أثمرت زيارة الوزير اللبناني وائل أبو فاعور إلى الرياض توجهًا جنبلاطيًا بإرضاء السعودية والقبول بما يراه الحريري في مسألة تكليف رئيس جديد للحكومة، خصوصًا أن 14 آذار تميل إلى تسمية شخصية بيروتية لا تستفز الطرف الآخر، بينما تلملم 8 آذار خلافات الثلاثي بري - حزب الله - عون.


بيروت: لا أجوبة نهائية تستطيع القوى السياسية اللبنانية تقديمها على الاسئلة المتعلقة بتأليف الحكومة واسم رئيسها، أو بمصير الانتخابات والقانون الذي ستحصل على أساسه. ففي الملف الحكومي، ترفض كتلة المستقبل عودة رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، مشيرة إلى أنها تجري غربلة للأسماء كي تخرج باسم رئيس الحكومة العتيد الذي تريده حياديًا.

وبما أن كتلة النائب وليد جنبلاط، رئيس جبهة النضال الوطني، تشكّل بيضة القبان في الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية لاختيار رئيس الحكومة، وفق ما ينص عليه الدستور، فإن مصادر مقرّبة من جنبلاط أخبرت quot;إيلافquot; انفتاحه على الرأي الذي سيستقر عليه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ولا تخفي استعداده للانفتاح على القرار ذاته.

وهذه النظرية وفق مصادر جنبلاط قلّصت احتمالات إعادة تسمية الوسطيين لميقاتي، وعلى رأسهم جنبلاط، تماشيًا مع رفض الحريري لإعادة ميقاتي إلى السراي الحكومي، وهي الرسالة التي ابلغها الوزير وائل ابو فاعور إلى من التقاهم في الرياض.

السعودية أيضًا

وأكد المصدر الجنبلاطي لـquot;إيلافquot; أن موقف جنبلاط يهدف أيضًا إلى إرضاء السعودية. وهذا واضح من إيفاد جنبلاط نجله الأكبر تيمور إلى السعودية برفقة أبو فاعور، إذ له دلالات واضحة في الرغبة بفتح صفحة جديدة من العلاقات بين المختارة والرياض.

ولفت المصدر إلى أن السعوديين أبلغوا جنبلاط في وقت سابق انزعاجهم من الوزير غازي العريضي، على خلفية البحث في مواضيع مختلفة، ما دفعه هذه المرة إلى إرسال أبو فاعور في مهمة هي الأولى من نوعها.

ويشير المصدر ذاته إلى أن الجهد ينصب حاليًا على التوصل إلى تسمية شخصية ترضي جنبلاط، ما يضمن نيلها الأكثرية.

8 و14 آذار

مصادر قوى 14 آذار أخبرت quot;إيلافquot; أن الاتصالات المفتوحة بين بيروت والرياض مع الرئيس سعد الحريري أفضت إلى تقديم أحد المرشحين على الآخرين، لافتة إلى أن هذا الإسم يعود لنائب بيروتي من عائلة عريقة، لها صولات وجولات في رئاسة الحكومة، ومشيرةً إلى أن الإسم ليس من ضمن أسماء الرؤساء للحكومات السابقة، وهو على علاقة جيدة بالسعودية، ولا يشكل إستفزازًا للفريق الآخر، وبمعنى آخر يلبي طلب جنبلاط. ولفتت المصادر إلى أن الأمور ستتبلور في الساعات الـ24 المقبلة.

في المقابل، تبدو الصورة في أوساط قوى 8 آذار أكثر قتامة، ويبدو الاجتماع الرباعي لهذه القوى الذي عقد في دارة الرئيس نبيه بري امتحانًا صعبًا، لا سيما في ضوء تمسّك النائب ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والاصلاح، بموقفه المطالب بحسم مصير الانتخابات قبل الحكومة.

وسيكون الاجتماع مفصليًا لتسمية مرشح 8 آذار لرئاسة الحكومة. وتؤكد المصادر التي تكتمت على مواصفات أبرز المرشحين أن الاجتماع سيكون مناسبة لاستكمال ترطيب الأجواء بين بري وعون، لا سيما في ضوء التواصل الهاتفي الذي جرى بينهما في الأيام الأخيرة.

خلاف بري - حزب الله

أما حزب الله فنقلت وسائل الإعلام عن أوساطه تأكيدها أن لا شيء محسوم، وأن الصورة لن تتبلور سريعًا، سواء على مستوى الحكومة أو الانتخابات، مشيرة إلى أن الاجتماع الذي سيعقد عند بري اليوم يكتسب أهمية كبرى. وقالت مصادر الحزب: quot;إذا أقر قانون انتخابات جديد سنذهب غدًا إلى الانتخاباتquot;.

وعلّقت أوساط 14 آذار على ذلك معتبرة أن هذا الموقف يؤكد ما يتناقل من أنباء عن خلاف عميق بين بري وحزب الله، على خلفية أن الأخير يقف إلى جانب النائب ميشال عون في كل طلباته ويغطيه بحق وبغير حق، لافتة إلى أن بري يأخذ على الحزب عدم مراجعة عون حتى في الاساءة إلى بري نفسه.