غزة: اعرب لاجؤون فلسطينيون عن قلقهم البالغ حيال قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين quot;أونرواquot;، أمس، إغلاق كافة مكاتبها ومراكزها في قطاع غزة حتى إشعار آخر، وقال أحدهم إن حياته وعائلته quot;قد تتوقفquot; جراء ذلك، فيما قال آخر إنه quot;سيكون والأموات سواءquot;.
وفي أحاديث منفصلة مع مراسل وكالة الأناضول للأنباء، الذي زار مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، طالب هؤلاء اللاجئون الـquot;أونرواquot; بـquot;استئناف عملها في القطاع، وتحسين أوضاعهم المعيشية، وزيادة حجم المساعدات التي تقدمها لهم بدلاً من قطعهاquot;.
وأعلنت quot;أونرواquot; أمس الخميس إغلاق كافة مكاتبها ومراكزها في قطاع غزة حتى إشعار آخر؛ إثر قيام لاجئين باقتحام المكتب الإقليمي لـ quot;الأونرواquot; في مدينة غزة؛ رداً على إعلانها تقليص مساعداتها المقدمة للفلسطينيين في القطاع على خلفية العجز في موازنتها.
وردا على قرار quot;أونرواquot;، قال اللاجئ إبراهيم الدسوقي (78 عاما) إن حياته quot;قد تتوقفquot; إذا قطعت الـ quot;أونرواquot; المساعدات التي تقدمها له وعائلته المكونة من 8 أفراد.
ولفت إلى أنه يعاني ظروفاً مادية صعبة للغاية, وأن المساعدة التي يتلقاها من قبل quot;أونرواquot; لا تكفيه من الأساس.
وأوضح اللاجئ الفلسطيني بأن لديه 4 من الأبناء يدرسون في الجامعات الفلسطينية، ويحتاجون إلى مبالغ باهظة، مؤكدا أنه quot;غير قادر على العمل؛ نظرا لكبر سنه، ولإصابته بعدة أمراضquot;.
وأضاف: quot;خسرنا كل ما نملك، ولم يبق لدينا شيء؛ فقدنا أرضنا, ولا يوجد لدينا عمل, ونعاني نقصاً في توفر مقومات الحياة, ولدينا طفل شهيدquot; .
من جانبه، أعرب اللاجئ على محمد سويلم (87 عاما) عن غضبه تجاه قرار quot;أونرواquot; إغلاق مقراتها، حيث يقول: quot;ليس لنا إلا الله ثم معونات الوكالةquot;.
وأضاف: quot; قطع الأرزاق من قطع الأعناق (...) من يقف وراء قطع المساعدات يهدف إلى قتلناquot; .
وطالب اللاجئ محمد الخطيب (80 عاما) quot;أونرواquot; بإعادة فتح مقراتها، وتقديم خدماتها للاجئينquot;، مضيفا: quot;لا يوجد حل آخر، فلا مصدر دخل لنا سوى الوكالةquot;.
وتابع: quot;سنكون والأموات سواء في حال قطع المعونات عنا, نحن لا نجد رغيف الخبز مقارنة بغيرناquot;.
واشتكى اللاجئ الفلسطيني علي الفار (51 عاما) هو الآخر من قلة المساعدات التي تقدمها وكالة quot;أونرواquot; التي لا تكفي لسد رمق عائلته، في ظل عدم امتلاكه فرصة عمل.
وأضاف: quot;رضينا بالقليل رغم أن المساعدات بسيطة جداً، لكنهم أوقفوهاquot;, محذراً من أن انقطاعها سيكون له quot;أثر سلبي جداً عليه وعلى أسرته المكونة من 9 أفرادquot; .
وطالب اللاجئ الفار quot;أونرواquot; بتحسين المساعدات وزيادتها، بدلاً من قطعها أو حتى تقليصها.
بدورها تساءلت اللاجئة الفلسطينية زهدية سليم (65 عاما) قائلة: quot;إذا قطعوا عنا المساعدات، من أين سنأكل ونشرب؟، ألا يكفي أننا طردنا من أرضنا عام 1948 حتى يلاحقونا على قليل من المساعدات ويقطعوها؟quot; .
وطالبت سليم quot;أونرواquot; بإعادة المساعدات فورا للحالات الأشد فقرا, مناشدة جميع الدول الغنية والمؤثرة بمساعدة اللاجئين وإغاثتهم والضغط على quot;أونرواquot; للتراجع عن قرارها .
وأكدت اللاجئة غالية فرهودة (56 عاما) أن المساعدات التي كانت تتلقاها من quot;أونرواquot; تساعدها في أمور quot;حياتها الصعبةquot;, مطالبة quot;أونرواquot; بالتراجع عن قرارها بإيقاف المساعدات التي كانت تصرف لهم.
وأوضحت أن زوجها متوف منذ 13 عاماً, ولديها 7 من الأبناء 2 منهم طلبة في الجامعات الفلسطينية، ويحتاجون قرابة 2500 دولار كرسوم جامعية في العام، إضافة إلى حاجتهم لتوفير الكتب والمواصلات والمصروف اليومي.
أما نجلها الطالب سعيد فرهودة ( 19 عاما ) فأكد أن quot;توقف مساعدات quot;أونرواquot; سوف يحرمه من إكمال تعليمه في الجامعة.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة بمليون و200 ألف لاجئ حاليًا، بما نسبته 69.5% من إجمالي سكان القطاع البالغ مليونًا و800 ألف نسمة، بحسب أرقام حديثة لـquot;أونرواquot;.
وقطعت quot;أونرواquot; الشهر الماضي مساعدات مادية تقدر بعشرة دولارات كانت تصرف كل 3 شهور للحالات الاجتماعية التي تُصنف تحت خط الفقر من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.
لكن الوكالة تقول إنها استبدلت نظام المساعدات النقدية بنظام تشغيل مؤقت، نظراً لضعف التمويل الذي تتلقاه من الدول المانحة.
ويقدر عدد الذين يتلقون المساعدات النقدية من وكالة الغوث الدولية قرابة الـ21 ألف نسمة، بحسب الوكالة.