حذر زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، من خطورة تصاعد الخلاف الشيعي السني، ودعا قادة المذهبين إلى البحث عن المشتركات بدل تأجيج الاختلافات، وقال إنه فيما كان صدام يحشد جيوشه لقتل الشيعة فإن جهات تحشد الآن لقتل السنة... بينما أكد زعيم القائمة العراقية إياد علاوي أن وضع حقوق الإنسان في العراق مؤسف وخطير بسبب الانتهاكات التي تحصل يوميًا سواء في ساحات الاعتصام او في السجون وفي الشارع من خلال الاعتقالات والاغتيالات.
وقال الصدر خلال كلمة له في المؤتمر العلمي الدولي الثاني لولادة السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد (ص) في مسجد الكوفة (170 كم جنوب بغداد) اليوم الاربعاء تحت عنوان الوحدة الاسلامية بمشاركة شخصيات اسلامية ومسيحية عراقية وعربية إن quot;الفتنة باتت ليس في العراق او سوريا او البحرين او الاماكن التي تعج فيها الثورات بل ان الطائفية بدأت تظهر في القلوب وهذه كارثةquot; داعيا المذاهب الاسلامية الى التوحد والحفاظ على الدين الاسلامي.
واشار الصدر الى ان ما يحدث اليوم في الدول العربية والاسلامية من فتنة طائفية لا يرضي الله سبحانه وتعالى مطالبا المسلمين ان يكونوا قدوة العالم . ودعا جميع الاديان السماوية للتوحد وعدم محاربة بعضها البعض وقال ان على المسلمين ان يكونوا قدوة المجتمع وتجنب الطائفية في ما بينهم . واضاف أن quot;الوضع الإسلامي في خطر ويحتاج منا إلى التوحد والتكاتف والبحث عن المشتركات التي تجمع بين الإنسانية من جهة والإسلام من جهة أخرىquot;.
وقال الصدر إن رئيس النظام السابق صدام حسين كان يمثل الإرهاب ويقوم بحشد الجيوش السنية لقتل وقمع المناطق الشيعية والآن نجد أن هناك من يقوم بحشد الجيوش الشيعية لقتل وقمع المناطق السنية.
وحذر بالقول quot;إن الأعداء يشمتون بنا لاننا لانزال نتقاتل على الرغم من سقوط نظام صدام حسينquot;. وأضاف الصدر في كلمته أن quot;صدام حسين كان يقول انه يمثل السنة وفي الحقيقة هو كان يمثل الإرهاب ويحشد الجيوش بعنوان الجيوش السنية لقتال وقمع مناطق الشيعة لكن هناك من يعمل اليوم على حشد الجيوش الشيعية لقمع المناطق السنيةquot;. واوضح انه quot;بعد تغيير النظام السابقما زلنا نتقاتل ونجعل الأعداء يشمتون بناquot;.. وطالب الشيعة والسنة بالتوحد والبحث عن المشتركات وليس الاختلافات ليكونوا قدوة للآخرين.
وشدد الصدر على انه لايجوز للمسلم الاعتداء على المسيحي quot;إلا إذا أعلن العداء لنا مثل الاحتلالquot;.. وقال quot;إن من حقنا الدفاع عن بلداننا وأن نتوحد لنكون قدوة للآخرين من خلال البحث عن المشتركات بين المسلمينquot;. واضاف أن quot;الوضع الإسلامي في خطر ويحتاج منا إلى التوحد والتكاتف والبحث عن المشتركات التي تجمع كل الإنسانية من جهة والإسلام من جهة أخرىquot;.
واكد الصدر قائلا إن quot;سمعة الإسلام أمانة في أعناقناquot;مشددا على ضرورة quot;الحفاظ على هذه السمعة وعلينا الحرص والاستمرار سنويا من اجل التقارب بين المسلمين والإنسانية جمعاءquot;. وقال إن quot;أهل البيت لو كانوا فينا لتبرأوا منا حيث صار السني عدوًا للشيعي والشيعي عدوًا للسنيquot;. واوضح بالقول quot;إن السني يحب اهل البيت ومن عاداهم هو عدونا وعدوهم والشيعي يحب اهل البيت ومن عاداهم هو عدونا وعدوهم والشهادة تجمعنا والقرآن يجمعنا والإنسان يجمعنا والإنسانية تجمعنا وكل هذه المشتركات ونتقاتل ونختلف؟quot; .. وشدد على انه يجب أن يكون السلام بدل السيف والدبابات وسمعة الاسلام أمانة في كل انسان يحمل بين جنبيه قلبا وفي رأسه عقلا.
وخاطب الصدر المشاركين في المؤتمر قائلا quot;مجيئكم اعتبره نصرا وفخراquot; مشددا بالقول إن quot;ستستمر هذه المؤتمرات سنويا حتى لو قتلت في سبيل الحقquot;.
