لم تنته بعد فصول الاعتداء الذي تعرضت له قنصلية أميركا في بنغازي قبل ثمانية أشهر، إذ وردت أدلة جديدة تنقض ما قيل عن عفوية الهجوم بعد تظاهرة حاشدة، وتؤكد أن الهجوم إرهابي منظم نفذه نحو 100 مسلح.

بيروت: يعود الهجوم الإرهابي على القنصلية الاميركية في بنغازي ليقض مضجع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وسط اتهامات بالتستر على عدة إخفاقات أمنية واستخباراتية.
فبعد ثمانية أشهر من الهجوم المسلح على القنصلية الاميركية، التي قتل فيها أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا، يتوقع أن يقوم ثلاثة أشخاص بالإدلاء بشهادتهم أمام لجنة في الكونغرس، ما يشكل تحديًا للطريقة التي عالج بها الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون هذه المسألة.
ويحاول الجمهوريون بشراسة إثبات أن الإدارة قللت من خطورة وطبيعة الهجوم على القنصلية، التي لم تكن تتمتع بما يكفي من الحماية، في أيلول (سبتمبر) الماضي، قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية.

أدلة جديدة
قال البيت الأبيض حينها إن الهجوم تطور بشكل عفوي، من تظاهرة شعبية احتجاجًا على الفيلم المسيء للإسلام، الذي أثار موجة غضب عارمة في عدة دول في الشرق الأوسط. لكن اتضح أن القنصلية تعرضت لهجوم مخطط، نفذه أكثر من 100 رجل، استخدموا ترسانة كبيرة من الأسلحة، بينها قذائف مورتر وقذائف صاروخية ومدافع رشاشة ثقيلة.
في الأسابيع التي تلت الحادثة، تبين أن القنصلية أبلغت وزارة الخارجية بضعف الحماية الأمنية لمقرها في ليبيا. لكن هذه التحذيرات ذهبت أدراج الرياح. وغريغوري هيكس، الذي كان نائب رئيس البعثة في السفارة الأميركية في طرابلس، هو من سيقدم الأدلة التي يمكن أن تضر بسمعة البيت الأبيض ووزارة الخارجية في عهد كلينتون.
وفي مقتطفات من الفيديو المسجل لشهادته إلى اللجنة، قال هيكس: quot;اعتقدته هجومًا ارهابيًا منذ البداية. والجميع في البعثة اعتقد أنه كان هجومًا ارهابيًا من البدايةquot;.
السفير كريس ستيفنز، واحد من الأميركيين الأربعة الذين قتلوا في هجوم بنغازي، اتصل هاتفيًا بهيكس في طرابلس ليخبره أنهم يتعرضون لهجوم، ولم يشر إلى أي تظاهرة في وقت سابق.
شهود خائفون
بعد خمسة أيام من الهجوم، تحدثت سوزان رايس، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، في البرامج التلفزيونية الإخبارية واقتبست من مذكرات الإحاطة للاستخبارات الأميركية كأساس لتقول إن العنف حدث بعد انضمام بعض المتطرفين إلى تظاهرة عفوية.
خلال الأسبوع الماضي، واجه البيت الأبيض ووزارة الخارجية أسئلة متكررة حول تعاملهما مع القضية. واستهل جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، تصريحاته بالقول: quot;هجوم بنغازي حدث منذ وقت طويلquot;، قبل رفضه الاقتراحات بأن ضغوطًا مورست على بعض الشهود لعرقلتهم ومنعهم من تقديم أدلة، والاعراب عن أسفه لتسييس القضية.
وستستمع لجنة الرقابة والاصلاح الحكومي، التي يرأسها الجمهوري داريل عيسى، أيضًا إلى شهادة مارك طومسون، نائب مساعد وزير مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، واريك نوردستروم، ضابط الأمن الإقليمي في ليبيا.
يشار إلى أن عيسى أصدر بيانًا في مطلع الاسبوع أشار فيه إلى أن بعض الشهود كانوا خائفين من الادلاء بإفادتهم، وفضلوا التكتم خوفًا من أن يتعرضوا للانتقام على أيدي أرباب عملهم.