قال مصدر أمني لـquot;إيلافquot; إن السلفيين خططوا لاختطاف مجموعة من ضباط جهاز الأمن الوطني، ولما فشلوا في ذلك، لجأوا إلى الخطة quot;بquot; واختطفت جنود سيناء، وذلك ردًا على اعتقال خلية خططت لتفجير السفارتين الفرنسية والأميركية.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: لا تزال أزمة إختطاف سبعة جنود مصريين في سيناء تلقي بظلالها على المشهد السياسي في مصر، لاسيما بعد إعلان الجماعات الجهادية مسؤوليتها عن اختطاف الجنود لإجبار الحكومة على الإفراج عن بعض المعتقلين من الإسلاميين، وتعرض أحدهم للتعذيب ففقد بصره. وكشف مصدر أمني لـquot;إيلافquot; أن الجماعات الجهادية قامت بالعملية ردًا على اعتقال أعضاء خلية إرهابية مرتبطة بالقاعدة كانت تخطط لتفجير السفارة الفرنسية، مشيرًا إلى أنها خططت أيضًا لاختطاف مجموعة من ضباط جهاز الأمن الوطني، ولما فشلت في تنفيذ هذه الخطة، لجأت إلى الخطة quot;بquot; واختطفت مجموعة من الجنود.
الأيام بيننا
بعد صمت أربع وعشرين ساعة، أعلنت السلفية الجهادية فى سيناء مسؤوليتها عن اختطاف جنود الجيش المصري فجر أمس في شمال سيناء. وقالت: quot;إن الاختطاف جاء بعد التعذيب والظلم اللذين تعرض لهما المعتقلون السياسيون من الإخوة الجهاديين في سجن طرةquot;. وأضافت أن أحد أعضائها، ويدعى أحمد عبدالله أبوشيتة، المسجون في سجن العقرب على خلفية أحداث قسم ثان العريش، تعرض للتعذيب ما أدى إلى فقدانه نعمة البصر.
ولفتت السلفية الجهادية إلى أن اعتقال أبو شيتة لم يكن بسبب أعمال العنف، وإنما لأنه رفض تطاول ضابط شرطة عليه أمام أسرته. وقالت السلفية الجهادية في بيان لها تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه: quot;إن مشادة كلامية حدثت منذ 20 يومًا بين أحمد عبدالله والضابط أشرف خفاجي نتيجة لتطاول الضابط عليه أمام أهله، ومن يومها وضع شيتة في التأديب، وأمر الضابط أمناء الشرطة بالتبرز في حجرته، ووضعوا شيتة على البراز كل يوم لمدة 18 يومًا مع الضرب باللكمات، وزوجته ذهبت لزيارته ففوجئت به كفيفًا لا يراها، ورفضت إدارة السجن عرضه على أي طبيب إلى الآنquot;.
وأعلنت أن الهدف من خطف الجنود نصرة من أهالي المعتقلين لإخواننا الأسرى في سجون الطواغيتquot;. وختمت بيانها بالقول: quot;اللهم إنهم عبادك الذين وقفوا للباطل رافضين، وللحق ناصرين، نحن متضامنون مع إخواننا الذين اعتقلوا ظلمًا وعدوانًا من قبل كلاب الداخلية، أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، واللهِ لتدورنَّ دائرة الزمان عليهم، وإن الأيام بيننا وبينكم يا جند الطواغيتquot;.
حملة إعتقالات
جاء بيان السلفية الجهادية تأكيدًا لإنفراد quot;إيلافquot; أمس بالتأكيد أن الجماعات الجهادية على علاقة بعملية الإختطاف. وقال مصدر أمني في مديرية أمن شمال سيناء لـquot;إيلافquot; إن الشرطة وجهاز الأمن الوطني شنّا حملات إعتقال واسعة في صفوف الجهاديين في محافظات مصر خلال اليومين الماضيين، بعد أن توصلا لمعلومات تفيد بأن الجماعات الجهادية سوف تحاصر مقر جهاز الأمن الوطني، والسجن المودع فيه أعضاء الخلية الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأشار المصدر إلى أن المعلومات قالت إن الجهاديين سينظمون التظاهرات أمام مقر الجهاز، ثم يقتحمونه بالقوة، ويحتجزون بعض قياداته. وفي الوقت نفسه يتم اقتحام سجن المودع به أعضاء الخلية الثلاثة، الذين كانوا ينوون تفجير السفارتين الفرنسية والأميركية في القاهرة.
