القاهرة: رحب الأزهر بالمسيرة التي نظمتها، في القاهرة، قوى صوفية وسياسية ومسيحية، اليوم، لدعم شيخه أحمد الطيب، ضد ما تصفه بمحاولات quot;تسييسهquot; وإخضاعه لما اعتبروه quot;سيطرةquot; جماعة الإخوان المسلمين.

وقال الشيخ محمد جميعة، مسؤول الإعلام بمشيخة الأزهر، في تصريحات للصحافيين اليوم: quot;إن المسيرة دليل واضح على محبة المصريين للأزهر، وأنه لا يمكن لأحد أن يزايد عليه باسم الدين، فالله حفظ الأزهر ليحفظ به هذا البلد، فهو جند من جنود الله في حماية الإسلام ، وحماية مصرquot;.

وشارك المئات في المسيرة التي توجهت إلى مقر مشيخة الأزهر، وسط القاهرة، بقيادة quot;الطريقة العزميةquot; الصوفية، وحركة quot;الرابطة المصريةquot; التي تضم مسلمين ومسيحيين مناهضين لما يسمونها quot;الدولة الدينيةquot;، وحركة quot;قوم يا مصريquot;، الشبابية، وأحزاب سياسية معارضة.

وطالبت المسيرة بحصانة قرارات الأزهر وحصانة شيخة من المساءلة السياسية.

وقال الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية (الصوفية) لوكالة الأناضول للأنباء إنه quot;لابد من تحصين قرارات الأزهر، وتحصين الإمام الأكبر من المساءلة السياسية، وتجريم الاساءة إلى الأزهر الشريف وشيخهquot;. وأوضح أن الصوفية هم جزء من الأزهر ورسالته quot;ولا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه أي أساءة للأزهر أو شيخه quot;بسبب ألاعيب سياسيةquot;.

وفي كلمته أثناء المسيرة أضاف أن الهتافات التي ظهرت ضد شيخ الأزهر أثنا أزمة تسمم طلاب جامعة الأزهر هي quot;هتافات سياسية، وليست تعبيرا عن غضب، وأظهرت بوضوح أن هناك استهداف من قبل بعض التيارات، وخاصة جماعة الأخوان، للسيطرة على الأزهر وقراراتهquot;.

وأرجع أبو العزائم ما وصفه بالهجوم على شيخ الأزهر إلى quot;عرقلة الأزهر لقانون الصكوك الإسلامية الذي تتبناه جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث استطاع الأزهر إجبار الدولة على عرض القانون على هيئة كبار العلماء، في حين أصر مجلس الشورى المكون من أغلبية اخوانية على أن رأي الأزهر غير مهم لإصدار القانونquot;.

وهتف المتظاهرون: quot;يسقط يسقط حكم المرشدquot; في إشارة إلى مرشد جماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، وquot;يسقط حكم الإخوانجيةquot;، وهتافات أخرى ضد الرئيس المصري محمد مرسي.

وكان أكثر من 500 طالب قد تعرضوا للتسمم إثر تناولهم وجبة غذائية في السكن الجامعي التابع لجامعة الأزهر؛ ما تسبب في خروج احتجاجات غاضبة من زملائهم الطلاب، الذين نادوا بإقالة رئيس الجامعة، أسامة العبد، وصعَّد بعضهم من مطالبه لتصل إلى إقالة شيخ الأزهر.

واتهمت قوى معارضة جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي، بافتعال واقعة التسمم للضغط على شيخ الأزهر كي يمرر قانون الصكوك الذي طرحه حزب الحرية والعدالة الحاكم (أسسته الجماعة عام 2011) على البرلمان، وسبق أن رفضه الطيب.

وتعليقا على تلك الاتهامات قال المتحدث باسم الجماعة أحمد عارف في تصريحات سابقة للأناضول quot;نحن في دولة قانون ودستور، ولا مجال فيه لهذه الأساليب الغير أخلاقية التي يتهمونا باستخدامها، ومن يتهمنا بذلك أسير لفكر سياسي يقبل مثل هذه الأساليبquot;.

وبالتزامن مع مسيرة القاهرة خرجت مسيرات في عدة محافظات لنفس الهدف، ومنها الأقصر، مسقط رأس شيخ الأزهر، وقنا والمنيا، جنوبا، والسويس، شمال شرق.