يتوجه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة برفقة وفد رفيع المستوى إلى المملكة المتحدة في زيارة رسمية بين 30 نيسان (أبريل) الجاري ولغاية الأول منأيار (مايو) المقبل، وذلك تلبية لدعوة من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.


أبو ظبي: تفاعلًا مع هذه الدعوة، أكدت وسائل الإعلام في لندن وأبوظبي أن هناك دفئًا وإحترامًا متبادلًا في العلاقات البريطانية الإماراتية، لأسباب تاريخية والواقع الاقتصادي والتنموي والسياحي يؤكد متانة هذه العلاقات، ويشير في الوقت عينه إلى أنها واعدة بمزيد من التطور لمصلحة الجانبين.

مليون بريطاني يتوافدون على الإمارات سنويًا

تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن التبادل التجاري بين البلدين، من المتوقع أن يصل إلى 70 مليار درهم بحلول العام 2015، (أي حوالي 20 مليار دولار)، حيث تعد الإمارات أكبر سوق مستوردة للبضائع البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أن هناك ما لا يقلّ عن 170 رحلة طيران أسبوعيًا بين البلدين.

كما تتواجد في الإمارات نحو 5 آلاف شركة بريطانية، وحوالي 100 ألف بريطاني يستقرّون ويعيشون في الإمارات، ويضاف إلى كل ذلك مليون سائح بريطاني يأتون إلى دولة الإمارات سنويًا. في المقابل يزور بريطانيا نحو 50 ألف سائح إماراتي سنوياً.

كما تبلغ قيمة استثمارات الإمارات في بريطانيا أكثر من 5 مليارات جنيه إسترليني، وتتضمن هذه الاستثمارات مشاريع شركة أبوظبي الوطنية للطاقة quot;طاقةquot; في بحر الشمال ومشاريع موانئ دبي العالمية، مثل ميناء quot;لندن جايت وايquot; عميق المياه، الذي يعد أكبر مشروع فردي في بريطانيا من حيث توفير فرص العمل، حيث يوفر نحو 35 ألف وظيفة، ومحطة حاويات موانئ دبي العالمية quot;ساوثامبتونquot;، ثاني أكبر محطة من نوعها في بريطانيا، إضافة إلى استثمارات شركة quot;مصدرquot; الرائدة في مجال الطاقة النظيفة عبر المشاركة في إنشاء quot;لندن آرايquot;، وهي أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم، وكذلك هناك إقبال كبير من الشركات الإماراتية على الاستثمارات الرياضية في بريطانيا، مثل المجمع الأولمبي وإكسل لندن.

قيم مشتركة

تقوم العلاقات القوية بين الإمارات وبريطانيا على حرص البلدين على التمسك بالقيم والمساهمة في الحفاظ على السلام العالمي، وتتصدر الإمارات وبريطانيا الجهود الدولية الرامية إلى محاربة التطرف، ويشاركان معًا في ترؤس المجموعة العاملة لمكافحة التطرف التابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى تعاونهما المتزايد على صعيد التنمية العالمية.

أشهر الزيارات المتبادلة

تأتي الزيارة الحالية للشيخ خليفة بن زايد لبريطانيا بعد الزيارة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية وزوجها دوق أدنبرة إلى الدولة في العام 2010. وكانت الملكة قد قامت بزيارة إلى الإمارات في العام 1979 بناء على دعوة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي قام بدوره بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة في العام 1989.

أصداء رسمية

من جانبه، قال عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات إن الزيارة الرسمية لرئيس الدولة إلى بريطانيا، والتي تأتي تلبية لدعوة الملكة إليزابيث الثانية، تعد شاهدًا على العلاقات العميقة والتاريخية بين الإمارات والمملكة المتحدة وعلى الفرص الكبيرة للتعاون المستمر بين البلدين، وأكد على التزام الإمارات بتوطيد العلاقات الثنائية مع المملكة المتحدة على كل الأصعدة، مع التركيز بشكل خاص على التجارة والتعليم والأمن الإقليمي والعالمي.

بطل إنجلترا الكروي quot;إماراتيquot;

بعيدًا عن مجالي السياسة والاقتصاد، شهدت العلاقات الإماراتية البريطانية خلال السنوات الماضية تواصلًا كبيرًا على مستوى مجالات الجذب الجماهيري، وعلى رأسها الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، حيث تمكنت quot;أبوظبي للتطوير والاستثمارquot; من شراء نادي مانشستر سيتي عام 2008، ليتحول في غضون سنوات قليلة إلى بطل للدوري الإنجليزي، بعدما كان يصارع من أجل البقاء في البريميرليج، وهو ما دفع الآلاف في الإمارات والمنطقة العربية إلى تتبع إنجازات سيتي ومساندته.

كما إن الملايين في إنجلترا يدركون جيدًا أن تطور النادي حدث بفضل الاستثمارات الإماراتية، والاهتمام الكبير من مالك النادي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، كما ترعى طيران الإمارات نادي أرسنال، وهو النادي الذي تعشقه ملكة بريطانيا، وفضلًا عن ذلك تنظم الإمارات العديد من مهرجانات الخيل والفروسية في بريطانيا على مدار العام، مما يجعل التواجد الإماراتي لافتًا ومؤثرًا في عمق الثقافة البريطانية.