أكد استطلاع أميركي جديد أن غالبية الأميركيين ينظرون بسلبية إلى الاخوان المسلمين ومصر، ويرون أن على الولايات المتحدة وقف مساعداتها للحكومة المصرية التي تقودها الجماعة.


لندن: quot;إرهابيونquot; هو الجواب الذي يخطر في أذهان الغالبية العظمى من الأميركيين حين يُسألون عن رأيهم بالاخوان المسلمين في مصر، كما أظهر استطلاع جديد أجراه مركز زغبي للأبحاث في آذار (مارس) الماضي، بتكليف من المعهد العربي الأميركي.
وتبين نتائج الاستطلاع السلبية التي تطغى على نظرة الأميركيين إلى أقوى تنظيم سياسي واجتماعي في مصر. فقد اتخذ 13 في المئة فقط ممن شاركوا في الاستطلاع موقفًا ايجابيًا من الاخوان، فيما اعتبر أربعة في المئة منهم لا أكثر أن فوز الاخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة تطور ايجابي.
سلبية أميركية من الإخوان
لاحظ محللون أن هذه النتائج السلبية للغاية ليست وليدة سياسات الاخوان المسلمين وممارساتهم فحسب، فالنسبة الأكبر من الأميركيين، نحو 44 في المئة، قالوا إن تصوراتهم عن المسلمين عمومًا تصورات سلبية. وبصرف النظر عما تفعله جماعة الاخوان المسلمين فإنها على الأرجح لن تنجح في كسب هؤلاء الأميركيين.
ومن الخطأ المبالغة في إحالة أسباب السمعة السيئة للاخوان المسلمين بين الأميركيين إلى رهاب الاسلام أو الاسلاموفوبيا حصرًا. فحتى بين الأميركيين الذين ينظرون بإيجابية إلى المسلمين بصفة عامة، اعتبر ستة في المئة فقط أن فوز الاخوان المسلمين المصريين في الانتخابات تطور ايجابي، وقال 27 في المئة فقط إن الجماعة تلتزم بالديمقراطية.
وانسحبت سلبية الأميركيين من الاخوان المسلمين على مصر نفسها، واظهر الاستطلاع أن 48 في المئة من الأميركيين يقولون الآن إن نظرتهم إلى مصر سلبية، بزيادة قدرها 14 في المئة عن العام الماضي.
تحالف في خطر
تضررت سمعة مصر وصورتها بين الأميركيين بعد ثورة 25 يناير. فنسبة الأميركيين الذين قالوا إنهم ينظرون بايجابية إلى مصر هبطت بحدة، من 58 في المئة في العام 2010 إلى 36 في المئة حاليًا.
لكن هذه المواقف السلبية لا ترد كلها إلى سياسات الرئيس المصري محمد مرسي وافعاله، لأن تردي سمعة مصر بين الأميركيين كان واضحًا في اوائل العام 2012، قبل أن يتولى مرسي مقاليد الرئاسة. ويبدو أن العنف في الشوارع المصرية وصعود الاسلام السياسي يقفان وراء سلبية الأميركيين في نظرتهم إلى مصر.
يمكن لمثل هذه المواقف أن تقوض التحالف القائم منذ عقود بين واشنطن والقاهرة، بحسب مجلة فورين بولسي، التي تشير إلى أن 22 في المئة فقط من الأميركيين الذين شاركوا في الاستطلاع وافقوا على استمرار الولايات المتحدة في تقديم المساعدات إلى مصر. ودعا 47 في المئة من الأميركيين إلى وقف هذه المساعدات، مقترحين خفض المعونة العسكرية والمدنية إلى حكومة يقودها الاخوان المسلمون.
يحسنون القراءة
كما اظهر الاستطلاع أن غالبية الأميركيين يؤيدون دعم الحكومات التي تسعى إلى تحجيم الاخوان المسلمين في بلدانها، وهو موقف يمكن أن يؤثر في السياسة الأميركية في عموم الشرق الأوسط.
والمعروف عن المسؤولين الأميركيين على اختلاف اتجاهاتهم السياسية أنهم يتقنون قراءة الاستطلاعات. وبالتالي، فإن عضو الكونغرس الذي يقف لمهاجمة الحكومة المصرية أو يحاول منع المساعدات الأميركية إلى القاهرة سيعرف أن مثل هذا الموقف يتمتع بشعبية بين الأميركيين، كما تلاحظ مجلة فورين بولسي.