آخر تحديث: السبت 11 أيار/مايو 2013 الساعة 23:45 ت.غ

دان بان كي مون التفجيرين اللذين استهدفا بلدة تركية حدودية وأسفرا عن مقتل 43 شخصًا، وشدد على أن المتسببين فيهما يجب أن يساقوا إلى العدالة، في وقت رجحّت فيه أنقرة أن يكون نظام الأسد من بين المشتبه فيهم الرئيسيين في هذه الاعتداءات.


نيويورك: دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التفجيرين اللذين استهدفا بسيارتين مفخختين السبت بلدة الريحانية في جنوب تركيا قرب الحدود مع سوريا، واسفرا عن مقتل 43 شخصًا على الاقل، مؤكدًا ان منفذيهما يجب ان quot;يساقوا امام العدالةquot;.

وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان ان quot;الامين العام يدين باقسى عبارات الادانة الاعتداءات الدمويةquot;، التي استهدفت مقر بلدية الريحانية في محافظة هاتاي القريبة، وهي بلدة تقع على بعد ثمانية كلم من الحدود مع سوريا.

واضاف ان الامين العام quot;يدين كل اعمال الارهاب، ويجدد التأكيد على ان ما من شيء ابدا يبرر استهداف المدنيين (...) ويأمل ان يتم التعرف سريعًا إلى المرتكبين، وان يتم سوقهم امام العدالةquot;.

وانفجرت سيارتان مفخختان حوالى الساعة 10:55 ت غ امام مقر بلدية الريحانية الواقعة على بعد ثمانية كلم من مركز حدودي مهم مع سوريا.

اوغلو: مرتكبو اعتداءي الريحانية quot;سيدفعون الثمنquot; من اينما أتوا
واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان مرتكبي التفجيرين اللذين استهدفا بسيارتين مفخختين السبت بلدة الريحانية في جنوب البلاد قرب الحدود مع سوريا واسفرا عن مقتل 43 شخصا على الاقل quot;سيدفعون الثمنquot; من اينما أتوا.

وقال الوزير التركي للصحافيين خلال زيارة الى برلين ان quot;المرتكبين سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجهاquot;. وكان داود اوغلو اشار في وقت سابق من النهار الى quot;المصادفةquot; بين توقيت الاعتداء المزدوج الذي استهدف مقر بلدية الريحانية الواقعة على بعد ثمانية كلم من الحدود مع سوريا، وquot;تسارعquot; الجهود الرامية لحل الازمة في سوريا ولا سيما مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى واشنطن الخميس.

وشدد الوزير التركي على ان بلاده لن تغير في سياستها لناحية ايواء اللاجئين السوريين، مؤكدا ان quot;كل من يلجأ الى هنا فهو ضيفناquot;. وادلى داود اوغلو بتصريحاته هذه قبيل اعلان وزير الداخلية معمر غولر ان نتائج التحقيق الاولية اظهرت ان التفجيرين نفذهما اشخاص اتوا من داخل تركيا ومرتبطون بتنظيمات موالية للنظام السوري.

وقال الوزير بحسب ما نقل عنه تلفزيون quot;تي ار تيquot; الحكومي ان quot;الاشخاص والتنظيم الذين نفذوا (الاعتداءين) جرى تحديدهم. لقد تبين انهم مرتبطون بتنظيمات تدعم النظام السوري واجهزته الاستخباريةquot;، مضيفا quot;بحسب معلوماتنا فان المرتكبين اتوا من الداخلquot;.

وردا على اسئلة الصحافيين حول احتمال وجود علاقة بين هذه الاعتداءات والنزاع السوري، اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينج ان نظام دمشق والرئيس السوري بشار الاسد بين المشتبه فيهم.

هذا وقتل عشرات الأشخاص في هجمات بسيارات ملغومة في بلدة ريحانلي التركية قرب الحدود مع سوريا يوم السبت، فيما اشتبهت أنقرة في تورط نظام الأسد في الاعتداءات.

وأعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر ان منفذي هجمات بلدة الريحانية المجاورة لسوريا، والتي اسفرت السبت عن مقتل 43 شخصا، مرتبطون بمجموعات قريبة من النظام السوري، وفق ما نقلت عنه قناة تي آر تي التلفزيونية العامة. وقال غولر في مؤتمر صحافي كما نقل عنه الموقع الالكتروني للقناة quot;تم تحديد هويات الاشخاص والمنظمة الذين نفذوا (الهجوم). تبين انهم مرتبطون بمجموعات تدعم النظام السوري واجهزة استخباراتهquot;.

وقال الوزير بحسب ما نقل عنه تلفزيون quot;بي ار تيquot; الحكومي ان quot;الاشخاص والتنظيم الذين نفذوا (الاعتداءين) جرى تحديدهم. لقد تبين انهم مرتبطون بتنظيمات تدعم النظام السوري واجهزته الاستخباريةquot;. واضاف خلال مؤتمر صحافي في انطاكية ان منفذي الهجوم لم يأتوا من الجانب الاخر من الحدود بل هم موجودون في تركيا. وقال quot;بحسب معلوماتنا فان المرتكبين اتوا من الداخلquot;.

وبحسب آخر حصيلة رسمية موقتة اعلنها الوزير نفسع فقد اسفر الاعتداء المزدوج عن مقتل 43 شخصا على الاقل واصابة حوالى 100 بجروح، بينهم نحو 30 حالهم حرجة.

وكان نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينجردا قال على اسئلة الصحافيين حول احتمال وجود علاقة بين هذه الاعتداءات والنزاع السوري، ان نظام دمشق والرئيس السوري بشار الاسد بين المشتبه بهم.

وصرح ارينج لتلفزيون quot;ان تي فيquot; التركي ان النظام السوري quot;باجهزته السرية وجماعاته المسلحة هو بالتاكيد احد المشتبه فيهم المعتادين على التحريض على مثل هذه المؤامرة الفظيعة وتنفيذهاquot;، مشيرا مع ذلك الى ان التحقيق لا يزال في بدايته.

من جانبه، اوضح نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي، الذي شارك في المؤتمر الصحافي في مدينة انطاكية القريبة من الريحانية، ان منفذي الهجمات لم ياتوا من الجانب الاخر من الحدود، بل كانوا موجودين في تركيا. وقال اتالاي quot;بحسب معلوماتنا، فقد جاء المنفذون من الداخلquot;، لافتا الى ان عدد قتلى الهجمات ارتفع حتى الان الى 43.

وقالت وكالة الاناضول ان الانفجارين كانا قويين وانهمك المسعفون في البحث عن ناجين تحت الانقاض، لافتة الى تدمير سيارات عدة جراء الانفجارين. كذلك، اصيبت البلدية بخسائر جسيمة، وتسبب الحادث في انقطاع الكهرباء في كل المنطقة التي تجاور الريحانية، بحسب قناة ان تي في الاخبارية.

لاحقا، هز انفجار ثالث البلدة من دون ان تكون له صلة بالانفجارين السابقين، بحسب ما اوضح غولر، الذي قال لقناة ان تي في ان quot;الانفجار الثالث نتج من انفجار خزان وقود في سيارةquot; من دون ان يشير الى وقوع ضحايا. وردا على اسئلة الصحافيين حول صلة محتملة بين التفجيرين والنزاع المستمر في سوريا، اعتبر نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينج ان النظام السوري والرئيس بشار الاسد هما بين المشتبه فيهم.

وقال ارينج لقناة ان تي في quot;مع اجهزة استخباراتهما ومجموعاتهما المسلحة، فان (النظام السوري والاسد) هما بالتاكيد بين المشتبه فيهم التقليديين في تنفيذ مشروع شيطاني مماثل بل والتخطيط لهquot;. لكنه تدارك ان التحقيق في التفجيرين لا يزال في بدايته.

