لم يكن الاستقبال الذي حظي به وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال زيارته إلى روسيا يوم أمس على قدر المهمة التي جاء من أجلها، والتي كانت تتمثل في التطلع إلى توطيد علاقات بلاده بالجانب الروسي، بالاتساق مع ما يبذله من جهود متواصلة من أجل إسقاط النظام الاستبدادي الذي يقوده الرئيس بشار الأسد في سوريا.


أفادت تقارير صحافية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترك كيري ينتظره لمدة 3 ساعات قبل لقائهما في الكريملن يوم أمس الثلاثاء، فضلًا عن انشغاله بتحريك القلم، الذي كان يمسك به بأصابعه، أثناء تحدث الوزير الأميركي عن الأزمة الحاصلة في سوريا.

جاءت زيارة كيري لموسكو في وقت يسعى فيه إلى الحصول على المساعدة من الجانب الروسي لإنهاء الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا، مؤكدًا لبوتين أن الاهتمام المشترك بنشر السلام في الشرق الأوسط قد يجسّر الانقسامات بين القوتين الكبيرتين.

غيّب الصراع
مع هذا، لم يشر بوتين من قريب أو من بعيد، في تصريحاته العامة، إلى الصراع في سوريا الذي أدى إلى حدوث جمود في العلاقات المتبادلة بين واشنطن وموسكو.

لكن مع دخول آلة القتل في سوريا عامها الثالث، وفي ظل انعدام أي بوادر تبشّر بانفراجة لهذا الدم المتواصل، التزم كيري نبرة ايجابية في حديثه، في وقت يعتزم فيه تقريب وجهات النظر قدر الإمكان للموافقة على خطة هدفها الوصول إلى تسوية بهذا الشأن.

وقالت صحيفة الدايلي ميل البريطانية إن كيري أخبر بوتين بأن quot;الولايات المتحدة تعتقد أنها تتقاسم مع روسيا مصالح مشتركة غاية في الأهمية بخصوص سوريا، مثل استقرار المنطقة، وتخليصها من المتطرفين المثيرين للمتاعب في المنطقة وغيرهاquot;.

أما موسكو، التي تزوّد الأسد بالسلاح منذ فترة طويلة، والتي تتعامل بريبة مع المساعدات الغربية، التي يتم تقديمها إلى خصوم الأسد، فأكدت أن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطاً مسبقاً لبدء حوار بين كل الأطراف والجماعات السورية لإنهاء الصراع.

كما سبق لروسيا، مدعومةً من جانب الصين، أن رفضت مطالب غربية بخصوص أهمية النظر في فرض عقوبات بحق نظام الأسد، كذلك سبق لها أن اعترضت ثلاث مرات على قرارات أصدرها مجلس الأمن لإدانة الحملة التي يشنّها الأسد ضد المعارضة.

فيما ترفض الولايات المتحدة تقديم مساعدات عسكرية مباشرة إلى حركة ثورية مسلحة، تضم بين صفوفها عناصر إسلامية مسلحة، وإن كانت قلقة من استمرار وانتشار العنف.

تحسين للعلاقات
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة كيري جاءت بهدف المساعدة في تحسين العلاقات بين الجانبين الأميركي والروسي، وتمهيد الطريق لأوباما لإجراء محادثات مع بوتين في أيلول/ سبتمبر المقبل، حين تستضيف روسيا قمة مجموعة العشرين. فضلًا عن أنهما سيتقابلان كذلك خلال حضورهما قمة مجموعة الثماني في بريطانيا خلال الشهر المقبل.

وبينما حاول كيري أن يلمّح إلى وجود العديد من القضايا المطروحة على المائدة، بخلاف الموضوع السوري، مثل إيران وكوريا الشمالية، والتعاون الاقتصادي بين البلدين، بدا بوتين أكثر تحفظاً، وإن أعرب عن سعادته لرؤية كيري في موسكو، ومبدياً تطلعاته وتمنياته بأن يتم العمل بصورة فعلية من أجل تحسين العلاقات بين البلدين.