تبدأ في شهر أيار/ مايو المقبل مناورات بحرية كبرى بالقرب من مملكة البحرين، في وقت تشتد فيه الحرب الكلامية والمناورات الباردة في مياه الخليج العربيبين إيران وأميركا، وعلى جانب آخر كاستعراض قوة لكوريا الشمالية.


الرياض: تبدأ في شهر أيار/ مايو المقبل، بالقرب من مملكة البحرين، مناورات عسكرية بحرية بمشاركة ما يقرب من ثلاثين دولة، تحمل مهمة التنسيق فيها الولايات المتحدة وبمشاركة عدد كبير من حلفائها في المنطقة والعالم، من ضمنهم السعودية ودولة الإمارات.

وتقام المناورات في حضور أزمة تهديدات كورية شمالية بضرب قواعد الأميركيين في الجزيرة الكورية بشقها الجنوبي، إضافة إلى إثبات الحضور والتواجد الذي تريد أن تتبناه جمهورية إيران في مياه الخليج، منفذ 40% من نفط العالم.

وأخذت أميركا على عاتقها بمساعدة حلفائها الخليجيين حماية مسارات النفط بعد تهديدات quot;كلاميةquot; واستعراضية من قبل القوات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز الذي يقع ضمن المياه الإقليمية العُمانية، وهو ما دفع أميركا لإرسال كاسحات ألغام ومدمرات بحرية هي quot;يو إس إس سنتريquot;، وquot;يو إس إس ديفاستيترquot; وquot;يو إس إس بايونيرquot; وquot;يو إس إس ووريرquot;

وكشفت بعض المصادر العسكرية الأميركية، بأن البحرية الأميركية أرسلت السفينة الحربية quot;يو إس إس بونسquot; كقاعدة عسكرية عائمة، بعيد تجهيزها بطواقم عسكرية ومدنية. وستعمل quot;القاعدة العائمةquot; كمنصة لإعادة التزود بالوقود، الإمداد وصيانة كاسحات الألغام والطائرات الحربية التي تقوم بدوريات في المنطقة.

المناورات وفق البحرية الأميركية ستركز على حماية الناقلات النفطية وكذلك الأمن البحري للتجارة والتبادل التجاري، وستكون مقتصرة بمضيق هرمز والخليج العماني المجاور للمياه الإقليمية الإيرانية

ما بين إيران والولايات المتحدة، مياه الخليج وكأنّها عود الثقاب الذي يشعل الحرب الإقليمية الكبرى، ويتنافسان فقط على توقيت مناورات عديدة، وإن جاءت أكثريتها للجمهورية الإسلامية المستعرضة. المشاهدات من الواقع تقول إن إيران أشعلت عود الثقاب، وتمارس تخويفها عبر نار quot;صغيرةquot; هي بلا شك أكثر خبرة من الجميع في المجتمع الدولي بمدى الكارثية، بعد أن اكتوت من جحيم حربها الدامية مع العراق في حرب الخليج الأولى التي استمرت لثماني سنوات، وقتل خلالها أكثر من مليون شخص إضافة إلى تشريد ذات الرقم من الأشخاص.

تحرك إيران في مضيق هرمز تحت غطاء quot;التمارين الدوريةquot; جعل الأميركيين بأسطولهم الخامس وقواعدهم العسكرية؛ ينتفضون ومعهم أهل الخليج لأن النار الإيرانية ترمي كيفما اتفقت دون رادع أحيانًا، وسط سدود اقتصادية عالمية تمثلها العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة منذ عامين ونصف على طهران.
إيران تهدد.. وتهدد
إيران تجدد تهديداتها لمن تسميهم quot;الغربquot; أنها لن تسكت حال تعرض الجمهورية لأي هجوم عسكري، حيث قال قائد البحرية في الحرس الثوري الايراني علي فدوي في أحاديث صحافية سابقة، إن إيران ستزيد من تواجدها العسكري في المياه الدولية، وهدد فدوي وفق حديثه لوكالة فارس الرسمية الإيرانية أن أميركا إن لم ترضخ لتحذيراتالحرس الثوري فستكون quot;العواقب عليها وخيمةquot;.

وأضاف أنه منذ الحرب العراقية الإيرانية تملك قوات بلاده القدرة على السيطرة الكاملة على مضيق هرمز وquot;منع حتى قطرة نفط واحدة من المرور عبرهquot;،مضيفًا أنه توجد قوات بحرية خاصة من الحرس الثوري على كل السفن الايرانية في المحيط الهندي والى الشرق والغرب وسيزيد هذا التواجد في المياه الدوليةquot;.

وتعيد إيران عبر مسؤوليها العسكريين التهديدات للمنطقة، منها ما قاله أحد مستشاري مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئيبأن دول الخليج وإسرائيل ستكون هدفًا للصواريخ البالستية الإيرانية وأن إيران لن تضرب القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة فحسب، بل ستضرب أيضًا أهدافًا إستراتيجية لدول الخليج. ومنهاضرب آبار النفط ومحطات الطاقة، في حال إقدام أميركا على توجيه ضربة عسكرية ضد طهران.