وينظم التيار الصدري فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني quot;الزهراء عنوان الوحدة الإسلاميةquot; بدءا من اليوم الأربعاء ولمدة ثلاثة أيام وبمشاركة ممثلين عن مختلف الدول الإسلامية. وكانت الهيئة التحضيرية المنظمة للمؤتمر قد أعلنت امس الثلاثاء عن وصول أكثر من مائة شخصية دينية من quot;مختلف الأديان والبلدانquot; الإسلامية للمشاركة في المؤتمر وهو الثاني من نوعه الذي يقيمه التيار الصدري في النجف بعدما نظم في أيار (مايو) عام 2012 المؤتمر الدولي الأول لتقارب الأديان وشاركت فيه شخصيات دينية شيعية وسنية ومسيحية ومن ديانات أخرى وخرج بتوصيات تؤكد ضرورة تحقيق الوحدة بين عموم المسلمين في العالم ونبذ الطائفية وتحقيق التقارب مع الأديان الأخرى.
علاوي: حقوق الانسان في العراق تسلب وتشهد تراجعا خطيرا
اكد رئيس ائتلاف العراقية الامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي اياد علاوي ان وضع حقوق الانسان في العراق مؤسف وخطير بسبب الانتهاكات التي تحصل يوميا سواء في ساحات الاعتصام او في السجون او حتى في الشارع من خلال الاعتقالات والاغتيالات مشددا على ان هذه اوضاع يجب التوقف عندها وايجاد الحلول لها.
واضاف علاوي خلال اجتماع في بغداد اليوم مع المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة ليا وتيس والباحثة ايرين ايفنز quot;ان الروح التي تتنفس منها الديمقراطية في كل العالم هي في احترام حقوق الانسان وبالتالي فان الديمقراطية التي نسعى للارتقاء بها نراها في تراجع واول اسباب تراجعها تعامل الحكومة مع الازمات وهيمنتها على الهيئات المستقلة ومنها منظمات حقوق الانسانquot;..
وعلى الصعيد نفسه، قال ائتلاف العراقية ان احداث الحويجة افرزت تداعيات خطيرة وتوترات مستمرة لاتزال تلقي بظلالها المؤلمة على السلم الأهلي والعلاقات السياسية والاجتماعية في البلاد. واضاف في بيان تلقته quot;ايلافquot; ان نزع فتيل الأزمة المتصاعدة يستلزم تحقيق العدالة الناجزة بإطلاق تحقيق سريع وشفاف وشامل لكشف الحقيقة وبما ينتهي الى كشف الجناة ومعاقبتهم، وإنصاف الضحايا وتعويض اسرهم، وتطمين الرأي العام بعدم افلات المجرمين ومن يقف خلفهم . واشار الى ان سوابق من التحقيق في قضايا مماثلة أثبتت شبهات في تلك الملفات آلت الى إخفاء الحقائق والتستر على المجرمين والاجحاف بحق الضحايا ومجانبة العدالة.
وطال ائتلاف العراقية الوطني الموحد بتشكيل لجنة غير حكومية مستقلة ونزيهة للتحقيق في أحداث الحويجة الدامية، تتألف من قضاة دوليين، وآخرين من القضاء العراقي مشهود لهم بالنزاهة والاستقلالية والشجاعة .. مؤكدا أن دعوته هذه لاتدخل في إطار تدويل القضايا الوطنية وإنما تتعاطى معها استنادا الى القلق من تسييس القضاء في التعامل مع القضايا المشابهة درجت عليه الحكومة العراقية، بما يهدد بتقويض الوحدة الوطنية في مناخات من انعدام العدالة، وشعور كثير من العراقيين بالاستهداف وباستخدام ادوات قضائية غير محايدة.
وكانت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش قالت الاسبوع الماضي quot;يبدو أن الحكومة تعتقد أن أفضل طريقة لمواجهة تصاعد العنف والإرهاب الذي عانى منه العراق منذ بداية السنة تتمثل في مزيد من القتل والظلم على يد الدولةquot;.
واشارت الى ان المنظمة تحدثت مؤخرا بشكل منفصل إلى عديد المعتقلين الذين أبرزت تصريحاتهم أنه لم يتم بعد تنفيذ الإصلاحات وقدم هؤلاء أمثلة مفصلة عن الانتهاكات، بما في ذلك اعتقال الأشخاص من دون إذن قضائي، واحتجازهم لفترات طويلة دون عرضهم على قاض، ولجوء قوات الأمن للتعذيب وانتهاكات أخرى أثناء الاستجواب. واشارت الى انه في عديد الحالات، قال أشخاص محتجزون لهيومن رايتس ووتش إنهم أدينوا بتهم متعلقة بالإرهاب بالاعتماد فقط على شهادات أدلى بها مخبرون سريون إلى المحاكم، دون أن يتمكنوا من مواجهتهم. وأكد محامو الدفاع ووثائق المحكمة في عديد المرات مزاعم الأشخاص المحتجزين.