تتواصل حالة التوتر بين الحكومة في قطاع غزة، وجماعات سلفية متشددة، واتهمت الأخيرة الأجهزة الأمنية التي تسيطر عليها حركة حماس باعتقال عناصر من تلك الجماعات بسبب مقاومتهم لإسرائيل.

غزة: اتهم سلفيون، الحكومة المقالة في قطاع غزة بملاحقتهم واعتقالهم، لكن الشرطة التي تسيطر عليها حركة حماس نفت الأمر كليا، وأكدت أنه لا يوجد أصلا تنظيمات سلفية في غزة.
وخرج سلفيون في أكثر من موقع وادعوا أن الأجهزة الأمنية في غزة تلاحقهم. وقال حسام الجزار نائب رئيس جمعية ابن باز الإسلامية عبر صفحته الشخصية الفايسبوكquot; نستنكر وبشدة حملة الاعتقالات الواسعة التي تجري الآن في قطاع غزة ضد السلفيين فهذا أمر لا يخدم إلا مصالح اليهود لأنه يزيد من الهوة التي تحتاج إلى من يقللها لا من يغذيها وأي خطأ يمكن أن يعالج بطرق حضارية وبهذا نفوت على الشيطان غايته ونضيق سبله فأدعو الحكومة وحركة حماس إلى مراجعة هذا القرار المتسرعquot; .
أما أمهات الشباب الذين انتظموا في تيار السلفية فقد عبرن عن مخاوف حقيقية من حملات قد تستهدف أبنائهن.
quot;أم محمدquot;وقفت على باب منزلها بمدينة رفح وهي تنتظر كما تقول الإفراج عن ابنها الذي اعتقل عشرات المرات بسبب انتمائه لجماعة سلفية.
تقول أم محمد quot;الجهاد فرض عين علينا ضد الذين يأتون إلى بلادنا ويقومون بقتل أبنائنا وأطفالنا وبالتالي يجب علينا صغاراً وكباراً أن نقاتل الصهاينةالذين سلبوا أرضنا،ابني أحد المجاهدين الذين التحقوا بهذه التنظيمات ولا أعلم لماذا ينظر الناس في غزة نظرة خوف اتجاه هؤلاء الشباب رغم كونهم يحملون فكرا إسلاميا.
وتواصلquot;لا أعلم أيتعرض ابني لتعذيب داخل معتقلات حماس أم لا،لكنني أعلم يقيناً أنه لا يُعامل بطريقةٍ حسنة من قبل أجهزة حماسquot;.
خرجنا منذ أيام بتظاهرة نسويه لنطالب بالإفراج عن أبنائنا، لكن مطالبنا باءت بالفشل فقد غادرنا المكان دون أن نعلم أي معلومات صحيحة أو حتى معلومات عن مكان تواجد أبنائنا،هذا ما يُثير مخاوفنا ورعبنا من حدوث أي شيء لهم داخل المعتقلات.
وتختمquot;ما أخشاه هو التعذيب الذي قد يتعرض له ابني وهو معتقل وهذا ليس ببعيد،فأين حرية التفكير التي يدعيها العالم .
عدد لا بأس به
أبو أحمد المقدسيquot;أحد المنظمين ضمن التيار الجهادي السلفي في غزة اعتبر أن المُطاردات التي تقوم بها الشرطة في غزة ضد تيار الجهاد هو خارج عن المألوف بل إن استمر الأمر كذلك فانه سيتحول إلى مواجهات حقيقية بين التنظيم الجهادي والشرطة.
وواصلquot;معظم السلفيين في غزة هم أصلاً كانوا جزء من التنظيم العسكري لحماس لكنهم انشقوا عنها واعتبروا أن دخولها في السياسة تخلي عن مبدأ الجهاد والقتال ضد إسرائيل وهو أمر جديد وغريب على حركة حماس.
وتساءلquot;هل بدأت حماس تلاحقنا لان التنظيم يقوم بضرب إسرائيل بالصواريخ التي تُعتبر رد طبيعي على الخروقات الصهيونية التي تستهدف أبناء شعبناquot;.
وتابعquot;هناك عدد لا بأس به من الشباب الذين ينتمون إلى التيار السلفي في غزة ولا يستطيع أي أحد التغاضي عن وجودنا كتنظيم على أرض الواقع .
وزارة الداخلية في غزة تنفي
إسلام شهوان الناطق باسم الداخلية في حكومة غزة قالquot;لا يوجد منظمات سلفية في غزة ومن يدعي ذلك فليخرج ما يُثبت انتمائهquot;
ونفى أن تكون الشرطة قد قامت بحملات ضد السلفيين مشيراً أن quot;التنظيمات المقاومة في غزة تتفق على برنامج خاص للنضال ومقاومة الاحتلال ويجب أن تتوافق الأطراف جميعها على ذلكquot;
وأضاف:quot;لم نقم باعتقال أي شخص على خلفية مقاومته للاحتلال الإسرائيلي وهذا أمر مؤكد،ولا نقوم بأي حملة ضد هذه الجماعاتquot;.
وبين النفي والاتهامات، ينظر الكثيرون أن توتراً قائماً بين الجماعات المتشددة في غزة وبين حركة حماس باعتبارها الحاكم في غزة.
وكانت إسرائيل قد شنت غارات قبل عدة أيام فيما ردت الجماعات السلفية على هذه الغارات بإطلاق عدة صواريخ على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.