وأضاف المصدر أن تحريات جهاز الأمن الوطني رصدت قيام السلفية الجهادية بالتواصل عبر صفحاتها على موقع فايسبوك، وإطلاق حملة تحت عنوان quot;ليلة القبض على أمن الدولةquot; للتظاهر واقتحام مقر الجهاز. ولفت إلى أن عمليات الإعتقال في صفوف رموز السلفية الجهادية أسفرت عن وجود بيانات ومنشورات يتم تزويعها يدًا بيد على أعضائها.
الخطة quot;بquot;
أوضح المصدر أن تلك البيانات جاء فيها: quot;بعد الفعاليات الناجحة أمام جهاز الأمن الوطني منذ عشرة أيام، اقتحم أعضاء الجهاز منازل ثلاثة جهاديين هم محمد عبدالحليم حميدة، ومحمد مصطفى محمد إبراهيم بيومي، وعمرو محمد أبوالعلا، وبعد كسر أبواب منازلهم وتفتيشها دون إذن نيابة، بالمخالفة للمادتين 35 و36 من الدستور، ودون مراعاة لحرمة المنازل، بالمخالفة للمادة 39 من دستورهم، وجهوا إليهم اتهامات مضحكة مثل التخابر مع داود الأسدي زعيم تنظيم القاعدة فى شرق آسيا، والإعداد لتفجير سفارات أجنبية في القاهرة والإسكندريةquot;.
وكشف المصدر أن السلفية الجهادية كانت تخطط لإختطاف ضباط من جهاز الأمن الوطني أثناء التظاهرات، وعندما أحبط الأمن هذا المخطط، لجأت السلفية الجهادية إلى الخطة البديلة أو الخطة quot;بquot;، التي تستهدف إختطاف مجموعة من الجنود أثناء عودتهم إلى منازلهم خلال إجازاتهم.
كما كشف المصدر أن التظاهرات التي دعت إليها الجماعات السلفية الجهادية عند الحدود مع إسرائيل وغزة، تحت عنوان quot;الجهادquot;، لم تكن إلا خطة لخداع الأمن والتغطية على عملية خطف الجنود.
تواطؤ الإخوان
سياسيًا، إتهمت المعارضة نظام الرئيس محمد مرسي بالتواطؤ مع الجماعات الإرهابية ضد الجيش. وقال المهندس بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن مرسي والإخوان والمتحالفين معها يتحملون المسؤولية كاملة عن حادثة اختطاف الجنود المصريين السبعة، مشيرًا إلى أنها تعتبر استمرارًا للسياسات الأمنية الفاشلة والمتواطئة أحيانًا مع الجماعات الإرهابية والإجرامية التي ترتع الآن في سيناء، بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي وقوى خارجية أخرى.
وحذر شعبان في تصريحات له مما وصفه باستمراء اللعب بورقة سيناء ضمن الصراعات داخل السلطة، مشيرًا إلى أن quot;أمن مصر القومي لا يمكن التعامل معه بهذا الاستهتارquot;.
أضاف: quot;لا نطمئن أبدًا لعملية التفاوض الجارية الآن مع المجرمين، والتي يتولاها قادة إخوانيون وسلفيون، فأحداث سيناء تنضم إلى جملة كبيرة من الأسباب التي تزيد القوى الشعبية وعيًا بضرورة استعادة روح الثورة وإزاحة المتآمرين على حاضر ومستقبل الشعب المصري، باستخدام كافة طرق النضالquot;.
وختم قائلًا: quot;لا يمكن السكوت عن هوان الأمن القومي، ولا عن زحف الفاشية والانهيار الاقتصادي والبطالة والتضخم وانعدام الخدمات العامة وانتشار البلطجة والجريمة والفتن الطائفية والدعوات الظلاميةquot;.
التعليقات