقرار دولي

وكانت رجوي تتحدث اليوم الاثنين في باريس في مراسم إحياء ذكرى ضحايا الهجوم على مخيم الحرية السبت الماضي، والذي أسفر عن مصرع ستة من عناصر مجاهدي خلق، وجرح 100 آخرين. وقالت إن على مجلس الأمن الدولي وغيره من الهيئات الدولية أن يلزم الحكومة العراقية على فتح أبواب ليبرتي أمام المحامين والصحافيين والوفود البرلمانية والشخصيات السياسية الأميركية والأوروبية والعربية حتى يتمكنوا من الإطلاع بأعينهم على أوضاعه غير المقبولة والأخطار التي تتهدد السكان.

وأوضحت رجوي في كلمتها أن المعلومات الموثوقة من داخل النظام الأيراني تشير إلى أن هجوم السبت الماضي بحوالى 40 صاورخًا ضد مخيم الحرية ليبرتي قد تم من قبل تشكيلات فيلق القدس الإرهابي في العراق، وبتعاون محدد من داخل الحكومة العراقية.

وشددت على أن مخيم الحرية يقع في منطقة عسكرية مغلقه بالكامل بالقرب من مطار بغداد الدولي، وأن الوصول إلى تلك المنطقة من دون تعاون محدد من داخل الحكومة العراقية أمر غير عملي.

تزايد خوف الملالي

وأشارت رجوي إلى quot;أن هذا الهجوم الجبان على سكان الحرية ليبرتي العزل يظهر خوف الملالي المتزايد وهلعهم من الشعبية المتزايدة لمجاهدي خلق داخل إيران. وتحديدًا من التوسع في شبكة المقاومة داخل البلاد، حيث شهدت هذه الشبكة خلال الأشهر الأخيرة، ولا سيما بعد شطب اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قائمة الإرهاب الأميركية توسعًا واضحًا بين الشباب.

شارك في هذه المراسم الدولية للتضامن مع سكان أشرف والحرية ليبرتي العديد من الشخصيات الأوروبية والأميركية والعربية، ومن بينهم سيد أحمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري السابق ورئيس اللجنة العربية الإسلامية للدفاع عن أشرف وطاهر بومدرا مسؤول ملف أشرف في بعثة الأمم المتحدة في العراق السابق، والجنرال ديفيد فيليبس القائد السابق للشرطة العسكرية الأميركية في العراق، ومخيم أشرف، والعقيد وسلي مارتن قائد السابق لقوات الحماية في أشرف.

كوبلر شريك في الجريمة

انتقد المتحدثون الأميركيون بشدة مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق quot;للجرائم التي ارتكبت السبت، واعتبروه شريكًا في هذه الجرائم البشعة، وأكدوا أن مارتن كوبلر بخداعه وتضليله المجتمع الدولي عام 2012 حول أوضاع الحرية ليبرتي، وتأييده لإجراءات حكومة المالكي في فرض ضغوط غير مشروعة على سكان ليبرتي وإهدار أبسط حقوقهم الأساسية قد سهّل ومهّد الطريق لعملية النقل القسري للسكان من أشرف وللهجوم على السكان في التاسع من الشهر الحالي، وشددوا على ضرورة إعادة السكان إلى أشرف، مؤكدين الضرر الذي تشكله ممارسات كوبلر، وحثوا الأمين العام للأمم المتحدة على استبداله بممثل محايد حول أشرف.

وأشار قادة الجيش الأميركي الذين أقاموا في معسكر ليبرتي سنوات طويلة إلى أنه نظرًا إلى الحساسية العالية لهذه المنطقة التي تقع بالقرب من مطار بغداد الدولي، فإنه من دون تعاون من المسؤولين العراقيين لا يمكن للإرهابيين إمكانية الاقتراب من المنطقة لتنفيذ عمليات ضد السكان.

خلق: لا لحكم ديني في إيران

وتدعو منظمة مجاهدي خلق إلى الإطاحة بحكم رجال الدين في إيران، وتحاول الجماعة الآن إعادة تشكيل نفسها كقوة إيرانية معارضة، وكثيراً ما انتقدت مارتن كوبلر مبعوث بان كي مون في العراق، متهمة إياه بالتقليل من شأن المشكلات التي تعانيها منشآت الجماعة في موقعها الموقت الجديد في معسكر الحرية.

وفي أبريل (نيسان) عام 2011 لقي 34 شخصًا حتفهم في معسكر أشرف، الكائن في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، بعدما هاجمتهم قوات الأمن العراقية وفقًا لتحقيق أجرته الأمم المتحدة.

ويضم مخيم ليبرتي 3100 عنصر من مجاهدي خلق انتقلوا إليه في العام الماضي بعد مغادرتهم مخيم أشرف، الذي يعد مقرهم التاريخي، ويقع في محافظة ديالى، وكانوا يستخدمونه منذ العام 1980 حين سمح الرئيس العراقي السابق صدام حسين للمنظمة بالإقامة في معسكر أشرف لحملها على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب العراقية - الإيرانية التي وقعت بين عامي 1980 و1988.

نشأت منظمة مجاهدي خلق في الستينات للنضال ضد شاه إيران، لكنها تؤكد حاليًا تخليها عن العمل المسلح، وأنها تعمل على الإطاحة بالنظام الإسلامي في طهران عبر وسائل سلمية. وقد شطبت بريطانيا اسم المنظمة من اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية في حزيران (يونيو) عام 2008، تلاها الاتحاد الأوروبي عام 2009، ثم الولايات المتحدة في أيلول (سبتمبر) عام 2012.