رام الله: وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية الخميس حيث يواصل جهوده لدفع اسرائيل والفلسطينيين للعودة الى مفاوضات السلام المجمدة منذ نحو ثلاثة اعوام، بينما تتزايد الشكوك حول نجاح جهوده.

والتقى كيري بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بعد ظهر الخميس واعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بانهما بحثا خلال لقائهما خطة سلام يقوم كيري باعدادها.
وقال عريقات لوكالة فرانس برس عقب اللقاء quot;الخطة لا زالت حتى الان في مرحلة الاعداد والاتصالات مع كافة الاطراف الفلسطينية والاسرائيلية والعربية والاوروبية وروسيا وكافة الاطراف الدولية المعنية بالسلام والاستقرار في منطقتناquot;.
وبحسب عريقات فان quot;كيري يقوم بجولات مكثفة واتصالات واسعة للوصول الى صيغة لخطتهquot; مشيرا الى انه quot;لا يوجد طرف في العالم يستفيد من السلام كما يستفيد الشعب الفلسطيني ولا يوجد طرف يخسر من استمرار الاحتلال كما الشعب الفلسطينيquot;.
واكد عريقات بان quot;دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة متصلة بدون استيطان هي ليست شروط بل التزامات لتحقيق السلامquot;.
وبدأ كيري زيارته بلقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس حيث قال في مستهل لقائه مع نتانياهوquot;اعرف هذه المنطقة جيدا لدرجة انني اعلم بان هناك شكوكا، وفي بعض الاوساط هناك سخرية وهناك اسباب لذلك، وقد مضت سنوات مريرة من خيبة الاملquot;.
واكمل quot;نأمل انه من خلال كوننا منهجيين وحذرين وصبورين وواضحين وعنيدين، سيمكننا التقدمquot;.
واكد نتانياهو من جانبه quot;نريد اعادة اطلاق محادثات السلام مع الفلسطينيينquot; مشيدا بجهود وزير الخارجية الاميركي.
واضاف نتانياهو quot;هذا امر نرغب به وامر ترغب به ونامل بان يكون الفلسطينيون يرغبون به ايضاquot;.
ورحب كيري quot;بجديةquot; نتانياهو في quot;بدء العملquot; الاساسي الذي تحدث عنه الرئيس الاميركي باراك اوباما في زيارته في اذار/مارس الماضي.
واشار كيري الى ان الجنرال الاميركي جون الين quot;موجود هنا على ارض الواقع للعمل مع نظرائه حول مسائل الامنquot;.
ولم ينجح كيري خلال شهرين من اللقاءات باحراز اي تقدم سوى احياء مبادرة السلام العربية التي يعود تاريخها الى عام 2002 بدعم من قطر. بينما يواصل الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني تبادل الاتهامات حول العوائق التي تحول دون استئناف محادثات السلام.
وما يؤكد تعقيد مهمة وزير الخارجية الاميركي انقسام الوزراء الاسرائيليين حول القضية الفلسطينية باعتراف وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وقالت ليفني التي ستلتقي كيري الخميس للاذاعة العامة quot;توجد خلافات ايديولوجية داخل الحكومةquot;،
واشارت الى ان تعثر المفاوضات منذ اكثر من ثلاث سنوات quot;لا يخدم سوى اولئك الذين يعتقدون كل يوم ان بامكانهم الاستيطان على ارض (في الضفة الغربية) وبناء منزل جديد (في مستوطنة) وبانه بهذه الطريقة يمكن منع التوصل الى اتفاقquot;.
وكانت ليفني تشير الى لوبي المستوطنين وايضا الى شركاء اخرين هامين في الائتلاف الحاكم.
ويتكون الائتلاف الحكومي في اسرائيل من حزب البيت اليهودي القومي المتطرف الذي يدعو الى مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة ويعارض ايضا اقامة اي دولة فلسطينية بالاضافة الى حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو.
وهنالك ايضا حزب يش عتيد (هناك مستقبل) الذي شكل حلوله في المرتبة الثانية مفاجأة في الانتخابات التشريعية بزعامة وزير المالية يائير لابيد.
واستبعد لابيد مؤخرا اي تجميد للاستيطان واي تنازل عن القدس الشرقية المحتلة التي يؤكد الفلسطينيون انها ستكون عاصمة لدولتهم المستقبلية.
ومثل نتانياهو، يرغب لابيد باتفاق مؤقت مع حدود مؤقتة بدلا من معاهدة سلام كاملة لاقامة الدولة الفلسطينية، الامر الذي استبعده مرارا الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واعترفت ليفني التي تتراس حزب quot;الحركةquot; الوسطي الذي ركز في حملته الانتخابية على موضوع اعادة اطلاق محادثات السلام بانها quot;الوحيدة التي تقاتل من اجل هذا الموضوعquot;.
ومن ناحيته، قال معلق في الاذاعة العامة بانه quot;حتى الان فان كافة جهود جون كيري لم تسفر عن اي نتيجة. وبالنسبة للمسؤولين الاسرائيليين فان المهم هو ان لا يتم اتهامهم من قبل واشنطن بالفشل المحتمل للزيارات المكوكية التي يقوم بها وزير الخارجيةquot;.
وهذه الزيارة الرابعة لكيري الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ توليه حقيبة الخارجية في شباط/فبراير الماضي.
واشارت الاذاعة الاسرائيلية الى ان هذا الهدف يفسر قرار نتانياهو مؤخرا بتجميد طرح عطاءات جديدة لبناء وحدات سكنية استيطانية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
بينما ستقوم الحكومة الاسرائيلية بتشريع اربع بؤر استيطانية في الضفة الغربية باثر رجعي بعد ان كانت تعهدت بهدمها ولو جزئيا.
وتأتي لقاءات كيري بعد يوم قضاه في عمان حيث التقى عشرة وزراء خارجية اخرين في مؤتمرquot;اصدقاء سورياquot; في محاولة لانهاء النزاع السوري.
وعلى الرغم من التصريحات العلنية بدعم جهود كيري لدفع الجانبين الى طاولة المفاوضات، يبدو الجانبان متشككين في امكانية نجاح جهوده.
وعلى الجانب الفلسطيني فان اللهجة غير مشجعة ايضا حيث قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في مقابلة مع الصحافة الفلسطينية انها ترى بانه quot;لا يوجد استعدادquot; لدى الجانب الاسرائيلي للعودة الى المفاوضات مشيرة الى ان الامر quot;كما لو يريدون جعل مهمة كيري مستحيلةquot; مشيرة الى ان عباس ينتظر نتائجها حتى 7 من حزيران/يونيو المقبل.
وراى نمر حماد المستشار السياسي لعباس انه quot;من الواضح الان بان الاسرائيليين يهينون الجهود الاميركيةquot;.
ويبدو كيري مصمما على مواصلة جهوده، حيث سيعود الى المنطقة الاثنين للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي العالمي في الاردن الذي سيشارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الاسرائيلي شيمون بيريز.