وذكر بان السلطات التركية سبق ان حملت الاستخبارات السورية مسؤولية تفجير بوساطة سيارة مفخخة اسفر عن 17 قتيلا و30 جريحا في 11 شباط/فبراير عند معبر حدودي قريب من الريحانية. وقال ارينج ايضا quot;مهما يكن المخطط او المنفذ، مهما كانت القوة التي يتمتع بها، سنتولى المحاسبةquot;.

من جانبه، لفت وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى quot;تزامنquot; الهجومين مع quot;تسريعquot; وتيرة الجهود لحل الازمة السورية، وخصوصا مع زيارة مقررة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لواشنطن في 16 ايار/مايو. وقال داود اوغلو للصحافيين خلال زيارته لبرلين quot;ليست مصادفة ان يحصل هذا في مرحلة تتسارع فيها الجهود في العالم اجمع لحل النزاعquot; في سوريا.

ووجّه الوزير التركي تحذيرا وقال quot;لقد اتخذت قواتنا الامنية تدابير (...) لن نسمح باستفزازات مماثلة في بلادناquot;. وشدد اردوغان من جهته على ان quot;كل وحدات الاستخباراتquot; مستنفرة لتحديد المسؤولين عن الهجومين.

وقال رئيس الوزراء ان quot;بعض ممن لا ينظرون بايجابية الى رياح الحرية التي تهب على بلادنا يمكن ان يكونوا ضالعين في هذه الاعمالquot;، في اشارة الى عملية السلام الراهنة بين انقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني. ودان الائتلاف الوطني السوري quot;الهجمات الإرهابيةquot; في الريحانية. وقال في بيان انه quot;يؤكد وقوفه وأبناء سورية جميعاً إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديقquot;.

واضاف ان الهجمات quot;تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، واستقباله للاجئين السوريين، الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم، ويعتبرها محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبينquot;.

واعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان عن quot;تضامنه مع الشعب والسلطات التركيةquot;. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عبر موقع تويتر quot;نقف الى جانب الشعب التركيquot;. وتستقبل تركيا نحو 400 الف لاجئ ومنشق سوري.

ودان السفير الاميركي في تركيا فرانسيس ريتشياردوني السبت باسم الولايات المتحدة الهجمات quot;الوحشيةquot; التي وقعت في الريحانية. وفي رسالة تعزية بالضحايا، قال السفير ان quot;الولايات المتحدة تدين الاعتداءات الوحشية التي وقعت اليوم، وتقف الى جانب الشعب والحكومة التركيين لتحديد هوية المذنبين واحالتهم امام القضاءquot;.

وتقع بلدة الريحانية التي يسكنها نحو 60 الف شخص، جنوب تركيا بالقرب من معبر جيلفيغوزو قبالة معبر باب الهوى السوري.
وشهدت المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا العديد من الهجمات الدامية في النزاع السوري الذي امتد الى تركيا التي كانت حكومتها من اقرب حلفاء الرئيس بشار الاسد، الا انها انقلبت عليه بعد اندلاع الاحتجاجات في البلاد واصبحت من اشد منتقديه.

ففي شهر شباط/فبراير انفجرت سيارة مفخخة عند المعبر نفسه، والقت تركيا بمسؤولية الهجوم على السلطات السورية علما انه ادى الى مقتل 17 شخصا واصابة 30 اخرين.

تاتي تفجيرات السبت بعد يومين من تصريحات لاردوغان قال فيها انه يعتقد ان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية وتجاوز quot;الخط الاحمرquot; الذي حدده الرئيس الاميركي باراك اوباما.

كيري يدين التفجيرات quot;المروعةquot; في تركيا
هذا ودان وزير الخارجية الاميركي جون كيري التفجيرات quot;المروعةquot; التي استهدفت السبت مدينة الريحانية في جنوب تركيا قرب الحدود مع سوريا، واوقعت 43 قتيلا على الاقل، ونسبت الى مجموعات موالية لدمشق (التفاصيل).